بدأت، أمس، أول جلسة يعقدها مجلس الشيوخ الأمريكى، للبت فى مسألة عزل الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب. افتتحت محاكمة المساءلة التاريخية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب باتهامٍ وجّهه الديمقراطيون لزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ب«التحايل» على قواعد المحاكمة. واقترح الجمهورى ماكونيل مجموعة من القواعد الأساسية التى تضع قيودا صارمة على الشهود والأدلة للمرحلة الأولى، والمضى قدمًا فى المحاكمة سريعًا، قائلًا إنه سيمنع أى محاولات ديمقراطية لتغيير قواعده. وقال ماكونيل: «الهيكل الأساسى الذى نقترحه عادل ونزيه للغاية». وأضاف: «لا يوجد سبب يجعل التصويت على هذا القرار منحازا». وبدأت الإجراءات بالنقاش حول قواعد المحاكمة، وكشف زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل، وهو جمهورى وحليف للرئيس، عن قرار يحدد الإجراءات، بحسب «سى بى سى نيوز». ويؤخر القرار التصويت على ما إذا كان يجب استدعاء الشهود أو قبول أدلة جديدة إلى ما بعد تقديم الحجج من قبل مدراء مجلس النواب الذين يتصرفون كمدعين عامين فى القضية، وفريق دفاع الرئيس. وانتقد زعيم الأقلية تشاك شومر، وهو ديمقراطى، ماكونيل، لتأخيره التصويت على مسألة الشهود، وقال إنه يعتزم تقديم عدة تعديلات على استدعاء الشهود وطلب الوثائق. وهناك حاجة إلى أغلبية بسيطة من أعضاء مجلس الشيوخ– 51 صوتًا– للموافقة على القرار والاقتراحات الأخرى. وقال رئيس هيئة الادعاء، ممثل مجلس النواب، آدم شيف، إنه «لا معنى لإجراءات عزل الرئيس ترامب دون الاطلاع على الوثائق الخاصة بقرار تجميد المساعدات لأوكرانيا، مضيفا: «عملنا هو الإشراف على السلطة التنفيذية ومراقبتها ونطالب بعدالة غير منحازة». وشدد شيف على أن «الشعب الأمريكى يريد محاكمة عادلة للرئيس ترامب من أجل صالح الأمة» لافتا إلى أن معظم الأمريكيين يعتقدون أن الرئيس ترامب سيحصل على البراءة بسبب انحياز أعضاء مجلس الشيوخ. وقال شيف إن تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا كان مخالفًا للقانون، مطالبا مجلس الشيوخ باستدعاء كبار مساعدى الرئيس ترامب للشهادة، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو. واتهم شيف إدارة ترامب بأنها تخفى عن الشعب الأمريكى وثائق خطيرة بحجة دواعى الأمن القومى، كما اتهم ترامب نفسه بالإصرار على عرقلة عمل الكونجرس، والامتناع عن التعاون معه بأى ثمن. وقال إن «بعض المساعدين المقربين من الرئيس ترامب رفضوا تفسير سبب تجميد مساعدات عسكرية لدولة حليفة، لافتا إلى أن مجلس الشيوخ لديه سلطة استدعاء الوثائق والشهود المطلوبين بخصوص مساءلة ترامب، محملا الرئيس الأمريكى مسؤولية امتناع بعض الشهود المطلوبين عن المثول أمام مجلس النواب». من جانبه، طالب الفريق القانونى للرئيس الأمريكى بتبرئته فورا من الاتهامات الموجهة إليه. وحذر مستشار البيت الأبيض بات سيبولونى، خلال كلمته، من أن إجراءات عزل ترامب تشبه سرقة الانتخابات. وأوضح جاى سيكولو، محامى الرئيس الأمريكى، أن ترامب حُرم من حقه فى الاطلاع على الأدلة المقدمة ضده، وأضاف أن قضية مساءلة ترامب تجرى لأن البعض