وصف الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة والقيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، مساء السبت، بعض قيادات الجماعة بالدخلاء الذين يتصرفون بالطرق البوليسية. كما اعتبر أن حكومة عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، حكومة ترانزيت يدها مغلولة، خاصة وأن بعض وزرائها مفروضين عليه، كما أكد على أن عدد السلفيين في مصر يتجاوز عدد الإخوان ب 20 مرة. وأوضح أبو الفتوح، في حلقة من برنامج «في الميدان» الذي يقدمه الإعلامي محمود سعد على قناة «التحرير» إنه يفرق بين أعضاء الجماعة النبلاء وقياداتها التي «لم أكن راضيا عن بعض تصرفاتهم منذ انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، ودخول بعض الأطراف الإقصائية داخل الإخوان إلى مستوى إدارة التنظيم، مما يخالف فكر الأمام حسن البنا» مؤسس الجماعة. وأضاف أن هؤلاء «بعضهم عناصر دخيلة على التنظيم وتقوم ببعض التصرفات البوليسية، مثل كتابة التقارير عن أعضاء الجماعة وتحولهم إلى التحقيق، والمفروض أن الجماعة أنبل أن تقوم بمثل هذه التصرفات». كما وصف أبو الفتوح حكومة الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، بأنها ضعيفة ومهتزة، لأنها «حكومة ترنزيت، وبعض الوزارة يخافوا الإمضاء على قرارات هامة، وبعضهم لا يريدهم شرف ولا يجوز للمجلس العسكرى أن يفرض عليه وزراء، وهذا سيؤثر على الخدمات». وأكد أن عدد التيار السلفى فى مصر 20 ضعف عدد الإخوان. وقال «أنا سعيد بمشاركتهم فى العمل السياسى وتأسيسهم أحزاب وقليل منهم من يمثل خطر على المجتمع، لكنهم تيار وطنى». وطالب أبو الفتوح المجلس العسكرى بإن ينهي مسؤوليته فى أسرع وقت ويضمن عدم وضع عقبات أمام المرحلة الانتقالية، خصوصا أنه «لا يوجد جهاز يراقب الحكومة، لعدم وجود برلمان، والمجلس العسكرى لا يستطيع أن يقوم بدور المراقب». ودعا المجلس العسكري للوقوف ضد دخول المال الغربى أو الخليجى فى الإنتخابات البرلمانية المقبلة، حتى لا تشترى الديمقراطية فى مصر، وأنتقد استخدام المشاعر الدينية فى العملية السياسية. وأكد أن النظام السابق كان لديه تنظيم اسمه البلطجية، وكان يستدعيهم أيام الإنتخابات، ووزارة الداخلية تستطيع أن تقوم بتجمعهم وتمارس دورها الأمنى تجاههم، موضحا أن المصريون تم حرمانهم من الديمقراطية 60 عاما ويحتاجون 5 سنوات للتعود عليها. ودعا إلى تنظيم مظاهرة مليونية يوم الجمعة، سواء 8 يوليو أو بعدها، لكن أن تكون بتوافق وطنى بين كافة القوى السياسية، وإنهاء حالة الاختلاف والتخوين بينهم. وبخصوص التحالف الانتخابي بينه وبين المرشح المحتمل محمد سليم العوا، المفكر الإسلام، قال «إن العوا رفض هذا التحالف، وبالتالى هو حسم هذه المسألة، وأنا أقدره ولست مع ترشحه فى انتخابات الرئاسة وأرى أن الأفضل له موقعه كمفكر إسلامى، وفى النهاية الخيار للشعب». وانتقد أبو الفتوح تكفير التيارات الليبرالية، وأكد أنهم يعلون قيمة الإسلام، مشيرا إلى أن خرج من الإخوان إداريا «لكننى ما زلت أعتز بإنتمائى لفكر الجماعة»، ولكن الخلاف الحقيقى مع قيادات الإخوان هو حول تقنيين أوضاع الجماعة. وأوضح أنه تصدي لمنع المرأة والقبطى من ترشيحهم للرئاسة فى برنامج الحزب، طالب بمحاسبة من وضع هذا البند فى البداية. واعتبر أن الرئيس السابق حسني مبارك، الخاضع حاليا للمحاكمة أمام محكمة الجنايات، أهان مصر، موضحا أن عدم تطبيق العدالة عليه «تدليل» داعيا إلى أن تحقق معه محكمة النقض، وليس النيابة العامة، لأنها لا تستطيع أن تحقق فى كل الجرائم التى ارتكبها نظام مبارك، وأن تقوم محكمة النقض بإخذ وقتها فى التحقيق والمحاكمة.