منذ خمسة أشهر بالتمام والكمال واليوم والساعة والثانية كتبت موضوعاً بعنوان "إعتذار واجب"، وبدون الدخول في تفاصيل الموضوع كانت بداية كلامي وقتها (لا أدري بالتحديد أين هي المشكلة، فبعد ما رأيته من نزاهة سخيفة أصابني إحساس كبير باليأس والإحباط، أصابني كأن شخصاً ما أطلق علي طلقة من إحدى بنادق البارود قديمة الطراز، الإصابة كانت مؤلمة جداً وغير معروف مكانها بالتحديد.....الخ). هذا الإحساس كان النتيجة المنطقية الوحيدة بعد مشاهدة السيرك القومي المعروف ضمنياً بإسم الإنتخابات البرلمانية النزيهة!!!! فبعد الإنتخابات تأكد للجميع أن البلاد قد دخلت بالفعل إلى أحد أكثر الأنفاق إظلاماً، وأن الخروج من هذا النفق يستلزم عملية قيصرية نضحي فيها بالأم والجنين والأب والطبيب ليعيش التمرجي. اليوم وأنا أتذكر ما كتبته تذكرت أيضاً نظرية العالم "داروين"، النظرية المثيرة للجدل و التي تشير إلى أن الإنسان أصله قرد!! لم يكن هذا كل شيء، لأنه في أحد أفلامنا التجارية التي ليس بها قصة أو حتى مناظر أفاد البطل الهمام أن الإنسان أصله جلدة حنفية!!!... والعلم عند الله. ما هي علاقة الإنتخابات البرلمانية بالوضع الحالي بنظرية داروين؟؟ العلاقة واضحة، كله بينفّد عل كله، ذلك أنه في العصر الديكتاتوري السابق لقيام الثورة تم وضع مجموعة من الخطوط الحمراء للشعب المصري، خطوط تحولت إلى أسوار عالية تمنع الجميع من تخطيها، وأحياناً تمنع حتى من عدم الإقتراب منها، فلا يمكن البوح بالمخالفات، أو إستجاوب الوزراء او كشف أي فساد من أي نوع، لكنه مع ذلك كانت الحكومة تسمح للبعض "بالتنفيس" عن مشاعر الغضب التي تجتاح الغالبية العظمى من الشعب، "تنفيس" محسوب مدروس ومحدود، تماماً كما يحدث لأنبوبة البوتجاز، لذلك لا أستبعد أن يكون الإنسان أصله أنبوبة بوتجاز. اليوم و بعد مرور أربعة أشهر على قيام الثورة، وفي ظل الحرية المدروسة والمحسوبة التي أتاحها الجميع للجميع، إنتقلنا من مرحلة "التنفيس" الإعلامي إلى مرحلة "التهييس" الإعلامي، كل يغني على ليلاه، وبعد أن كنا نعيش في مرحلة ديكتاتورية الفرد أصبحنا الآن ننتقل رويداً رويداً إلى ديكتاتورية الثورة، إنتقال نتج عن ظهور الكثير من أنصاف العقول وأرباع المثقفين بحناجر عالية وأصوات شاذة طغت على صوت العقل والمنطق الذي عرفناه وعهدناه من بعض النخبة. ليس من العيب أن يشارك كل برأيه، أو أن يطرح وجهة نظره حتى لو كانت خاطئة، لكنه في المقابل لابد أن تكون لديه قابلية الإستماع للرأي الآخر، ربما وجد من هو أصْوب منه، هذه نقطة، النقطة الأخرى أن الكلام بثقة عن أمر لا تدرك كل أبعاده لن يسبب إلا كارثة جديدة، وبلبلة كبيرة، وطرطشة تسبب للبلد مزيداً من الغرق، وفي هذا اللحظة سنكون قد تخطينا "التنفيس" و"التهييس" لنصل إلى المرحلة الأخيرة، ألا وهي"التفلييس". م / مصطفى الطبجي http://mostafaeltobgy.blogspot.com/ كتاب ((فيش و تشبيه)).... لو عاوز تتفيش كُتب قبل الثورة ليناقش الواقع المصري فيما بعد الثورة كتاب يوضح الفرق بين الشعب المصري و المصريين مع أنه كتاب غير ضار بالصحة و لا يسبب الوفاة صادر عن دار المصري للنشر و التوزيع http://www.facebook.com/home.php?sk=group_100284806725381