«شخلل عشان تعدِّى»، بهذه الكلمات وسوس الشيطان لشقيقين بحثا عن الثراء السريع، اتفقا على التخلص من فقرهما عن طريق الوقوف على كوبرى عزبة شنودة، التابعة لمركز ناصر بمحافظة بنى سويف، وإيقاف السيارات القادمة عليه وسرقة ما بداخلها، ورفعا شعار «يا الدفع يا الموت». جهز الشقيقان لتنفيذ خطتهما بندقيتين آليتين وطلقات ودراجة بخارية، ولثّما وجهيهما «بكوفية» حتى لا يتم التعرف عليهما، وأثناء قدوم أول سيارة ملاكى على الكوبرى حاولا استيقافها، وتمكن قائدها من الهرب، فأطلق أحد الشقيقين النار على السيارة وقتل موظفاً كان يجلس بجوار قائد السيارة، ولم يتمكنا من إيقافها. على الفور قام الرائد هشام جلال، رئيس مباحث ناصر السابق، بحملة أمنية على المنطقة، وألقى القبض على أحد الشقيقين، فيما فر الثانى هارباً، وأمرت النيابة العامة بإحالته إلى محكمة الجنايات هو وشقيقه، ووجهت النيابة العامة لكل من إسماعيل سعيد مجلى وشقيقه «رجب»، الهارب، 4 تهم، منها قتل نصر جاد السيد عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وإعداد أسلحة نارية والتربص بالمواطنين، وما إن ظفرا بأحدهم أطلقا النار عليه قاصدين قتله، كما وجهت لهما تهم الشروع فى سرقة المجنى عليه القتيل نصر جاد السيد وصديقه عماد عبدالمسيح حنا بالإكراه ليلاً بأحد الطرق العامة، وإحراز سلاح نارى وذخائر دون ترخيص. واستمعت محكمة جنايات بنى سويف، برئاسة المستشار عماد نجدى، وعضوية المستشارين معوض ثروت رجب ووائل الأشلم، وأمانة سر محمد عبدالبصير، إلى أقوال المقدم هشام جلال، رئيس مباحث ناصر السابق، والذى قال إن التحريات التى قام بها توصلت إلى قيام المتهمين بقتل نصر جاد السيد، موظف، وأنهما اتفقا فيما بينهما على الثراء السريع وسرقة أى سيارة تمر بالطريق العام أمام كوبرى عزبة شنودة بالإكراه، وأعدا دراجة بخارية، بقيادة رجب مجلى، المتهم الثانى، الهارب، وبحوزته سلاح نارى. وقال رئيس المحكمة قبل النطق بالحكم: «إن المحكمة استقر فى وجدانها وارتاح ضميرها بعد مطالعة الأوراق وما شهدته الجلسات أن الشقيقين وسوس لهما شيطانهما الرجيم بضرورة الحصول على المال، وفى مساء الواقعة، بيّتا النية وعقدا العزم، وتوجها إلى كوبرى عزبة شنودة بمركز ناصر، وأعدا لهذا الغرض أسلحة وذخائر ودراجة بخارية لإيقاف قائد أى سيارة لسرقتها بالإكراه وإزهاق أرواح مَن فيها». وقضت محكمة الجنايات بمعاقبة إسماعيل سعيد مجلى بالإعدام، ومعاقبة شقيقه «رجب» بالسجن المؤبد.
