بحضور محدود من زملاء الوسط الفنى، شيع ظهر الجمعة جثمان الفنان سعيد عبدالغنى، الذى توفى عن عُمر يناهز ال81 عامًا، بعد مشوار حافل قدم خلاله رصيدًا فنيًا كبيرًا، فى السينما والتليفزيون والصحافة، وكان «عبدالغنى» قد تعرض مؤخرًا لأزمة صحية نُقل على إثرها إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى الجلاء العسكرى، بعدما تعرض لغيبوبة نتيجة إصابته بالتهاب رئوى. وشُيعت جنازة الراحل من مسجد الصديق بمساكن شيراتون فى مصر الجديدة، بحضور نجله الفنان أحمد سعيد عبدالغنى، الذى انهار من البكاء فى وداع والده، إلى جانب الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، والفنان كمال أبورية، وأقارب وأصدقاء الفنان الراحل الذين رافقوا الجثمان حتى تم دفنه بمقابر الأسرة بمدينة العاشر من رمضان. وقال الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، فى تصريحات ل«المصرى اليوم» إن سعيد عبدالغنى فنان اتسم بالخلق وله مذاق خاص فى التمثيل، وكان دائما لديه طاقة إيجابية يبثها لكل من حوله، وكان محبًا للجميع، مشيرًا إلى أنه لم يلمس منه طوال مشواره أى مشكلة مع أحد سواء زميلاً أو من خارج الوسط الفنى، وتابع: كان طيب الأثر، فيما يمكن أن نطلق عليه «برنس الشاشة». وأعربت الفنانة نادية الجندى عن حزنها لرحيل «عبدالغنى»، وقالت فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: فقدنا فنانا محترما وملتزما، وكان من الفنانين الذين سعدت بالعمل معهم، حيث شاركنى عملين هما «مهمة فى تل أبيب»، و«الشطار». وقالت الفنانة صفاء أبوالسعود إن الفن المصرى والحياة الصحفية خسرت برحيله فنانا وكاتبا من طراز خاص، استطاع أن يترك بصمة مهمة لدى الجمهور المصرى والعربى فى فنه وكتاباته، مشيرة إلى أنه سيظل خالدا بأعماله فى قلوب عشاقه ومحبيه. من جانبه، نعى عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، الفنان الراحل، الذى بدأ مشواره كاتبا صحفيا بجريدة الأهرام، وقال «سلامة» فى تصريحات ل«المصرى اليوم»: إن «عبدالغنى» رحل بعد مسيرة حافلة فى العمل الصحفى والفنى، وقام بأدوار كبيرة وكان له صفحة متخصصة فى الأهرام اليومى ومثلها فى الأهرام المسائى مثله فى ذلك مثل يوسف فرنسيس، وأضاف: الراحل جمع بين موهبتى الصحافة والفن، وترك بصمة كبيرة فى المجالين إذ تدرج فى المناصب حتى وصل لمنصب رئيس قسم الفن والسينما بالأهرام، وخسرنا كثيرًا بوفاته. وأشار «سلامة» إلى أن مؤسسة الأهرام قامت بدورها فى علاجه خلال الفترة الأخيرة، فقد كنا بجواره ونتابع حالته باستمرار، وسنقوم بدور كبير فى تكريمه خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع أسرته. وقدم الفنان الراحل العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، منها «زوج تحت الطلب»، «حبيبى دائمًا»، «الفاتنة والصعلوك»، «امرأة واحدة لا تكفى»، «شمس الأنصارى»، «إحنا بتوع الأتوبيس»، بينما كانت بدايته المسرحية ب«القرار»، و«جبل مغناطيسى» بمسرح الطليعة فى بداية السبعينيات، ليتجه بعدها إلى السينما من خلال العديد من الأعمال، حيث قدم أكثر من 200 عمل تنوعت بين السينما والدراما والمسرح وكان آخر أعماله مسلسل «ولاد السيدة». وتألق سعيد الغنى بأدوار الشرير والرجل الجذاب الأنيق فى الشخصيات التى قدمها، متنقلا من بلاط صاحبة الجلالة إلى العمل الفنى، وكان قد التحق بكلية الحقوق، جامعة القاهرة عام 1958، إلا أن أصوله ترجع إلى محافظة الدقهلية، وعمل «عبدالغنى» بقسم الفن بجريدة الأهرام،، وتزوج من شقيقة الفنانة زهرة العلا، حيث أنجب منها نجله أحمد الذى نهج طريقه للفن بالعديد من الأعمال. ونال الفنان الراحل العديد من الجوائز، منها وسام الدولة للفنون عام 1996م وكان آخرها تكريمه من مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية، برئاسة الأب بطرس دانيال عام 2017 فى دورته ال65، فى احتفالية حملت اسم «لمسة وفاء»، ووقتها ظهر وقد فقد وزنه بشكل كبير، وتعرض لأزمة صحية الأسابيع الماضية ألزمته البقاء فى المستشفى نتيجة إصابته بالتهاب رئوى حاد، حيث وضع على جهاز التنفس الاصطناعى.
