قرار جمهوري باستخدام السوفر كسعر فائدة مرجعي مع البنك الإسلامي للتنمية    جامعة بنها تتقدم 370 مركزا على مستوى العالم بالتصنيف الأمريكي "US news"    «التضامن» تقرر توفيق أوضاع 8 جمعيات في محافظتين    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الخميس 27-6-2024 في محافظة قنا    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 27 يونيو 2024    مسئولو الإسكان يبحثون مع شركات بريطانية سبل الشراكة والاستثمار.. تفاصيل    وزير المالية الفرنسي: إيرادات الضرائب الأعلى من المتوقع عززت خزائن الدولة ب3 مليارات يورو    لا داعي لاستخدام السخان في الصيف.. خبير يقدم نصائح لترشيد استهلاك الكهرباء    تداول 8 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    قوات الاحتلال تواصل نسف مبان سكنية غرب مدينة رفح الفلسطينية    اليوم.. تصفيات فردي الناشئين ببطولة العالم للخماسي الحديث    عاجل.. الأهلي يطلب 145 مليون لرحيل نجمه للدوري الكويتي    شوبير: إنسحاب الزمالك بدا وكأنه مرتبط بالأهلي فقط    مجموعة صعبة للسعودية ومتوازنة للعراق في تصفيات كأس العالم 2026    فيديو.. الأرصاد: قيم الحرارة في أغلب أيام صيف 2024 أعلى من المعدلات المعتادة    تعليم القليوبية: غلق موقع تظلمات الشهادة الإعدادية يوم الاثنين القادم    نشرة مرور "الفجر".. انتظام بميادين القاهرة والجيزة    «هنعوض في يوليو».. تعرف على أكثر الأبراج حظًا في الشهر المقبل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ماذا نقصد من قراراتنا000!؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 27-6-2024    وزير الصحة يوجه بمراجعة عدد العمليات الجراحية لسرعة الانتهاء من قوائم الانتظار    الرعاية الصحية تكرم الصيادلة والأطباء الأكثر تميزا في تطبيق أنشطة اليقظة الدوائية    «الأرصاد» تحذر من الرطوبة اليوم.. تصل ل90% على السواحل الشمالية    شوبير: أزمة بين الأهلى وبيراميدز بسبب الثلاثى الكبار بالمنتخب الأولمبى    بكين تعارض إدراج الاتحاد الأوروبى شركات صينية فى قائمة عقوباته    عادل المصري يعلن أهداف مجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعم السياحية في الولاية الجديدة    في ذكرى ميلاده .. محطات فنية في حياة صلاح قابيل    موسى أبو مرزوق: لن نقبل بقوات إسرائيلية في غزة    بولندا تهنئ مارك روته على تعيينه في منصب السكرتير العام الجديد للناتو    ثورة 30 يونيو.. ذكرى إنقاذ مصر من الإرهاب والدم إلى التعمير والبناء    وقعت عليهم حيطة.. مصرع طفل وإصابة اثنين آخرين في أسيوط    الصحة تحذركم: التدخين الإلكترونى يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية    قرارات عاجلة حول مصرع مريض نفسي سقط من شرفة عيادة طبيبه بالجيزة    ننشر شروط وموعد التقديم بالمدرسة الفنية للتمريض في المنيا    هل اقتربت إيرادات فيلم ولاد رزق 3 من 180 مليون جنيه؟.. شباك التذاكر يجيب    القناة ال 12 الإسرائيلية: الجيش بدأ تحريك قوات للشمال استعدادا لحرب محتملة مع حزب الله    القسام تبث لقطات من استهدافها لميركافا إسرائيلية    غارة إسرائيلية تستهدف مبنى شمال مدينة النبطية في عمق الجنوب اللبناني    هجوم حاد على حسن شاكوش وعمر كمال بسبب كليب الراقصة