مع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديو واقعة التحرش الجماعى بفتاتين فى المنصورةبالدقهلية، ليلة رأس السنة، كانت الأضواء مسلطة فقط على الحادث وبشاعته، بينما كان هناك وجه آخر للحدث، وهو الشباب الأبطال الذين أنقذوا الفتاتين من المتحرشين. سلامة هيكل، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية التربية الرياضة، صاحب ال22 عامًا، كان بطل تلك الحادثة، بعدما تدخل- برفقة أصدقائه- للدفاع عن الفتاتين وإنقاذهما من المتحرشين. وقال «هيكل»، ل«المصرى اليوم»، إنه حضر إلى مدينة المنصورة، قادمًا من مدينة أجا، برفقة أصدقائه، بعد انتهاء عملهم لقضاء ليلة رأس السنة هناك، ومن ثَمَّ الذهاب إلى الامتحان بالكلية فى الصباح. وأضاف: «وصلنا إلى منطقة (المشاية) حوالى الساعة 12 مساء الثلاثاء، ومع اقتراب عقارب الساعة من 12.30، فوجئنا، وبدون مقدمات، بتجمع كبير جدًا يضم عددًا من الشباب من جميع الفئات العمرية، ولم نكن نعلم ماذا يحدث، وبعد اقترابنا منه، صُدمنا عندما رأينا فتاتين وسط هذا التجمع، وأن ما يحدث هو حالة تحرش جماعى». وتابع: «المنظر اللى شفناه ده لو واحد كافر كان صعبت عليه البنتين»، مضيفًا: «صرخات البنتين هزّتنا، وما كان منّا إلا التدخل لإنقاذهما». واستطرد: «على الرغم من كوننا 10 أفراد، وسط المئات من المتحرشين، فإننا بقدرة ربنا ورجولتنا قدرنا نخلّص البنتين من إيديهم، وكل واحد فينا كان قلع الحزام اللى لابسه علشان يبعد الناس عن البنتين، وتمكنّا أخيرًا من إدخالهما إلى عمارة سكنية، لحين وصول الشرطة». وأشار إلى أن الفتاتين كانتا بصحبة شابين، وبعد وضعهما فى العمارة السكنية، حضر الشابان واصطحباهما. وعن دوافعه لإنقاذ الفتاتين، قال: «أنا فرحى كمان شهر، وعندى اخوات بنات، وعملنا اللى عملناه ده لله مع إننا مانعرفش البنتين لإن احنا اتربينا على كده فى بيوتنا. مهما كان لبس البنات، فلا يمكن أن يكون هذا هو رد الفعل لأن كل شخص حر فى أفعاله، وربنا هو اللى هيحاسب الجميع». وأردف: «بعد ما أنقذناهم ومشيوا، الناس كلها كانت بتشكرنى، وبيتصوروا معايا، ولما روّحت البيت أهلى وأصدقائى كانوا عرفوا من الإنترنت، وده اللى كان مخوِّفنى وراعبنى إن حد يفهم غلط وإنى كنت بتحرش، لكن الحمد لله الحقيقة ظهرت». وكانت مقاطع فيديو قد ظهرت، أول أيام العام الجديد، بمنطقة المشاية بالمنصورة، حيث تجمهر مئات الشباب، الذين يهرولون بشكل عشوائى وسط تساؤلات العابرين عن سبب التجمهر، حتى ظهر مقطع واضح لفتاة يحوطها المئات من الشباب ومحاولات لتخليصها، وسط صراخها المتواصل، كما أظهر أحد المقاطع محاولة الفتاة الاحتماء بأحد محال الموبايل، وتجمهر المئات أمامه، وسط تعليقات وتحرش لفظى مستمر قبل اضطرارها للخروج. وكشفت مباحث الدقهلية هويتى الفتاتين، اللتين تعرضتا للتحرش الجماعى، حيث أدخلهما بعض الشباب إحدى العمارات بعيدًا عن المتحرشين. وأكدت التحريات أن الفتاتين طالبتان بجامعة المنصورة، 20 عامًا، وأنهما خرجتا للاحتفال برأس السنة مع مجموعة من أصدقائهما، كما ألقت الشرطة القبض على 17 شابًا من المشتبه فى تواجدهم بالمكان وقت الواقعة، واستجوبت ما يزيد على 20 شخصًا من العاملين بالمحال التجارية بالمكان وعمال الجراجات والبوابين بالمنطقة. وقالت الفتاة، فى أقوالها أمام رجال المباحث، إنها أثناء سيرها هى وصديقتها بشارع الجمهورية تعرض لهما بعض الصبية والشباب بالقول، وقام بعضهم بتصويرهما بالهواتف المحمولة، بعدما رددوا ألفاظًا جنسية بذيئة، فتدخل بعض المارة فى محاولة لمنعهم، ما تسبب فى حدوث مشادة بين عدد من المارة. وأكدت الفتاة أنها عانت حالة نفسية سيئة بسبب وحشية الموقف الذى تعرضت له، وهو ما أخّرها فى تقديم بلاغ بالواقعة.