صديقى واخى السلفى الكريم, السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..... اما بعد يا صديقى و اخى فى الله انا اعلم اننى و كل مسلم هو سلفى بأعتبار اننا جميعا نتبع تعاليم الاسلام و السلف الصالح و لكن لدى بعض الاسئلة البسيطة و ارجو ان يتسع صدرك للرد عليها و لا تعتبر رسالتى هذه هجوم على اى من المذاهب او الجماعات او الاسلام عامة يا اخى و صديقى لماذا الفرقة بين كل التيارات الدينية فى مصر على سبيل المثال السلفيين – الاخوان – السنة المحمدية – الوهابيين – الصوفية – المعتزلة و هناك بعض من يقول انهم مسلمين مثل الاحمدية. لماذا لا يكون الازهر هو مصدر الافتاء الوحيد و يكون من يفتى فى شئ من علوم الدين هو من المؤهلين و الدارسيين لعلوم الشريعة و الافتاء. لماذا لا يكون هناك قانون يجرم الفتوي إلا لمن هو على علم بالدين و يكون له شهادة من الازهر تتيح له الافتاء فى الامور الدينية؟ فى نظرى كثرة الشيوخ و القنوات الفضائية هو ضلال يجب الالتزام بمصدر واحد للفتوى لان هؤلاء الشيوخ ما يختلفون عليه اكثر مما يتفقون. لماذا الثبات على المنقول فى النص و عدم مراعاة تغير التاريخ و العصر الذى نعيش فيه؟ مع ان الاسلام دين كل العصور و انا على يقين بأن الدين يتسع لكل العصور و فيه من المرونة القدر الذى نفخر به. فليس كل شئ بدعة, على سبيل المثال انت تستخدم التليفون و تشاهد التليفزيون و تركب السيارة و تأكل طعام لم يكن موجود فى عصر رسول الله صلى الله عليه و سلم. اما بالنسبة لكل الجماعات الاسلامية, اذا كانت الجماعات الاسلامية فى مصر لها من الشعبية و الانتشار ما يتيح لها توجيه و حشد الهمم. لماذا لا يكون التوجيه نحو بناء الدولة اولاً ثم حل مشاكل اقل ما يقال عنها انها تافهة من وجهة نظر البعض و تقوم على اشاعات لا اساس لها من الصحة مثل موضوع كاميليا و غيرها؟ علينا يا صديقى ان نبنى دولة مدنية بتعاليم ديننا الحنيف و ليس دولة الخلافة و الولاه و الامراء و الا سيأتى من بعدهم قوم ليس فى قلوبهم تقوى و سوف يستخدم الدين فى غير موضعه و سيكون يومها الشيخ معصوم من النقد او التوجيه. علينا ايضاً ان نبنى دستور الدولة من واقع ان مصر بها اقليات و الا نضيع حقوق الاقليات و ديننا علمنا ان لا إكراه فى الدين و رسولنا الكريم اوصي لنا ان نكون على كرم وسعة صدر و حسن الحديث فى المعاملة مع غير المسلم. ارجو يا يا صديقى ان لا تعتبر هذه الاسئلة هجوم منى على الاسلام و الجماعات الاسلامية و لكنى ارى ان التفرقة فى الدين لا داعى لها سوى الفتنة. لماذا لا نكون كلنا مسلميين فقط و نبعد عن موضوعات لا تفيد الدين او الدولة فى هذا الوقت او فى المستقبل “مسلمين فقط بدون القاب” انا اعلم ان كل مسلم هو سلفى و لكن ان نكتفى بكلمة مسلم هو افضل لنا و لديننا و الله الموفق. يا صديقى انا اعرف ان بعض الاشياء ربما انا غير ملم بها و لكنى مسلم احب الوسطية فى امور الدنيا و الدين غير متشدد و التمس العزر لغير المسلم اذا اخطأ عن غير علم فى امور الدين و ابدأ بشرح الامور ببساطة و بسعة صدر لكل من اصادفه. بخصوص احد الشيوخ الكرام يا صديقى أنا لا اقصد الاسائة للشيخ يعقوب ولكن ان تصل لهذه الدرجة من العلم و يتبعك الاف و ملايين من خلق الله و تطلق على استفتاء لقب “غزوة الصناديق” و تقول للناس من لا يتفق معنا عليه ان يرحل الى امريكا و كندا فهذا خطأ عواقبه خطيرة جداً لان كل كلمة يقولها يتبعها الاف و الملايين و لهذا السبب فخطئه كبير أنا لست متحامل علي الشيخ يعقوب ولكن كل البشر خطائين . الشيخ له كل الاحترام و لكن يجب علينا ايضاً الاجتهاد و القراءة في الدين و السنة لان مع احترامي الكامل لكل الشيوخ فهم ما يختلفون علية اكثر ما يتفقون و كثرتهم و كثرة الفتاوى و إطلاق الاحكام من شيوخ لهم اراء مختلفة يسبب الارتباك و عدم الاستقرار فى قلب المسلم. لا يجب يا صديقى و اخى الكريم ان نتبع الشيوخ في ما يخص شئ مثل السياسة لان السياسي يحتمل النقد و احياناً التجريح لكن مع الشيخ فكلامه سيكون في مستوي الفتاوي وفي هذه الحالة سيأتي من بعده قوم لا يتقون الله و نكون مثل ايران. أنا لست ضد علماء الدين ولكن يجب ان يظلو ا علماء في الدين و ليس السياسة لان السياسة سوف تأخذ الدين الي مستوي اقل مما هو عليه و هذا ما اخاف منه هيبة و قدسية الدين اكبر من ان تكون عرضة للنقد مثل السياسة. كل الاحترام لعلمائنا و لكن مسؤليتهم الان ان يعملوا بكتاب الله سبحانه وتعالي حين قال بسم الله الرحمن الرحيم و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا صدق الله العظيم. هذه مسؤليتهم تجاه الامة ان يجتمعوا تحت لواء الازهر الشريف و تكون لهم كلمة واحدة و يتفقوا علي فكراً واحداً عسي الله ان يوفقنا جميعاً الي خير امتنا. لا مكان للتفرقة و الفتاوي المختلفة في الرأي في هذا الوقت. ارجو ان يتسع صدر كل المسلميين لشركاء الوطن و ان يصلح حال مصر ان شاء الله و يوفقنا جميعاً في انشاء وطن حر تحترم فيه كل دور العبادة سواء كان مسجد او كنيسة او معبد و تحترم فيه حقوق الاقليات و يكون لكل منا حقوق و واجبات. نحن كلنا مصريين و رسولنا عليه الصلاة و السلام أوصانا بحسن المعاملة مع غير المسلم. عزراً علي الإطالة و ارجو ان يتسع صدرك الي رسالتى جزاك الله كل خير