شهدت الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الثانية والثلاثين لقمة الاتحاد الافريقي المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأحد، اعلان بول كاجامي رئيس رواندا ورئيس الدورة السابقة للاتحاد الأفريقي انطلاق الجلسة الافتتاحية ثم تم عزف نشيد الاتحاد الافريقي، واعقب ذلك مجموعة من الكلمات، حيث اكد موسى فكى، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أن شراكتنا مع الأممالمتحدة تعمقت على خدمة الأهداف المشتركة، لافتًا إلى أن الاتحاد الأفريقي توصل لحوار استراتيجي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وروسيا. وأضاف فكى، خلال كلمته بفعاليات انطلاق أعمال القمة الثانية والثلاثين العادية للاتحاد الأفريقى، أن القمة بين الأفارقة والعرب بدأت عبر التاريخ ولكنها لم تبلغ المستوى المنشود ويجب أن نبذل قصارى جهودنا لكى نكثف التعاون، مشيرا إلى أن النجاح الرائع بين الصين وأفريقيا من خلال فتح مكتب في بكين سيسمح في تعزيز الشراكة متعددة الأشكال بين المفوضية الأفريقية والصين. وتابع «واصلنا الحوار الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدة، كما أن الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي سجلت تقدمًا ملحوظًا، موضحًا أنه في مجال الإصلاحات نسجل تقدمًا ملحوظًا نحو تحقيق الاستقلالية المالية ونسجل دورًا إشرافيًا قويًا وتعزيز نظام العقوبات، مؤكدًا أن عملية الإصلاح الهيكلى للاتحاد الأفريقي تسير في الاتجاه الصحيح. وأوضح إنهم سيحددون خارطة طريق، للاتحاد الأفريقي لتقديم مساهمة فاعلة للأمم المتحدة لتأدية الدور المنوط بها في النزاع الذي طال أمده في دول القارة. وأضاف أن التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة في أفريقيا الوسطى، خطوة متميزة لتعزيز الجهود على نحو سريع،مشيرا إلى أن السنة الجديد سوف تسجل تنظيم 16 انتخابا وطنيا في أفريقيا، مؤكدا أن الجهود المبذولة خلال عام 2018 يتعين تعزيزها. وأردف فكي أن الشباب موضع اهتمام كبير من جانبهم، مضيفا أنه تم تشكيل مجلس استشاري لهم يتكون من عدد من ممثلي الأقاليم. وهنأ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الرئيس عبدالفتاح السيسي على رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في دورته الثانية والثلاثين. وأكد «فكي» أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تدفع الإتحاد للأمام لما تتميز به مصر من امكانيات خاصة وأن مصر لها مكانة تاريخية وحضارية عريقة. واستشهد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بمقولة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر «إن أفريقيا هي الثورة النابضة بعينها»، مضيفا أن القادة والزعماء الأفارقة أكدوا أهمية تضافر الجهود من أجل لخدمة شعوب القارة. وأوضح أن الزراعة والبيئة، والصحة والبحث العلمي والابتكار من الأمور التي تحتل مكانة رائدة في أنشطة دول أفريقيا، مشددا على أن الفكرة الأساسية تتمثل في البحث بكل الوسائل الممكنة للتعريف بالاتحاد الافريقي واعتباره عنصرا فاعلا في الحياة اليومية للمواطنين. وتابع أن الوضع الإنساني المأساوي للمهاجرين الأفارقة استوقف المفوضية الأفريقية، معربا عن امتنانه للدول التي عززت من جهود الاتحاد الأفريقي وخصصت 20 مليون دولار أمريكي لإعادة توطين المهاجرين وإعادة الانشطة الإنسانية والإجتماعية لمكافحة الإيبولا وغيرها من الأمراض. ومن جانبه قال بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت العالمية، إن الاستثمار في المورد البشري هام للغاية، مشددا على أنهم خلال ال 20 عاما السابقة تم الاستثمار في قطاع الصحة بما يقرب