ليندا (فيديو)    دعاء الاستيقاظ من النوم فجأة.. كنز نبوي منقول عن الرسول احرص عليه    تسجيل 48 إصابة بحمى النيل في دولة الاحتلال الإسرائيلي خلال 12 ساعة    طارق الشناوي: بنت الجيران صنعت شاعر الغناء l حوار    حظك اليوم| برج الجدي الخميس27 يونيو.. «وقت مناسب للمشاريع الطويلة»    جيهان خليل تعلن عن موعد عرض مسلسل "حرب نفسية"    17 شرطا للحصول على شقق الإسكان التعاوني الجديدة في السويس.. اعرفها    إصابة محمد شبانة بوعكة صحية حادة على الهواء    مجموعة من الطُرق يمكن استخدامها ل خفض حرارة جسم المريض    هل يوجد شبهة ربا فى شراء شقق الإسكان الاجتماعي؟ أمين الفتوى يجيب    "الوطنية للإعلام" تعلن ترشيد استهلاك الكهرباء في كافة منشآتها    منير فخري: البرادعي طالب بالإفراج عن الكتاتني مقابل تخفيض عدد المتظاهرين    شل حركة المطارات.. كوريا الشمالية تمطر جارتها الجنوبية ب«القمامة»    «نجار» يبتز سيدة «خليجية» بصور خارجة والأمن يضبطه (تفاصيل كاملة)    "ما علاقة هنيدي وعز؟"..تركي آل الشيخ يعلق على ظهور كريم عبدالعزيز مع عمالقة الملاكمة    ميدو: الزمالك «بعبع» ويعرف يكسب ب«نص رجل»    مدير مكتبة الإسكندرية: استقبلنا 1500 طالب بالثانوية العامة للمذاكرة بالمجان    الكنائس تخفف الأعباء على الأهالى وتفتح قاعاتها لطلاب الثانوية العامة للمذاكرة    هيئة الدواء المصرية تستقبل وفد الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية    هل يجوز الرجوع بعد الطلاق الثالث دون محلل؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدين صباحى: سأنسحب من الانتخابات الرئاسية لو أصبحنا «دولة برلمانية»
نشر في المصري اليوم يوم 15 - 06 - 2011

حينما أعلن حمدين صباحى نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية، كان يستند إلى تاريخ طويل فى العمل السياسى، واحترام يحظى به من معظم التيارات السياسية، سواء من يتفق مع منهجها أو يختلف.خاض الكثير من المعارك مع النظام السابق خلال تواجده كأحد أبرز المعارضين فى مجلس الشعب. وخلال أحداث الثورة كان أحد دائمى الحضور وسط الشباب فى ميدان التحرير.يرى صباحى أن فرصته أكبر من غيره من المرشحين للسباق الرئاسى، مشيرا إلى أنه أقرب المرشحين احتكاكا بالمصريين وعلما بمشاكلهم.فى حواره ل«المصرى اليوم» يؤكد أن المحاكمة العلنية لرموز الفساد هى ضمان لعدالتها، مشددا على عدم التصالح مع «الفاسدين»، وإلى نص الحوار:
■ أعلنت نيتك الترشح للرئاسة.. هل يرى حمدين صباحى نفسه رئيساً لمصر؟
- أنا مؤمن بالله، وأرى أنى واحد من هذا الشعب، وأكثر المرشحين اتصالا به، ولدى من الأمل الكثير لتحقيق طموحاته، كما أن صغر السن فى صالحى، ولدى القدرة على كسب عاطفة الجماهير، وأمتلك عقلا وإرادة بحجم طموحات شعب مصر، ولدى موهبة القيادة، وعندى من الإرادة ما يجعلنى قادرا على حشد أكبر عدد من الجماهير وراء مشروع قومى، وهذا شىء مهم لأنه يجب أن يكون لدى الرئيس الجديد مشروع قومى كبير يصعد بمصر لأفضل مما كانت عليه بمراحل.
■ هل ترى أن «كاريزما» المرشح.. ستلعب دوراً فى انتخابه؟
- بالطبع «الكاريزما» شىء مهم يجب أن تتوافر فى أى مرشح لرئاسة الجمهورية، ويجب أن يكون لدى الرئيس قبول لدى الآخرين، أو بمعنى آخر كيمياء بينه وبين الشعب.
