شهد نحو 5 آلاف، منهم 2800 سائح، أمس، ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثانى فى قدس أقداس معبده الكبير فى مدينة أبوسمبل، والذى يتزامن مع بدء موسم الحصاد عند قدماء المصريين، فى حدث وظاهرة فلكية وهندسية نادرة تتكرر يومى 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام. وقال عبدالمنعم سعيد، مدير آثار أسوان والنوبة، إن التعامد بدأ الساعة 6:20 دقيقة واستمر 20 دقيقة، وهى ظاهرة فريدة من نوعها يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان وجسدت التقدم الذى توصل له قدماء المصريين، خاصة فى علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والتى تظهر فى مبانيهم التى شيدوها فى كل مكان. وأضاف «سعيد» أن الظاهرة تحدث بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثانى وتماثيل الآلهة أمون ورع حور، بعد أن تخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثانى لمسافة 60 متراً داخل حجرة قدس الأقداس، حيث يجلس الملك. وغابت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، عن حضور الظاهرة، كما امتنعت فرق الفنون الشعبية المشاركة فى الاحتفال، والتى تشارك فى نفس الوقت بالدورة ال8 لمهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون، لأول مرة عن أداء عروضها فى ساحة المعبد أثناء حدوث الظاهرة، احتجاجاً على تعامل مسؤولى الصوت والضوء بالمعبد، بعد تأخر احتفالية ليلة التعامد وتعارضها مع توقيت إقامة عرض الصوت والضوء، وهو الأمر الذى تسبب فى استياء الوزيرة. كانت الوزيرة شهدت مساء أمس الأول، حفل ختام فعاليات الدورة ال8 لمهرجان أسوان الدولى للثقافة والفنون، والذى يقام بالتزامن مع التعامد وتشارك فيه 23 فرقة فنون شعبية أجنبية ومصرية قدمت أوبريت «الفن يجمعنا» والذى تضمن تابلوهات فنية راقصة وغنائية قدمها 400 فنان، تبرز التراث الثقافى والفنى للدول المشاركة البالغة 13 دولة بجانب فرق المحافظات المصرية، وذلك بساحة معبد أبوسمبل. وتم نقل الفعاليات إلى منطقة السوق بوسط المدينة وتقديم عروض لفرق اليونان وبلغاريا ورومانيا والسودان والمكسيك والإمارات والمغرب وسريلانكا وصربيا وبولندا والجزائر وفلسطين، والوادى الجديد ومرسى مطروح والعريش وأسوان وتوشكى وبورسعيد وأسيوط وسوهاج والشرقية وشلاتين. وقالت «عبدالدايم» إن القوى الناعمة تلعب دوراً هاماً ومؤثراً فى الترويج للحضارة المصرية، والإبداع بمختلف أشكاله يعد وسيلة للتلاقى والتفاعل والحوار بين مختلف الثقافات، بما يحمله من رسائل تستند إلى القيم النبيلة والمثل العليا، لافتة إلى أن المهرجان استطاع رسم مشهد معبر عن ريادة مصر الإقليمية والدولية.