يرغب فى إزاحته من منصبه وتشويه سمعته. وأعلن ترامب عن فريقه من أعضاء الكونجرس الذين سيعملون معه على مواجهة الاتهامات الحزبية الموجهة له فى سياق مساءلته، ويضم فريق الدفاع الجمهورى عن ترامب بمجلس الشيوخ، كلا من: دوج كولينز، مايك جونسون، جيم جوردان، ديبى ليسكو، مارك ميدوز، جون راتكليف، إليز ستيفانيك، ولى زيلدين، وقال ترامب، إنه يتطلع إلى مشاركتهم المستمرة فى هذه العملية، وهو واثق من أن الأعضاء الجمهوريين «سيساعدون على وجه السرعة فى إنهاء هذا الثأر السياسى نيابة عن الشعب الأمريكى». ورفض ترامب تهم المساءلة التى رفعها ضده مجلس النواب الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، ودعا الرئيس الأمريكى، مجلس الشيوخ لرفضها على الفور، وذلك فى مذكرة تمثل دعوى قضائية ضد مساعى عزله. وتسعى «مذكرة المحاكمة» المؤلفة من 116 صفحة إلى إبطال الاتهامين ضد الرئيس الجمهورى، وهما إساءة استخدام سلطاته وعرقلة عمل الكونجرس، وقالت المذكرة: «ينبغى لمجلس الشيوخ رفض مادتى المساءلة وتبرئة الرئيس على الفور». وقدم زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قواعد قد تؤدى لمحاكمة سريعة لترامب لمدة أسبوعين، لا تشمل ضمانات بسماع أقوال 4 شهود، هم مسؤولون أمريكيون كبار حاليين وسابقين فى البيت الأبيض، وهو ما يطالب به الديمقراطيون أو عرض أدلة جديدة، ويتهم ترامب بممارسة ضغوط على الرئيس الأوكرانى، فلاديمير زيلينسكى، ليقوم زيلينسكى بتقديم معلومات حساسة بشأن خصم ترامب، السناتور الديمقراطى جو بايدن الذى يتصدر السباق الديمقراطى فى الانتخابات التمهيدية، والضغط على أوكرانيا، بتأجيل تقديم مساعدات لها بقيمة 390 مليون دولار، لفتح تحقيق بحق بايدن ونجله، كما يواجه ترامب اتهاما بإساءة استخدام سلطاته واستغلالها، وعرقلة عمل الكونجرس. ويغيب ترامب عن جلسات مجلس الشيوخ، حيث سيمثله فريق محاميه، حيث وصل الرئيس الأمريكى، قبيل ساعات من بدء الجلسة الأولى من المحاكمة، إلى «دافوس» للمشاركة فى المنتدى الاقتصادى العالمى 2020، الذى بدأ، أمس، ويستمر طوال 4 أيام، فى أول ظهور للرئيس الأمريكى على المسرح الدولى منذ أن مررت رئيسة مجلس النواب الأمريكى، نانسى بيلوسى، لائحة الاتهام إلى مجلس الشيوخ. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة 6 أيام فى الأسبوع، باستثناء أيام الأحد، ويشمل اليوم الأول تصويتا على القواعد التى اقترحها ماكونيل والتى تنظم المرحلة الأولى من المحاكمة التى ستترك خيار التصويت مفتوحا فيما بعد بشأن ما إذا كان يجب استدعاء شهود وإمكان تقديم أدلة جديدة. فور إقرار القواعد أو لا، يبدأ مديرو مجلس النواب الديمقراطيون والذين يشكلون فريق الادعاء فى طرح حجتهم ضد ترامب، وعندما ينتهون من عملهم يرد فريق الرئيس بمرافعات استهلالية، ومن المتوقع أن تستمر هذه المرافعات عدة أيام أمام أعضاء مجلس الشيوخ الذين يعملون كمحلفين، وعقب المرافعات الافتتاحية سيتم إعطاء أعضاء مجلس الشيوخ وقتا لتقديم أسئلة لكل جانب. ونظرا لأن هناك حاجة لدعم أغلبية ثلثى مجلس الشيوخ، بمعدل 67 سناتورًا من أصل 100، لعزل ترامب من منصبه، فمن شبه المؤكد أن يبرئ الجمهوريون الرئيس.