■ وماذا عن برنامجك الانتخابى؟
- انتهيت من رؤية عامة بها أهداف تصل بمصر فى 8 سنوات إلى دولة صاعدة فى مصاف الدول المتقدمة، بدلاً من دولة فى العالم الثالث.
■ 8 سنوات فقط؟
- نعم.. البرازيل استطاعت خلال 8 سنوات عبر رئيسها السابق لولا دا سيلفا أن تضع نفسها فى المرتبة التاسعة ضمن الدول المتقدمة، وأنا أرى أن نموذج البرازيل يمكن تطبيقه فى مصر، وأريد أن يحاسبنى الشعب بعد ثمانى سنوات إن لم أنفذ برنامجى الانتخابى.
■ وما أهم ملامح هذا البرنامج؟
- هناك ثلاث ركائز علىّ تحقيقها، أولها الديمقراطية، بحيث يكون لكل مواطن نصيب من السلطة، عن طريق صوته، وهذا يجعل الشعب شريكا فى اتخاذ وصناعة القرار، بدايةً من عمدة القرية وحتى رئيس الجامعة، ويكون القرار للأغلبية دائماً.
والركيزة الثانية، السعى إلى أن تصبح مصر دولة مدنية، لا هى علمانية تفصل الدين عن الدولة، ولا هى دينية تجعل رجال الدين والكهنوت يتحكمون فى مصائر الشعب. أريدها دولة مدنية ديمقراطية تعطى الاستقلال الكامل للبرلمان والقضاء، حتى يصبحا قادرين على محاسبة الرئيس، ويكون للبرلمان الحق فى إسقاط الوزارة، مع تقليص صلاحيات الرئيس ويكون موضعا للمساءلة من الرأى العام والقضاء والبرلمان، كما أن من أهم ملامح برنامجى أن أوفر الغذاء الصحى ليصون الجسد فلا كرامة لجائع. كذلك الحق فى السكن الإنسانى بما يحفظ الكرامة ويسمح بنمو أسرة، وكذلك الحق فى التعليم.
ومن أهم ملامح برنامجى أننى سأسعى إلى إضافة نص فى الدستور يجرم التمييز سواء على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو اللون، وذلك دون المساس بالمادة الثانية فأنا مقتنع بها وأرى أنه لا يجب المساس بها ومقتنع بها كل الاقتناع. فهذه المادة تعبر عن ثقافتنا وحضارتنا الإسلامية وهى تعبير أيضا عن هويتنا العربية والإسلامية.
■ ألا ترى أنك تغازل الإخوان المسلمين بشأن الإبقاء على المادة الثانية، وتحاول استرضاء الأقباط بطرح مادة تجرم التمييز على أساس الدين؟
- بدلا من منطق الغزل ممكن أن نسميه تفهما أو حرصا على كل مواطن واحتراماً لما هو مؤمن به، سواء كان معتقدا سياسيا أو دينيا، فأنا مرشح للرئاسة ولابد أن أحترم كل مصرى ويجب أن أتجنب أى محاولة للنيل من وحدتنا الوطنية.
■ هل ستستعين فى حالة فوزك بوزراء «تكنوقراط» لتنفيذ الخطط التى وضعتها لتحقيق برنامجك الانتخابى؟
- لابد أن يكون الوزير رجلا سياسيا فى المقام الأول، وأنا لا أقتنع بوزراء التكنوقراط، والحكمة فى ذلك أن الوزارة منصب سياسى وللوزير السياسى القدرة على إدارة فريق عمله وسيضع سياساته ورؤيته، وعلى فريق عمله أن ينفذ تلك السياسات.
