تحتفل الأمة الإسلامية، خلال أيام، بذكرى المولد النبوى الشريف، ويعد شراء حلوى المولد من أهم مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة فى شتى ربوع مصر. وتشير الروايات التاريخية إلى أن الفاطميين هم أول من صنعوا العروس من الحلوى فى المولد التى تزين بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التى ينفرد بها المولد النبوى الشريف فى مصر، حيث تنتشر فى جميع محال الحلوى والشوادر التى تعرض فيها ألوان عدة من الحلويات المميزة، إلى جانب لعب الأطفال «عروس المولد للبنات»، والحصان أو الجمل للأولاد، ولذلك تعتبر مظهرا أساسيا للاحتفال بالمولد إلا أنه نظرا لارتفاع الأسعار و«ضيق ذات اليد» قل الإقبال على شرائها ما دفع إلى تصدر «الشعبى» الذى يتوافق مع الظروف المادية لغالبية المواطنين. وتتنوع أماكن بيع «حلاوة المولد» بين المحال الشهيرة والأسواق التجارية والشوادر التى يتم نصبها فى الشوارع، وهو ما يؤدى إلى تباين الأسعار بين المعروض فى كل منها، فيما تصدر حركة البيع والشراء المنتجات الشعبية، خاصة أن الأسعار فى متناول المواطنين محدودى الدخل، حيث سجل سعر الحمص فى شوادر الشعبى 35 جنيها والمشبك 20 جنيها والحلاوة البيضاء بالسمسم والسودانى 40 جنيهاً فيما شهدت المحال الكبرى عزوفا تاما من قبل المواطنين أو الشراء بكميات قليلة جداً حيث تراوحت أسعار حلوى المولد الفاخرة التى تباع فى محال الحلوى بين 90 و120 جنيهًا مقابل 40 جنيها فى الأسواق الشعبية. وأرجع أصحاب محال بيع حلوى المولد النبوى ارتفاع الأسعار هذا العام عن العام الماضى إلى ارتفاع أسعار المواد الخام وأجور الأيدى العاملة وارتفاع فواتير المياه والكهرباء وزيادة أسعار أسطوانات البوتاجاز التى تستخدم فى تجهيز الأصناف المختلفة من حلوى المولد. وأضافوا أن الزبائن غالباً يكتفون بشراء الأصناف الشعبية من الفولية والسمسمية والحمصية والمشبك وأقراص الحلوى الأخرى التى يدخل فى صناعتها الحمص والسمسم والملبن الشعبى غير المحشو، فضلا عن أن العديد من الأسر تنتظر تصفيات البيع بشوادر حلوى المولد حتى تتمكن من شرائها بأسعار رخيصة تناسب إمكانياتهم. وقال محمد أحمد الحندويل، صاحب أقدم مصنع لتصنيع حلوى المولد فى منطقة بحرى بالإسكندرية والمنشأ فى عام 1910، إن أسعار الحلوى العام الحالى لم تختلف كثيرا عن العام الماضى رغم انخفاض أسعار السكر الأبيض إلا أن ارتفاع قيمة فواتير المياه والكهرباء وأسطوانات البوتاجاز أثرت نسبيا على الحركة، مشيرا إلى أن سعر علبة حلوى المولد من المصنع يتراوح بين 30 و40 جنيهاً لتباع فى السوق للمستهلك بزيادة 10 إلى 15 جنيها فوق سعر المصنع. وأوضح «الحندويل» أن صناعة الحلوى تمر بعدة مراحل، أبرزها التسوية والمكبس، حيث يضاف إليها خلال مراحل تصنيعها السودانى والسكر والروايح والعسل والسمسم، مشيرا إلى أن الأسعار بالنسبة للمكسرات والفستق والبندق تختلف كثيرا عن الأسعار الأخرى، حيث يصل سعر كيلو الفستق والبندق كتصنيع إلى 350 جنيهاً. ولفت إلى أن الإقبال مازال كبيرا على عروسة المولد للبنات والحصان والجمل للأولاد كونها تعتبر تراثا مصريا قديما، حيت يتراوح سعرها بين 10 و40 جنيها حسب الحجم والجودة.