أظهرت عدة دراسات أن 20% من مرضى الكبد الدهني هم اشخاص نحفاء، وانهم يعيشون عمرا أقصر ويعانون مضاعفات أكثر من مرضي الكبد الدهني من اصحاب البدانة، مما شكل لغز لسنوات طويله تتعلق بهذا المرض. وفى سياق متصل، تمكن الفريق الطبي الذي يرأسه البروفيسور المصري محمد إسلام استاذ مساعد امراض الكبد بجامعة سيدني من حل لغز لماذا يصاب الشخص النحيف بالكبد الدهني، حيث استطاع عن طريق دراسة عمليات الايض، وبكتريا الامعاء والمكون الجيني لهؤلاء المرضي ومقارنتها بقرائنهم من اصحاب السمنة من اكتشاف ان هؤلاء الاشخاص لهم صفات مختلفة تماما. فهم لديهم مستويات أعلى من الأحماض الصفراوية وبروتين يسمى عامل نمو الخلايا الليفية (FGF19) وكلاهما يتدخل في عملية الهضم وحرق الدهون، وهو ما يفسر بقائهم نحيفين، وهذا يشير إلى أن المرضى النحيفين الذين يعانون من الكبد الدهني قد يكون لديهم قدرة «مقاومة للسمنة»، والتكيف بشكل أفضل مع الإفراط في تناول السعرات الحرارية. ويضيف البروفيسور محمد إسلام في دراسة حديثة نشرتها مجلة الكبد ذائعة الصيت، ان هذه الخصائص الإيجابية لم تحمي هؤلاء المرضى من تراكم الدهون في الكبد. ويكمن السبب في أنواع البكتيريا التي تستوطن أمعاءهم، وما تحمله من إنزيمات. فقد اكتشفنا بعض الاختلافات في تركيب التجمعات الميكروبية في القناة الهضمية لدى الأشخاص النحفاء وأصحاب الوزن الزائد من شأنها أن تؤثر على زيادة تخزين الكثير من الدهون في خلايا الكبد لهؤلاء المرضى. أيضا قد اكتشفنا ثمة اختلافات عديدة في التركيب الجيني لهؤلاء المرضى في جين يسمى TM6SF2 ما يجعلهم أكثر عرضة للكبد الدهني برغم من نحافتهم. وتميل آليات التكيف الأيضي التي يتمتع بها مرض الكبد الدهني من النحفاء إلى الضياع في المراحل المتأخرة من المرض وهذا يمكن أن يفسر لماذا هؤلاء المرضى لديهم نتائج مرض أسوأ مقارنة مع نظرائهم من اصحاب البدانة. وأشار البروفيسور محمد إسلام إلى أن هذه الاكتشافات سوف تسمح لنا أن نطور علاجات للتحكم في الكبد الدهني تناسب كل شخص على حدة وهذا ما نقوم به الآن. واستطرد قائلا: «لم يكن كثير من الناس، بمن فيهم الأطباء، يولون اهتماماً كبيراً بالكبد الدهني حتى ثمانينات القرن الماضي. لكن قد أصبح معروفا الآن أن الكبد الدهني يعد واحداً من أكثر الأمراض المنتشرة والتي يعاني منها أكثر من ربع سكان العالم وتعد مشكلة حقيقية في منطقة الشرق الأوسط، حيث يتطور المرض على مراحل، ولا يسبب عادة الحالات المعتدلة منه أي علامات أو أعراض. ولكن مع تطور المرض يتسبب في حدوث تليّف الكبد وإصابته بالسرطان، كما إن المصابين بهذا المرض عرضة أكثر من غيرهم لمشكلات داخل شرايين القلب، يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، وينجم مرض الكبد الدهني غير الكحولي عن تخزين الكثير من الدهون في خلاياه وغالبا ما ترتبط الإصابة به بمرض السمنة، ولا يوجد له علاج حتى الآن».