بدأ حزب «المؤتمر الوطنى» الحاكم فى السودان انفتاحه للتفاوض مع جنوب السودان حول منطقة «أبيى» المتنازع عليها، والتى تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية (الشمالية)، معلناً استئناف المحادثات بين الطرفين اعتباراً من السبت، فى أديس أبابا، بينما أعلن الجيش الشعبى التابع لحكومة جنوب السودان، حالة التعبئة العامة والاستنفار وسط صفوفه على خلفية التطورات الجارية فى منطقة «أبيى». وقال الدرديرى محمد أحمد، المكلف بملف «أبيى» فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم، أمس الأول، قبيل اجتماع أديس أبابا، الذى ينظمه الاتحاد الأفريقى: «نحن منفتحون على التفاوض»، موضحاً أن ممثلين عن حزب المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردون الجنوبيون سابقا، والحاكمة فى جنوب) ورئيس لجنة الاتحاد الأفريقى المكلفة بالسودان، رئيس جنوب أفريقيا سابقاً ثابو مبيكى - سيشاركون فى الاجتماع. اكتفى المفاوض باسم الحركة الشعبية عاطف كير، فى جوبا (عاصمة جنوب السودان) بالقول: «ستجرى مباحثات جديدة ولا شك»، وأضاف: «لا نملك معلومات محددة حول هذا اللقاء المقبل، لكن المفاوضات ستستأنف»، فى حين يطالب جنوب السودان بالانسحاب غير المشروط للجيش السودانى من «أبيى»، مؤكداً فى الوقت نفسه أنه لا يريد العودة إلى الحرب. جاء ذلك فيما أقرت قبيلة «المسيرية» العربية (الشمالية) للمرة الأولى، أمس الأول، بمشاركتها فى المعارك فى «أبيى»، رافضة الانسحاب منها «حتى لو انسحب الجيش منها». وفى المقابل، أعلن الناطق الرسمى باسم الجيش الشعبى الجنوبى فليب أقوير لتليفزيون جوبا أن القيادة المركزية أعلنت حالة الاستنفار والتعبئة، لمقابلة الأوضاع فى المنطقة التى دخلها الجيش السودانى، فيما انتقد الفريق المنشق بيتر قديت، رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، ووصفه بالفاشل سياسياً وعسكرياً وإدارياً - على حد قوله.
