من رئيس مصر القادم؟ سؤال لطالما دار فى عقول المصريين و كثر فيه الحديث بينهم , والناظر الى الساحة يلاحظ أن الدائر بين أوساط الناس أن رئيس مصر لابد أن يكون قويا له حضور وكاريزما لأن دولة بحجم مصر لابد لها من رئيس ذو شخصية منفردة وقوية, ويدور سجال فى الرأى بين أوساط المثقفين على الذين قاموا بترشيح أنفسهم لهذا المنصب ومدى أهليتهم له, والغريب أنه تعالت الأصوات انه لا يوجد ولا واحد ممن رشحوا أنفسهم يصلح لهذا المنصب!! وفى تلك الأراء العجب العجاب لأننى لم أسمع من واحد منهم ما هى المواصفات التى يجب توافرها فى منصب الرئيس أليس يكفيهم أنه مصرى وأن يحظى بتأييد أهل مصر وبه من الصفات ما يؤهله للمنصب ام ان المصريين يوجد بهم جين فى الطبيعة الخاصة بتفكيرهم أن من يحكمهم لابد له من مواصفات لا تتوفر فى أحد من البشر كأنه نبى أو رسول, والظاهر أن تلك هى الحقيقة السائدة على مر تاريخ المصريين فمعظم حكامهم منذ الفراعنة متألهون وينظر اليهم الناس من الأدنى الى الأعلى وأنه لا يوجد له مثيل وأنه لا يخطئ واذا أخطأ فلا يحاسب, وهنا بيت الداء حيث نكل كل هؤلاء الحكام بالمصريين لأنه صدقوا نظرة الناس لهم وأعتبروها حقيقة وأنهم أعلى منهم ففعلوا بهم ما يشاؤون. يا أهل مصر بدلا من أن ننتظر أن يهبط علينا هذا الرئيس من السماء لماذا لا نقوم نحن بصنع هذا الرئيس؟ لماذا لا نضع نحن الخطوات والملامح الوظيفية التى يسير عليها هذا الرئيس أين كان ثم نقوم بأختياره فإن أصبنا فزنا وإن أسئنا الأختيار لم نخسر كثيرا أليس هذا أفضل من أن نختاره على أساس الصفات المتفردة لأنه فى تلك الحالة إن أخطئنا ندمنا طيلة حياتنا. لابد أن نركز جميعا على هذا النحو الذى لا يتتحقق إلا بدستور متوازن به توزيع للسلطات وعدم أحتكارها فى هيئة واحدة ولكى نحصل على هذا الدستور يجب أن نختار مجلس شعب متوازن ديموقراطى يضع الدستور ويراقب الرئيس والسلطة التنفيذية. فى النهاية لا يجب أن نضيع تلك الفرصة التاريخية لأختيار من يمثلنا ويخدمنا لا من يتحكم فينا ويصبح فرعونا جديدا. ياأهل مصر أهتموا بانتخابات مجلس الشعب ووضع الدستور فهو المفتاح لمستقبل مصر والله الموفق د.أحمد ابراهيم جلهوم