بقلم: د. ياسر الدرشابي عجباً علي الحكام العرب.. كيف وصلوا لما هم فيه و كيف تربعوا علي عروش السلطة و هم علي هذا القدر العظيم من الغباء. هذا الغباء الذي تجاوز حدود الغباء السياسي الذي تحدث عنه أنور السادات من قبل ليشمل الغباء الفكري و الغباء الخطابي الذي يدعو للضحك في أحياناً كثيرة. و من مظاهر هذا الغباء الخطابي الإستخفاف الشديد بعقول الشعوب العربية، هذا الإستخفاف الذي رأيناه في التعامل مع مطالب الشعوب بالحرية و العدالة. فبعد وجبات الكنتاكي التي وجد فيها المخلوع الدافع القوي للشباب ليخرجوا و يطالبوا بحقوقهم بعد صمت دام ثلاثة عقود و بعد الأجندات الخاصة و المخططات الخارجية، و بعد أن رأينا القذافي يقنع شعبه بأنه لا يحكمهم بل هم من يحكمون و يمتلكون، رأينا بعد ذلك النظام السوري و قد تفرد بأكبر درجات الأستخفاف بالعقول حين صرحوا أن الشعب لم يخرج للمظاهرات بل خرج للإحتفال بسقوط الأمطار. سفه الله عقولهم و قبح وجوههم و أعمي بصيرتهم فهم لا يفقهون. و في غياب أي مبرر يعتمد عليه هؤلاء الحكام في الإستخفاف بعقول شعوبهم، فلا الإنسان العربي معروف بالسذاجة و لا بالغباء، و لا هو معروف بتقبله الإهانة و السكوت عليها، أصبح الأمر يُنذر بالخطورة. تكمن خطورة هذا الإستخفاف في أنه تعدي الفردية ليصبح ظاهرة عامة و منهج شامل تتبعه الأنظمة في العالم العربي و الخوف كل الخوف أن يُترك هذا الإسلوب بدون كشفه و التعليق عليه و من ثم رفضه بشده سواء أضحكنا أم أبكانا. فإذا تركنا مثل هذه التصريحات التي تُهين عقولنا تمر علينا مرور الكرام فستتحول إلي منهج تتبعه كل الأنظمة الإدارية في مختلف المؤسسات العربية و لن نندهش عندئذ إذا سمعنا أن مدير مصلحة ما رفض ترقية موظف بسيط عنده بدعوي أنه عميل اجنبي. لا يجب الإكتفاء بمتابعة هذه التصريحات و الضحك عليها، بل يجب محاسبة كل من يحاول إهانة العقول و الإستخفاف بها و إلا ستكون الدول العربية أضحوكة العالم كله.. هم يضحكون و نحن نبكي عُقولنا التي أهينت و ألسنتنا التي سكتت علي الإهانة.