«لا للتصوير» تدفع بميجان ميركل إلى هاوية الانتقادات.. ماذا حدث؟

تعرّضت دوقة ساكس، ميجان ميركل، وزوجة الأمير البريطاني هاري، إلى الانتقادات إثر رفض فريقها الأمني، إلتقاط الصور لها أثناء حضورها بطولة ويمبلدون لكرة المضرب، التي تعقد في بريطانيا شهري يونيو ويوليو سنويًا، حيث انضمت إلى مقاعد مقصورة المشاهير والشخصيات المرموقة (VIP)، ووصلت التشديدات الأمنية إلى منع الحضور تصويرها باستعمال الهواتف المحمولة، ما دفع البعض إلى الانزعاج سواء من جمهور اللعبة أو الصحفيين.
وحضرت «ميركل»، ذات ال37 عامًا، البطولة بشكل مفاجئ، بهدف متابعة صديقتها لاعبة التنس الأمريكية، سيرينا ويليامز، مع اثنين من أصدقائها ببقعة الشخصيات المشهورة، وهما مؤلفة كتب وتدعى ليندسي روث وصديقة الدوقة بالدراسة، جينيفي هيليز. كانت الدوقة تجلس في المنتصف بين صديقتيها وبجوار إحداهما يوجد حارس شخصي يهتم ب«ميركل».
وظهر الحارس يدافع عن الدوقة، بمجرد اقتراب أحد الرجال من مقصورة «ميركل» لالتقاط صورة مُقربة بهاتفه، حتى تصدى الحارس للرجل مانعًا إياه من التصوير، ذلك الرجل الذي كشفت الصحف البريطانية فيما بعد محاولته التقاط صورة «سيلفي» تجمعه باللاعبه في الخلفية أي أنه لم يقصد تصوير الدوقة، وهو ما دفع الصحف البريطانية إلى اعتبار تعامل الحارس الأمني غير مبرر تجاه الرجل.
على الجانب الآخر، صرحت إحدى مقدمات البرامج الإخبارية وصحفية بريطانية، تدعى سالي جونز، ل«دايلي تليجراف»: «التأمينات المُكلفة بحماية الممثلة الأمريكية سابقًا، طالبوني بالتوقف عن التقاط الصور حيث كنت أجلس بجوار مقصورتها، وذلك بحجة أنها تشاهد المباراة بصفتها الشخصية، رغم أن هناك حوالي 12 ألف مشاهد للمباراة وملايين يتابعون المبارة عبر التلفاز».
وذكرت أن الدوقة كانت تلتفت حولها لتنظر من يهتم بتحركاتها ومتابعتها، وهو ما دفع «جونز» إلى وصف الأمير هاري وزوجته ب«أنهما يعتبران أنفسهما مثل المشاهير بدلًا من التركيز على مكانتهم كأحد أفراد العائلة المالكة البريطانية، والاهتمام برعاياهم»، ولفتت إلى أنها كانت تصوّر اللعبة لكن لأنها تجلس في نفس صفّ الدوقة اعتقد حراسها أنها تتعمد تصويرها.
استمرت الصحف البريطانية في نشر تعليقات المنزعجين، بعد أن تسببت التأمينات في ارتباك المشاهدين، أما المتحدثين باسم قصر كينجستون الملكي، وهو مقر العائلة المالكة في لندن، لم يطلقوا تصريحاتهم بشأن ما حدث، وأعلن مصدر ملكي أن القصر يرفض التعقيب لأن الحرص على منع الأشخاص من تصوير أفراد العائلة المالكة هو أمر متكرر، من أجل حماية العائلة المالكة، بحجة أن العائلة المالكة ترغب في التعامل المباشر والاحتكاك بالأشخاص وليس كاميرات هواتفهم.
في المقابل، لم تسلم «ميركل» من انتقادات المذيع الصحفي ومقدم برنامج «Good Morning Britain»
، بيرس مورجان، وعلّق على ردة فعلها بالمباراة ساخرًا «على دوقة ساكس العودة إلى أمريكا من أجل الحصول على الخصوصية التي تفتقدها وترغب في التمتع بها، وعيشي بخصوصية هناك»، كما انتقد تصرفاتها وزوجها هاري، واصفًا الاثنين بأنهما من الشخصيات العامة، مُضيفًا أنه حضورهما بمثابة موافقة على التعامل مع العامة، قائلًا: إن «مكان المبارة ليس خاصًا، وإذا أردتي الذهاب إلى مكان خاص لا تذهبين إلى مقصورة مباراة ويمبلدون».
استكمل «مورجان»: «في الحقيقة أنه من الغريب ما تحاولين فعله، هل ترغبين في الخصوصية أم أن تصبحين شخصية عامة؟»، تابع: «إذا كنتِ ترغبين في الإتجاه نحو الخصوصية لا تحصلين على تذكرة للمباراة وأجلسي بمقاعد منزلك دون إنفاق المال».
كما كان للسوشيال ميديا النصيب الأكبر في الانتقادات، خاصة على موقع التغريدات «تويتر»، فقالت مراسلة القصر الملكي لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «لا تقع المشكلة على طائلة المنظمين في المباراة بل (ميركل)، فلا بد أن تُنصح بالتعامل السليم مع مركزها، فالعائلة المالكة تحتل مكانة مرموقة، وهذا لا يعني أنه ليس من حقها التمتع بالخصوصية لكن بعيدًا عن حدث رياضي عالمي».
وعلّق المحرر الملكي البريطاني، كريس شيب، متسائلًا حول من وراء أوامر منع التصوير في مكان عام: «لا اعتقد أن الشرطة المسؤولة عن الحماية تلقت أوامرها من فريق التواصل والتنظيم، لكن تلقوا أوامرهم من رؤسائهم، بإيقاف الأشخاص عن التصوير». وأشارت صحيفة «ذي صن»، أن نسيبتها دوقة كامبريدج، كيت ميدلتون وزوجة الأمير ويليام، حضرت مباراة قبلها بأيام دون أوامر بإيقاف التصوير.
كانت تصرفات الدوقة التي تحاول عبرها التنعم بخصوصيتها، بمثابة خروج عن عادات العائلة المالكة، لكنها تحاول رسم طريقها وزوجها بمفردهما بعيدًا عن الكاميرات، فمنذ أشهر، بعد ولادتها طفلهما الأول أخفت خبر ولادتها لأيام، إلى أن قررت الإفصاح عن النبأ السار.