■ ألا ترى أن ترشحك سيواجه بقوة من البعض خاصة أمريكا التى تساند إسرائيل بشكل واضح نظرا لموقفك المعلن من اتفاقية كامب ديفيد وتصدير الغاز؟
- أنا ضد تصدير الغاز لإسرائيل بالفعل، وأول شىء سأفعله إن لم يكن قد حدث بالفعل فى حال فوزى بالرئاسة، هو قطع الغاز نهائيا عن إسرائيل، فتصدير الغاز لإسرائيل غير شرعى وفاقد للشرعية بدليل أن مجلس الشعب لم يقره، ويوافق عليه، وسامح فهمى وقع على الاتفاقية دون أن يأخذ رأى الشعب، فهذا الأمر غير دستورى وهذا ما رأته محكمة القضاء الإدارى وحكمت بوقف تصدير الغاز. كما أننى سأستمر فى فتح معبر رفح بشكل دائم، وأشكر القوات المسلحة أنها قامت بهذه الخطوة بالفعل.
وبالنسبة لكامب ديفيد فهى ليست قضيتى الأولى، أنا لم أكن موافقا بالفعل على هذه الاتفاقية ولكننا الآن لا نريد الدخول فى معارك، فمعركتى الأولى مع الفقر. أما إذا كانت إرادة الشعب المصرى ضد هذه الاتفاقية فعلى البرلمان البت فيها باعتباره ممثل الشعب، والشعب هو صاحب القرار. وعن أمريكا، فللأسف الشديد علاقتنا بها كانت علاقة الخنوع والخضوع الزائد عن اللزوم، فمبارك كان خانعا وخاضعا أكثر مما يطلب منه أحيانا ولم يكن يخدم إلا نفسه. أنا حريص أولا على أن تستعيد مصر دورها الإقليمى على مستوى عالمها الإسلامى وأن تصبح رائدة كما كانت منارة للعرب والمسلمين، وحينما تعود لمصر مكانتها وهيبتها سوف تنظر لنا أمريكا بنظرة أخرى وستنتقل العلاقة بيننا وبين واشنطن من التبعية إلى الندية بحيث تصل فى النهاية إلى احترام للغرب وأمريكا وحفظ لكرامتنا ومصالحنا معهم، وهذا ما أريده.
■ يرى البعض أن دور مصر الريادى لن يمضى قدما مادام هناك توتر فى العلاقات المصرية الإسرائيلية باعتبار القاهرة كانت همزة الوصل والمنسق لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، بالتعاون مع أمريكا، ويعتقد كثيرون أن مبارك كان مجبرا من أجل حل القضية الفلسطينية؟
- مبارك لم يكن مجبرا على شىء، مبارك كان يخدم مصالحه ومصالح «جمال الوريث» وكان يعمل لإطالة فترة بقائه ولم يحاول يوما إلا أن يكون خانعا وخاضعا من أجل إرضاء أمريكا. وأنا لست ضد أمريكا ولا أريد استعداءها، فالشعب الأمريكى صديق، أريد علاقة تعاونية وليست تبعية، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية ففى حال وجودى رئيسا للبلاد يجب على دعم المقاومة.
■ كصحفى إلى أى مدى ترى أن الإعلام قد ساهم فى إنجاح الثورة؟
- إلى مدى كبير طبعا، فالإعلام كان من اللاعبين الرئيسيين والداعمين للثورة، فقد فتح مساحة واسعة للآراء والتغطية الإخبارية سواء للاحتجاجات والاعتصامات أو حتى الدعوة للثورة، فمنذ أن بدأت حركة كفاية عام 2004 والصحافة تغطى حالة الغضب السياسى فى الشارع، كما أن برامج «التوك شو» صنعت الكثير من الإيجابيات وكشفت- مثل الصحافة- أوجه الفساد.
■ كيف يستطيع صحفى أن يحكم مصر؟
- يستطيع أى مواطن أن يحكم مصر ما دامت لديه الإرادة، وأنا أعمل بالسياسة منذ سنوات طويلة، وكنت أصغر معتقل سياسى خلال فترة السادات، كما كنت عضوا بمجلس الشعب لفترتين، ولى من المواقف السياسية تحت قبة البرلمان الكثير.
