اسمه محمد أنور وجدى، مولود فى الحادى عشر من أكتوبر 1904، وامتدت مسيرته الفنية من 1922 إلى 1955، مثّل فيها وأخرج وأنتج وألّف، وكانت أسرة والده بسيطة الحال فى منتصف القرن التاسع عشر وتعمل فى تجارة الأقمشة فى حلب وانتقلت الأسرة إلى مصر، وهناك ظهر الشاب الذى تمتع بنصيب من الوسامة وطموح كبير، ودخل مجال الفن وأحب السينما والمسرح، وعمل سنوات عديدة فى المسرح، ومن بعده دخل إلى عالم السينما، وكان من أبرز الفنانين فى تاريخ السينما العربية. وكان أول ظهور فنى له فى مسرحية «يوليوس قيصر»، وكان والده آنذاك قد طرده من المنزل بسبب اشتغاله بالفن، فعاش «وجدى» مرحلة جوع وتشرد، وقد كان أول ظهور سينمائى له فى فيلم «أولاد الذوات» عام 1932. وفى 1935 انتقل إلى الفرقة القومية التى كونتها الحكومة عام 1935 براتب ثلاثة جنيهات، وبعد ذلك جذبته السينما فاستقال من الفرقة القومية فى 1945 وكون شركة للإنتاج السينمائى، وقام بأول بطولة له فى السينما فى فيلم «بياعة التفاح» عام 1939، ثم لعب بطولة فيلم «كدب فى كدب»، وبعد مرور عام واحد على تكوين شركته الإنتاجية، قدم أول إنتاج وإخراج له وهو فى فيلم «ليلى بنت الفقراء» مع الفنانة ليلى مراد، ومن هنا بدأت انطلاقته ولفت انتباه الجميع، وأضاف إلى التمثيل الإخراج وكتابة السيناريو، فقدم أهم أفلامه «قلبى دليلى» و«عنبر» و«غزل البنات» عام 1949، وفيلم «حبيب الروح»، وبعد ذلك اكتشف الطفلة «فيروز» وقدم معها أهم أفلامه، ومن أبرز أفلامه كذلك «أمير الانتقام» عن رواية «الكونت دى مونت كريستو»، وفيلم «النمر»، وفيلم «ريا وسكينة»، وفيلم «الوحش»، وفى 1954 تزوج «ليلى مراد» وقدما ثنائياً فنياً ناجحاً فى الأربعينيات وانتهت علاقتهما بالطلاق، حتى انفصلا فنياً وواقعياً فى الأعوام الأخيرة من حياته، ثم تزوج «ليلى فوزى»، واستمرت معه حتى وفاته عام 1955 بعد أن قاما ببطولة عدد من الأفلام، وبعد حوالى 4 أشهر فقط من الزفاف اشتد عليه مرض (الكلى) إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم 14 مايو 1955 فى ستكهولم، وكانت وفاته صدمة ومفاجأة كبيرة لكل محبيه ولمصر بأكملها، وخسارة للفن والفنانين، فقد كان فى قمة عطائه ومجده الفنى.
