وعندما تنغرس أنياب الخراب في جسدنا حينها لا يفيد الصراخ ولا ينفع الندم ولن يجدي البكاء على الأطلال واللبن المسكوب إننا مصريون جسد واحد وقلب واحد وتاريخ واحد ومصير واحد أبناء شعب كان على مر التاريخ أقوى من الشدائد وأصلب من الفولاذ لماذا نضع أنفسنا في مهب الريح ونجلب لأنفسنا المصائب ونحن أبعد ما نكون عنها فلقد عاشت مصر على الدوام بمسلميها وأقباطها يد واحدة تقاوم الاحتلال وتقهر الظلم والطغيان وتواجه الظروف في الضيق والفرج وفي الحلو والمر إننا والله في قريتنا لا نطيق أبد أن نرى أو نسمع قبطي من أبناء قريتنا في ضيق أو شده وكلنا نقف معه ونسانده ولقد سمعت في يوم من الأيام أن نارا قد اشتعلت في بيت أحد جيراننا من الأقباط فذهبت جريا لأشارك في إطفائها فإذا بي أجد بركانا من المسلمين يقف معي وقد كان وكذلك يشاركنا أخواننا الأقباط في السراء والضراء وفي كل الظروف والمناسبات أننا نرى الآن شيئا ما خطا وهذا الشئ يجب تفسيره بعناية من كل جوانبه الاجتماعية والدينية والاقتصادية لنرى ما الذي يحدث ولماذا يحدث الآن أنني في عملي أحتضن أخواني من الأقباط فمنهم الأصدقاء والزملاء ولم نسمع أبدا عن طائفية أو أو ........ إننا أمام مخطط يستهدف هذا البلد العظيم يجب الانتباه له لوأد التاريخ المشترك والذي كنت أعيشه بنفسي وأنا صغير عندما كنت أشاهد والدي يسهر مع جاري القبطي وتتعالى الضحكات ويكثر المزاح وتستمر الجلسة مسافة من الليل إنك عندما ترى القبطي والمسلم في الشارع والعمارة والعمل أو في القهوة وفي كل مجالات الحياة دون أن تميز بينهم فتأكد أنك في أرض الكنانة أننا يجب توعية الشباب المصري صانع هذه الثورة العظيمة بخطورة ما يحدث أن ما يحدث ليس فتنة طائفية ولا احتقان طائفي كما يشاع وإنما هو مخطط يهدف لوضع مصر بكل مكتسباتها وتاريخها العظيم بين أنياب الخراب .