■ ما الذى تغير فى شخصية حمدين صباحى بعد الثورة؟
- لم أتغير، فأنا مناضل سياسى منذ صغرى، ولكن حققت كل أحلامى الكبرى واطمأننت على مستقبل مصر، وكنت قد طرحت اسمى كمرشح للرئاسة منذ عام ونصف، فأنا مرشح البسطاء والشرفاء، وكنت أطمح وقت حكم مبارك أن أنافسه ولكن بعد الثورة أصبح لدى اليقين أن انتخابات الرئاسة ستكون نزيهة وشفافة.
■ إذا لم توفق فى الانتخابات الرئاسية، هل لو أراد الرئيس الجديد الاستعانة بك كوزير أو أى منصب قيادى ستوافق أم ترفض؟
- بالطبع لا، ولكن ممكن أن أتعاون مع عبدالمنعم أبوالفتوح أو هشام البسطويسى دون أن أتولى منصبا، وسأكون سعيدا لأننى لدى القناعة بأن كليهما يصلح للمنصب.
■ عمرو موسى، محمد البرادعى، هشام البسطويسى، الفريق مجدى حتاتة، عبدالمنعم أبوالفتوح.. أى اسم منهم تعتبره المنافس الأقوى ولماذا؟
- عمرو موسى لأنه معروف والشارع المصرى يعرفه، ونحن شعب نميل إلى من نعرفه أكثر، ولهذا يعد الأشهر من بين المرشحين.
■ من تراه الأفضل لو أنك لم ترشح نفسك؟
- عبدالمنعم أبوالفتوح أو هشام البسطويسى لإيمانهما من البداية بحجم الظلم الذى وقع على الشعب المصرى ومقدرتهما على تحقيق آمال المصريين، ثم إنهما من المعارضين للنظام قبل سقوطه كما أننى أؤمن بأنهما الأفضل من خلال برامجهم.
■ ما الذى يميزك عن كل هؤلاء المرشحين؟
- أعتقد أن عامل السن الذى يعطينى الحماس والطموح لمستقبل أكبر، ثم إننى رسمت استراتيجية تنهض بمصر فى خلال 8 سنوات.
■ لماذا طرحت نفسك كمرشح شعبى.. وأنت لديك حزب الكرامة تحت التأسيس.. هل لأن الفكر الاشتراكى الناصرى الذى تنتهجه لا يناسب الفترة المقبلة؟
- أنا أنادى بألا يكون رئيس الجمهورية منضما لحزب بعينه، فقد ذقنا الأمرين من تداخل سلطات الدولة ومصلحة الحزب وأعضائه من خلال الحزب الوطنى الذى أفسد الحياة السياسية، وقبل حلف اليمين فى حالة فوزى سوف أتقدم بطلب لإنشاء حزب الكرامة ولن أكون عضوا فيه إلا إذا كنت فردا عاديا ولست رئيس دولة. وأنا ناصرى وفخور بهذا، وبالعكس، الأفكار الناصرية لا تتعارض مع فكر الثورة التى تميل إلى الناصرية فى أفكارها وتدعو إلى الاشتراكية.
■ كيف ترى العلاقة بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة فى حال تولى أحد المدنيين الرئاسة خلال الانتخابات المقبلة؟
- العلاقة ستكون طيبة بالطبع، لأن الجيش قد ساند الثورة المدنية وحمى الثوار، وأرى أن المؤسسة العسكرية تحترم إرادة الشعب فى حال اختياره لرئيس مدنى وستتعاون مع الرئيس الجديد، بل ستكون لها سلطات أوسع فى حال فوزى فى الانتخابات، وسيضاف نص فى الدستور ليوسع مهامها بقدر أكبر وحتى يعود الأمن إلى الشارع مرة أخرى.
