أطلق المشاركون فى الملتقى السنوى السادس ل«منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة»، الذى يُعقد تحت رعاية وزير الخارجية والتعاون الدولى الإماراتى، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، تحت عنوان: «دور الأديان فى تعزيز التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام»، خلال اجتماعاتهم أمس، «ميثاق حلف فضول جديد» لنشر التسامح والتعايش السلمى السعيد فى مختلف ربوع العالم. وقال رئيس منتدى تعزيز السلم، الشيخ عبدالله بن بيه، إن تشكيل «حلف الفضول الجديد» يسعى لحوار يهدف إلى التعايش السعيد، باعتباره ضرورة وواجبًا تدعو إليه جميع الديانات، متابعًا: «حلفنا هو حلف فضيلة وتحالف قيم مشتركة، يسعى أصحابها إلى تمثُّل هذه القيم فى علاقاتهم، وإلى الدعوة إلى نشرها وامتثالها فى حياة الناس. ولهذا كان لزامًا أن يعقد المتحالفون بينهم ميثاقًا، يتعاهدون عليه، فتنادى قادة القوافل الأمريكية للسلام، مع ثلة من أبناء العائلة الإبراهيمية، لصياغة ميثاق حلف الفضول الجديد، وشرعنا فى واشنطن فى الدعوة إليه وفتح باب الانضمام إليه من خلال التوقيع على مشروع الميثاق، حيث وقّع عليه قادة العائلة الإبراهيمية فى أمريكا». وأضاف رئيس منتدى تعزيز السلم أن الميثاق يسترشد بكل العهود والمواثيق الدولية التى تبتغى إحلال السلام وتعزيزه، وتدعم روح الوئام والإخاء بين البلدان والشعوب، كما يتأسس على كل الوثائق والإعلانات التى سبقته. واستعرض رئيس المنتدى أهم أهداف حلف الفضول الجديد وميثاقه، تحت 4 عناوين، هى ميثاق للقيم والفضائل، وتنمية المشتركات واحترام الخصوصيات، وميثاق للسلم، وأخيرًا ميثاق يقوم على تشجيع مبادئ الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة. وشدد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، فى كلمته بالمنتدى، على أن العدو المشترك للأديان هو الإلحاد، ولابد من تكاتف أتباع الأديان للتصدى لهذا الخطر الداهم، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية أقرت الحرية الدينية للناس جميعًا. وأوضح أنه ينبغى على هذا الميثاق أن يكون مبنيًا على إعداد «مشروع تواصل حضارى عالمى»، وهو مخطَّط يُفترض فيه الاكتمال، يحوى برامج ومشروعات سياسية واقتصادية واجتماعية، ويكون جاهزًا للتطبيق بعد تحديد الأسس النظرية وآليات التطبيق المبنية على دراسة الواقع وشروطه ومكوناته ومقتضياته. وحول مواصفات هذا الميثاق، قال المفتى إنه ينبغى أن يتصف هذا الميثاق بكونه مستوعبًا لسائر الديانات سماوية وغيرها، ومحتويًا على مبادئ عامة لمكافحة التطرف بنوعيه ومكافحة الإلحاد ومظاهره، وأن يكون منفتحًا لا منغلقًا، وأن يكون اجتهاديًا لا تقليديًا، وأن يكون شوريًا لا أحاديًا، وأن يكون جامعًا لا تجزيئيًا، وأن يكون مستقبليًا لا ماضويًا، وغير ذلك من المعايير التى ينبغى أن تتسم بها سائر المواثيق الدولية. وأكد أن دُور العبادة من الأهمية بمكان لتخصيصها بهذا الميثاق، حيث إنها الدرع الحامية من سقوط الإنسان فى غياهب الإلحاد الأعمى، وما يترتب عليه من تحطيم النفس، الذى ينعكس على المجتمع بسائره، فتنتهى الحضارة كما نعرفها الآن شر نهاية.