من 15 مليار دولار. وأكد «جيتس» أن الاستثمار في الصناعة والتعليم هام جدًا، كما أنه من الضروري الاهتمام بنوعية العمل من خلال إيجاد برامج ممنهجة يسير عليها الأشخاص لتعزيز رأس المال البشري. وأردف «جيتس» أن الإتحاد الأفريقي قادر على إنجاز طموحاته الكبرى، وإعادة تشكيل القارة، عن طريق الاستثمار في البشر. كما قال إنه إنه في إطار عمله في أفريقيا رصد العديد من التحديات التي تواجه القارة، مشيرا إلى أنه لم يعرف الكثير عن أفريقيا في بداية حياته العملية، ولكنه قرأ كثيراً عن نيلسون مانديلا وبعدها حرص على التقرب أكثر لأفريقيا، ومعرفة حجم التحديات التي يعانيها شعوب الدول الافريقية. وأضاف «جيتس» أن عجلة التاريخ تحولت عندما تطلع اكثر في افريقي عندما سعى لإنشاء مؤسسة بيل جيتس لإيجاد الحلول لمساعدة أفريقيا، مستشهدا بمقولة نيلسون مانديلا التاريخ يحكم علينا بحدوث الفرق الذي نقدمه للأطفال. وأشار مؤسس شركة «مايكروسوفت» العالمية، إلى أن العنصر الرئيسي في تنمية القارة الإفريقية هو الخبرة الإنسانية، لافتا إلى أن الجيل الحالي يحقق هذه المهام لتوفير حياة أفضل للشباب، والاستثمار في المورد البشري لأنه يعتبر أهم الاستثمار من خلال تطوير صحتهم والاهتمام بالتعليم. في حين قال رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» جيانى إنفانتينو، إن الشغف وحب كرة القدم في أفريقيا شيء فريد من نوعه، لافتًا إلى أنه بطبيعة الحال لدينا تقدم في المجال الكروى بالقارة السمراء. وأضاف رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، أن طموحه هو أن يجعل أفريقيا تنتقل إلى واقع حقيقى لأنه يؤمن بأفريقيا وقدراتها، وأن كرة القدم من الممكن أن تكون أداة فاعلة وقوية لأفريقيا ووسيلة للنجاح في العالم وتحقيق الاستثمارات من أجل التعليم. وأشار رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم إلى أن الاقتصاد الأفريقي ينمو ويزدهر على مدار التاريخ، موضحًا أن سكان القارة الأفريقية أغلبهم من الشباب الذىين يعشقون كرة القدم ويجب الاستفادة منهم. واستعرض رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم، ما قامت به الفيفا في السنتين الأخيرتين منذ أن انتخب رئيسًا للفيفا، مشيرًا إلى أنه تمت مضاعفة عدد الفرق المشاركة في المبارايات. وأكد أن الفيفا كانت تستثمر 20 مليون دولار في كرة القدم الأفريقية، ولكنها اليوم تستثمر 23 مليونا، كما أنها تشجع نشر الثقافة الرياضية بالقارة الأفريقية كما تدعم كرة القدم النسائية. وأوضح إنفانتينو أن كرة القدم يمكن أن تساعد وتكون لها دور هام في توحيد قارة أفريقيا، موجها رسالة لدول الاتحاد أن الفيفا شريك لدول أفريقيا ومعها، منوهاً إلى أن كرة القدم لديها تأثير اجتماعي واقتصادي ويمكن أن تغيير ذهنية الشعوب. وأشار إلى أنه عندما يفوز المنتخب الوطني يشعر أبناء الوطن بالفخر لهذا الإنجاز، مضيفًا أنه يمكن أن تمنح العديد من الأدوات مثل المساهمة في التعليم وتساهم أيضا في النمو الاقتصادي، لافتًا إلى يمكن أن تجمع الناس في ملعب كبداية ومن ثم تجمع الناس لتشارك في الحياة. وأكد جياني إنفانتينوأن كرة القدم لها تأثير اقتصادي واجتماعي في العديد من الدول، موضحا أن هناك عملا كبيرا بكرة القدم في القارة الأفريقية. وأضاف «إنفانتينو»، أن الاهتمام بالصحة سوف يحول حياة الأفراد إلى الأفضل، مشيرا إلى أنه من خلال كرة القدم يتم تعليم الأطفال الروح الرياضية والاحترام. وشدد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، على أنه لابد من تعزيز الاستثمار في مجال الصحة، مؤكدا أن الفيفا جهاز عالمي يعتمد على كفاءة الجميع، ولابد من إطلاق شراكة حقيقية مع الاتحاد الأفريقي