■ ما تعليقك على حالة التخبط بين جماعة «الإخوان» وعبدالمنعم أبوالفتوح بشأن ترشحه للرئاسة؟
- أرى أن أفضل من يتحدث باسم «الإخوان» هو عبدالمنعم أبوالفتوح ولو أن الإخوان يختارون من يمثلهم فى انتخابات الرئاسة فلن يكون هناك أفضل من أبوالفتوح، لكن المأزق أو التخبط الحالى هو أن أبوالفتوح أعلن عن نيته الترشح، وهذا يجعل الجماعة فى مأزق شديد وهو إما أن تناور وتراوغ وبالتالى تفقد مصداقيتها أو أنها غير قادرة على السيطرة على أعضائها البارزين، وهذا يفقدها صورتها وهيبتها. وأرى أن هناك مشكلة أخرى لدى «الإخوان» فهم يشعرون الآخر بالتعالى من خلال خطابهم الرسمى والذى قد يسىء إليهم.
■ ما رأيك فى مشروع تعديل بعض أحكام قانون انتخابات مجلس الشعب.. ثلث الدوائر قوائم والثلثان فردى؟
- أنا غير راض على ما قرأته من أن المجلس الأعلى يطرح العمل بنظام القوائم للمستقلين لخوض الانتخابات، من خلال قوائم خاصة لهم. لماذا يسمح للأفراد بعمل قوائم ما دام هناك نظام فردى ولماذا القوائم للمستقلين؟. وإذا كنا ندعم الحياة الحزبية فلماذا لا نجعل الثلثين قوائم والثلث فردياً. أرجو أن يراجع المجلس هذا جيدا قبل العمل بهذا القانون فى الانتخابات، ثم إننى اقترح أن نعمل قائمة تسمى قائمة برلمان الثورة وتشارك فيها كل القوى الوطنية التى شاركت فى الثورة وعملت على إنجاحها ومنهم الإخوان وغيرهم.
■ ألا تخشى من أن خوضك انتخابات الرئاسة قد يفوت فرصة تواجدك فى البرلمان، باعتبار أن انتخابات الرئاسة بعد انتخابات البرلمان؟
- البعض من ائتلاف شباب الثورة اقترح اقترحا جيدا، أنا من مؤيديه، وهو أن كل مرشحى الرئاسة يخوضون انتخابات البرلمان لأن كل المرشحين مميزون وأرى أن الذى سيعتلى المنصب هو واحد، فلما لا يخدم أبناء دائرته ولا يفوت الفرصة على نفسه بأن يكون عضوا بالبرلمان، بدلا من أن يصبح لا رئيسا ولا برلمانيا، وهذا نداء منى لكل مرشح أن يفعل هذا المقترح، وهو خطوة إلى الإمام تعزز موقفهم من خلال ترشيح أبناء دوائرهم لهم ثم الخطوة التالية انتخابات الرئاسة.واستطيع أن أفعل ذلك ولكن بعد دراسة الوضع والتنظيم فلا يوجد ما يمنعنى، وأوباما كان عضوا بالكونجرس ثم أصبح رئيسا.
■ ما الذى يضطرك إلى الانسحاب من انتخابات الرئاسة؟
- إذا ما تم الإعلان عن أن النظام البرلمانى سيفعّل فى مصر، ليس لأنه لا يناسب مصر، ولكن لأنه لا يناسب شخصية حمدين صباحى، وفى رأيى أن رئيس الجمهورية فى هذه الحالة يصبح موظف علاقات عامة بدرجة رئيس جمهورية وتقلص سلطاته. فلا أحد يبنى بمفرده ويجب أن يكون الرئيس عاملا وفاعلا فى العلاقات الخارجية واستقلال القرار الوطنى، حتى نكون دولة مستقلة ولا تتحرك بضغوط أجنبية. نحتاج إلى سياسة خارجية جديدة، وهى أن تدافع مصر عن مصالحها من خلال سياستها الخارجية ونعيد الاعتبار لها بتوطيد روابطها العربية والأفريقية والإسلامية، أما الغرب فحينما تكون مصر دولة معزولة فلن يهابها، أما بعد تقوية علاقتها بمن حولها فإن الغرب سينظر إليها بطريقة جديدة.
