واصل آلاف الأقباط اعتصامهم أمام ماسبيرو لليوم الثانى على التوالى، للمطالبة بمحاكمة كل من يثبت تورطه فى أحداث الفتنة الطائفية فى مصر بداية من حادث «كنيسة القديسين»، مروراً ب«أطفيح»، وانتهاءً بكنيستى «مارمينا» و«العذراء» بإمبابة. وانضم عشرات المسلمين للمحتجين الأقباط، فيما يتوافد المئات من الشباب القبطى من شبرا، والجيزة، والمحافظات، للانضمام للاعتصام. ووقعت اشتباكات طفيفة، صباح الاثنين، بين المعتصمين وموظفى ماسبيرو، ورفع المعتصمون لافتات تطالب بفتح الكنائس المغلقة تعسفياً من جهاز أمن الدولة، كما وقعت اشتباكات أخرى بين المعتصمين وقوات الأمن على خلفية اعتقال قبطيين، من المتظاهرين، بحسب قول المعتصمين، مما ترتب عليه هجوم المعتصمين على قوات الأمن وأمطروهم بوابل من الحجارة. واتهم المتظاهرون بعض العاملين بالتلفزيون بإلقاء حجارة على المعصتمين فقاموا بإلقاء الحجارة على مبنى ماسبيرو، إلا أن القمص متياس نصر، كاهن كنيسة عزبة النخل، نجح فى تهدئة الأجواء. وكان وفد من شباب ائتلاف شباب الثورة، قد زاورا المعتصمين فجر الاثنين، فى محاولة للوقوف على مطالبهم، وإقناعهم بضرورة فض اعتصامهم لما له من خطورة على مكتسبات الثورة. من جانبه أكد الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، ل«المصرى اليوم»، أن «وراء أحداث إمبابة أيادى خفية من الخارج، وهى التى تعمل على إشعال نار الفتنة»، مستطرداً، و«أكبر دليل على ذلك، أنه عندما ذهبت إلى إمبابة وقت الحادث، وجدت لجاناً شعبية من المسلمين والمسيحيين، يهتفون (ايد واحده)، ويقومون بحراسة الكنائس والمساجد والمساكن. وأضاف، «جئنا لماسبيرو لنؤكد شعارنا بأن المسلم والمسيحى دوماً (إيد واحدة)، إن الدماء التى سالت على تراب مصر فى هذه المحنة دماء مصرية سواء كانت لمسلم أو مسيحى، ولابد أن نحرص على حقن دماء المصريين، خاصة فى هذه الفترة العصيبة، والتى نحن بحاجه ماسة فيها إلى تعاون كل القوى والأفراد من أجل بناء مصر الجديدة». وأضاف شاهين، إلى أنه توجد حاجة ملحة إلى تغيير الخطاب الدينى لأن هناك أشخاصاً من الجانبين يشعلون الفتنة باسم الدين. ودعا مظهر شاهين، القوات المسلحة، إلى الوقوف أمام مثيرى الفتنة ومنعهم بالقوة. وأكد أنه ومعه العديد من الائتلافات بصدد تشكيل غرفة عمليات لتفعيل دور اللجان الشعبية فى كل المحافظات لحماية الكنائس والمساجد. من جانبه أكد الناشط القبطى مايكل منير، ل«المصرى اليوم» أن وراء أحداث إمبابة مجموعة متطرفة تنفذ أجندات عربية تشجع النظام السابق, وهو ما يسمى بفلول النظام السابق، وأضاف «نحن نعلم أن للسلفيين علاقات مع أمن الدولة، والآن يريدون أن يظهروا المجلس العسكرى فى موقف الضعف».
