كان زميلى عادل الدرجلى، محرر شؤون الأحزاب الكفء، متواجداً طوال يوم أمس الأول، فى مقر دائرة جنوبالجيزة، لذلك أعتبره شاهد عيان على ما جرى، والحقيقة أنى لم ألتفت لأى حديث عن التجاوزات فى شهادة عادل، بقدر ما توقفت أمام تأكيده أن حضور الناخبين كان ضعيفاً جداً، وأن صناديق الاقتراع لم يكن عليها إقبال يذكر. وصباح أمس، جاء عادل الدرجلى إلى مقر الجريدة، ومعه نتائج لجنة الفرز، وحتى تشاركنى وتشارك عادل الذهول أنقل لك هذه الأرقام، وأدعوك للتدبر فيها: قالت اللجنة إن عدد الحضور الذين أقبلوا على التصويت 144 ألفاً و803 ناخبين، وأن الأصوات الباطلة بلغت 3013 صوتاً، وأن المنافسة التى كانت بين مرشحى الوطنى أحمد سميح «فئات»، ويوسف خطاب «عمال» فى مواجهة موسى مصطفى «رئيس حزب الغد المرضى عنه حكومياً» «فئات» وعزب مصطفى «إخوان عمال» انتهت إلى ما يلى: فاز موسى مصطفى بمقعد الفئات ب118 ألفاً و620 صوتاً، مقابل 20 ألفاً و940 صوتاً لمنافسه «سميح»، وفاز يوسف خطاب بمقعد العمال ب133 ألف صوت، مقابل 8166 صوتاً لعزب مصطفى. أعتقد أنك الآن لست فى حاجة إلى شهادة عادل الدرجلى، فلو أقسم الحزب الوطنى ب«أعز ما يملك» أن دائرة فى مجلس الشورى أقبل عليها 144 ألف ناخب ما صدقه أحد، كما أن الزعم بأن أهالى دائرة جنوبالجيزة، حيث أسكن، اكتشفوا فجأة زعيماً سياسياً اسمه موسى مصطفى، إلى الدرجة التى ذهب 118 ألف شخص للتصويت من أجله، وهو الذى أشك أن هناك 10 آلاف شخص يعرفونه فى الجمهورية كلها، أمر لا يصدقه أحد أيضاً. لا أطعن هنا فى موسى مصطفى، ولا زميله الوطنى الفائز، لكن من حقى وحقك أن يحترم حتى الذين «يزوّرون» الانتخابات عقول البشر، وما حدث فى دائرة جنوبالجيزة له دلالة مهمة، لأن هذه الانتخابات كانت «بروفة» لما بعدها، ومؤشراً حول جدية الحزب الوطنى فى الإصلاح، والتزامه بالنزاهة والشفافية، وهو ما ثبت أنه التزام شفهى فقط، لكن من شبّ على شىء شاب عليه. وفوز مرشح محسوب على المعارضة اسماً، أيضاً دلالة واضحة على أن «الوطنى» سيختار نوابه، وسيختار أيضاً نواب المعارضة، وسيقوم بإخراج كل العمليات الانتخابية القادمة، بالشكل الذى يرضى عنه. تستطيع، الآن، أن تطلب من حكومة الحزب الوطنى، وهى تعلن النتائج النهائية لانتخابات مجلس الشورى، أن تعلن بالمرة نتائج انتخابات مجلس الشعب المقبلة، وأن تحدد كم نائباً من الوطنى سيفوز، وكم نائباً من المعارضة، وما هى الدوائر التى سيضحى بمرشحيه فيها، ويمنح قدراته التزويرية لمرشحين من المعارضة! كانت أول القصيدة «كفر»، وأهدر الوطنى بإدمانه التزوير والتقفيل وألاعيب الانتخابات غير الشرعية، فرصة جديدة على هذا الوطن، ومن الواضح أنه متجه إلى إهدار مزيد من الفرص..! [email protected]