أعلن الرئيس الكينى أوهورو كينياتا أن عناصر حركة «الشباب الإسلامية» الإرهابية، الذين نفذوا هجوما استهدف مجمعا فندقيا فى العاصمة نيروبى أسفر عن مقتل 15 شخصا، بينهم أمريكى وبريطانى، «تمت تصفيتهم» على أيدى قوات الأمن فى ختام حصار استمر نحو 20 ساعة. وقال الرئيس فى مؤتمر صحفى: «يمكننى التأكيد أن العملية الأمنية فى مجمع دوسيت انتهت، وأنه تمت تصفية كل الإرهابيين»، موضحا أنه تم إجلاء أكثر من 700 شخص من المجمع «فى ساعات الصباح الأولى» قبل انتهاء الهجوم. وقالت الشرطة إن الهجوم الذى شارك فيه 4 مسلحين على الأقل على مجمع ريفرسايد الفندقى بدأ عصر أمس الأول، بانفجار فى مرأب السيارات أعقبه تفجير انتحارى فى بهو فندق دوسيت دى 2، وأعلنت حركة الشباب الصومالية الإسلامية المتشددة المسؤولية عن الهجوم. وقال قائد الشرطة الكينية، جوزيف بوينت، إن الهجوم بدأ بانفجار استهدف 3 سيارات فى مرأب المجمع وتفجير انتحارى فى بهو فندق دوسيت، وفيما سُمع صوت الانفجار وإطلاق النار فى حى ويستلاندز كثيف الأشجار، تحصن مئات الموظفين المذعورين داخل المجمع فيما فر آخرون. وعملت قوات الأمن طوال الليل لتأمين المجمع الذى يضم فندقا فيه 100 غرفة، ومنتجعا صحيا ومطعما ومبانى تشغلها مكاتب، وفجّر انتحارى واحد على الأقل نفسه فى الفندق، فيما قام مسلحون بإطلاق النار والاشتباك مع قوات الأمن ثم تحصنوا فى طوابق عليا فيما كان المدنيون يفرون أو يختبئون فى مكاتبهم بانتظار إنقاذهم. وقالت مصادر فى الشرطة: «لدينا 15 قتيلا، وفى وقت ما كانت الشرطة متأكدة من أنه تم تحييد المهاجمين بعد مرور فترة طويلة لم يتم فيها إطلاق النار، لكن إطلاق النار استؤنف بعد الثانية صباحا أمس، وسُمع دوى مزيد من الانفجارات وإطلاق النار بعيد الفجر»، موضحا أن المسلحين كانوا يطلقون النار من أحد طوابق الفندق. وأكدت مصادر أن عددا من عناصر الأمن الأجانب المدججين بالسلاح، قدموا من سفارات فى نيروبى، سارعوا إلى دعم قوات الأمن الكينية، وقال أحد الناجين الذين تم إنقاذهم من المبنى إن المهاجمين كانوا «مدربين بشكل جيد، أشخاص يعرفون ما يفعلون»، وأظهرت مشاهد كاميرات المراقبة التى بُثت على التليفزيون، 4 مهاجمين جميعهم بملابس سوداء ومدججون بالسلاح، يدخلون باحة فى المجمع لدى بدء الهجوم. وتوافد كينيون على مشرحة نيروبى والحزن على وجوههم للبحث عن أقارب لهم بين 15 شخصا على الأقل لقوا حتفهم فى الهجوم، وقال شخص توجه إلى الموقع إن دوى إطلاق نار سُمع مجددا واستمر بشكل متقطع، بينما أظهرت صور أن كثيرا من الضحايا كانوا يتناولون الطعام فى مطعم سيكريت جاردن وانهاروا على الطاولات بعد إطلاق الرصاص عليهم. وقال عاملون فى المشرحة إن 11 كينياً وأمريكى وبريطانى من بين الضحايا، وسُمع دوى انفجارات وإطلاق أعيرة نارية بشكل متقطع ليلا، مما ناقض تطمينات من وزير الداخلية بأن المنطقة باتت مؤمنة، وأبلغ المسؤولون الأسر التى توافدت على مشرحة شيرومو بحثا عن أقارب لهم بأنه لا يمكنهم رؤية جثث الضحايا قبل تحقيق الطب الشرعى، ما أثار حالة من الحزن والغضب. وقال شخص اسمه ديفيد إنه لم يسمع شيئا بعد عن أحد أقاربه الذى كان بالمجمع الفندقى، وانهارت أسرة رجل عمره 35 عاما فى ساحة المشرحة بعدما سمعوا بوصول جثة تحمل أوراق هويته، وراح الأب يردد: «لقد رحل، لقد رحل»، بينما لفت الأم نفسها بوشاح وراحت تبكى، ووصلت أسرة أخرى للبحث عن أحد أقربائها لكن المسؤولين قالوا لهم إن الشرطة فقط مسموح لها بالدخول، وبينما يدور الجدال، وصل زوجان كبيران فى السن ومعهما بذلة تم كيها حديثا من أجل ابنهما. ودفع الهجوم بالعديد من المؤسسات ومراكز التسوق إلى تعزيز الإجراءات الأمنية ووضع الحواجز لتفتيش السيارات والمارة، وأعلنت العديد من المؤسسات التى يرتادها أجانب فى نيروبى إغلاق أبوابها لأسباب أمنية، وذكرت حركة الشباب الصومالية المتطرفة أن الهجوم يأتى بعد 3 سنوات تماما على هجومها على قاعدة للجيش الكينى فى الصومال، وأوضحت أن «الهجوم على فندق نيروبى يأتى فيما يحيى الكينيون ووسائل إعلامهم الهجوم على (قاعدة) العدة»، وزعمت أنها قتلت أكثر من 200 جندى فى الهجوم.