في العديد من الفئات منها مكافحة الفساد والتركيز على التعليم. ومن جانبه قال تيدروس أدهانون، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن الرعاية الصحية الأساسية أحد السبل المثلى لتغيير مستوى معيشة سكان القارة. وتابع «أدهانون» أن التأمين الصحي والرعاية الصحية هما وجهين لعملة واحدة، حيث أن تدخل الاتحاد الأفريقي لمكافحة مرض الإيبولا في منطقة الغرب، هو أحد أفضل الأمثلة في هذا المجال. وأشار «أدهانون» إلى أن إنشاء المركز الأفريقي لمراقبة الأوبئة هو استثمار قوي لمكافحة الأمراض، وتعزيز الوقاية في القارة. وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن المنظمة تعتزم تقديم المساعدة للقارة للنهوض بقطاع صناعة الأدوية، لمواجهة مختلف الأمراض والاوبئة. وأضاف أنهم يدعون إلى تعزيز التعاون مع مختلف الشركاء متعددي الاطراف، موجها بمواصلة تأدية الدور الريادي للتغطية الصحية العامة، حيث انه أمر إلزامي وليس خيارًا، إضافةً إلى أن تكون الرعاية الصحية دائمًا في صميم أنشطة الدول وعلى راس أولوياتها، مضيفًا أنه ضروريًا وإلزاميًا يتعين على الدول الاعضاء ان تفي بالتزاماتها المتخذه في اديس ابابا الخاصة بقطاع الصحة. ومن جانبه أعرب أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن اعتزازه بروح التضامن المتبادل بين الدول الأفريقية دفاعا عن قضايا المنطقة وكرامة وحقوق شعوبها، مشيدا بدور دول القارة السمراء المساند للقضية الفلسطينية وحق شعبها في إقامة دولته المستقلة. وشدد أبوالغيط، على التزام الجامعة العربية على مواصلة تعاونها الوثيق مع الاتحاد الأفريقي، والرئاسة المصرية المقبلة للاتحاد برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأكد على ثقته الكاملة أن تنجح مصر والرئيس السيسي أن يقدم للاتحاد والقارة الأفريقية كل الجهد الذي يستطيع أن يقدمه بقدرات مصرية رائعة، وسنكون موجودين العام المقبل لنبارك له نجاحه. وأوضح أبوالغيط أن الوضع في ليبيا يمثل مسرحًا يتلاقى فيه كل التحديات ونجدد التزامنا بمساندة الدولة الليبية للوصول لمرفق الأمان والاستقرار ومعالجة أزمة المهاجرين، وتشجيع الحوار السياسي وانهاء مرحلتها الانتقالية عبر الاتمام الواضح للاستحقاقات الدستورية. وأشار أبوالغيط، إلى التعاون المتقدم بين الجامعة والاتحاد الافريقي دعمًا للمسار السياسي الليبيى، مؤكدًا تطلع الجامعة العربية لمواصلة جهودنا المشتركة في هذه الآلية. وأكد أن هناك جهدًا تكامليًا أكثر نشاطًا يمكن أن نتطلع به سويًا لمعالجة الازمات ودعم الاستقرارا في الفضاء العربى الافريقي المشترك، داعيًا لتكثيف العمل المشترك في الصومال لمساندة الحكومة الفيدرالية، ودعمًا لجزر القمر واستقرار ابنائها، موضحًا استعداد الجامعة العربية دعمًا للامن والاستقرار في جنوب السودان. وتابع: «أؤكد على تضامننا مع دول السواحل في مواجهة التهديد الارهابى لجماعة بوكو حرام، ونرحب بالتطورات الايجابية والمصالحات التاريخية التي شهدتها منطقة القرن الافريقي». في حين قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه رغم التحيات الإجتماعية والاقتصادية للقارة الافريقية فان الشعوب والحكومات جعلت أبوابها وحدودها مفتوحة لكل المحتاجين وللاسف هذا المثال لم يتبع في كل أرجاء العالم. أكد «جوتيريش» أن أفريقيا وضعت معايير مثلى للتضامن الاجتماعي بين شعوب القارة، والأمر ليس له علاقة بالغنى والفقر. أوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أنه لابد من الاهتمام بملف الاتفاقيات قضايا اللاجئين من أجل روح التضامن الأفريقية، لافتا إلى أن اللاجئين الافارقة كانوا يساندون ويدعمون بعض ويتقاسمون مع بعضهم الطعام .