■ ماذا عن مخاوف بعض القوى والتيارات السياسية من صعود التيار الإسلامى؟
- الإخوان يدافعون عن الدولة المدنية وموقفهم معلن وواضح وصريح.. فلماذا نحن مصرون على أنهم ضد الدولة المدنية؟ أنا لا أشق عن قلوبهم لأعلم أن كانوا صادقين أم لا ولكن هم يقولون ذلك. لماذا نشكك فى كلامهم دائما. أنا ضد استخدام الإخوان كفزاعة وضد استبدالهم بالسلفيين واستخدامهم كفزاعة جديدة، واثق فى أن كل التخوف من الإخوان هو من كونهم منظمين وأكثر التيارات الإسلامية تنظيما.
■ وما الحل فى هذا التخوف وكيف نعمل على تقبلهم من الآخرين وعدم استخدامهم كفزاعة سواء كانوا هم أو السلفيين؟
- الحل فى الأزهر الذى يجب أن يقوى كمؤسسة تستوعب كل الأطياف والألوان الدينية لحصر التطرف والتعصب والفهم المغلوط. وأنا مع انتخاب شيخ الأزهر، ليطمئنه هذا الأمر ويحرره من التبعية للسلطة، حتى لا يستميل تيار عن آخر لصالح الإسلام المعتدل. فهو يعتبر مؤسسة علمية ومنارة إسلامية للعالم كله.
■ ماذا عن المحاكمة السياسية لرموز الفساد؟
- لا بد أن يمثل الرئيس للمحاكمة، ويجب أن تكون علنية، وهذا الشرط يضمن النزاهة والعدل، لأن السرية هى الخطر الأكبر على أى محاكمة، وأنا ضد الشماتة، وضد الإفلات من العقاب وأؤيد أن يحاكم كل رموز الفساد على ما اقترفوه فى حق الشعب المصرى.
■ ما رأيك فى اقتراح البعض بأنه يمكن التصالح مع رموز الفساد بعد أن يتم استرداد أموال مصر المنهوبة وردها إلى خزانة الدولة؟
- أرفض تماما هذا الاقتراح، فالعدالة لا تشترى بأموال حرام أو الإفلات من العقاب لمجرد ردها إلى الشعب، فهى من الأساس أموال مصرية.
■ ما فرص نجاح من يطلق عليهم «فلول الوطنى» فى انتخابات البرلمان المقبلة؟
- فرصهم ضعيفة جدا. الثقافة السائدة هى أن الشعب لن يقبل الفاسدين، فشعب مصر بالغ الذكاء ولن يعطى فرصة للبلطجة أو الرشاوى، وفكرة أن كل قاض على كل صندوق تدعم فكرة المصداقية، ف«فلول الوطنى» سلاحهم البلطجة التى لن يكون لها دور فى الانتخابات المقبلة، والشعب لديه من الوعى ما يجعله لا يقبل الرشاوى.
■ هل أنت مع الرقابة الدولية على الانتخابات؟
- لسنا فى حاجة إلى استعارة مراقبين دوليين، وإذا كان هناك قاض على كل صندوق، فما الحاجة إلى إشراف خارجى، ولو أن أى منظمة أرادت أن تشرف ولا تراقب دون محاسبة، فأهلا بها دون إشراف.
■ من المستفيد من الفتنة بين الشعب والجيش؟
- مثلث «طرة- شرم الشيخ- تل أبيب»، ونحن نجحنا بثورتنا تحت شعار «الشعب والجيش إيد واحدة». أنا مع من ينتقد البطء أو أداء المجلس العسكرى فى محاكمة رموز الفساد، كما أؤكد أنه لا يوجد حوار كاف، وهو أحد أسباب الفتنة بين الشعب والجيش، كما أن التمادى فى هذه الأخطاء قد يحدث فجوة باعتبار أن الجيش هو السلطة التنفيذية والتشريعية الآن، فهى فرصة له أن يصلح ما أفسده النظام السابق، ليكسب ود الشعب ويستعيد الثقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.