مصابو «قطاري البحيرة» يروون اللحظات الأخيرة: عربتا قطار انفصلتا عنه.. ولم نشعر بأنفسنا

بدأت نيابة جنوب البحيرة الكلية بإشراف المستشار أحمد حامد، المحامي العام، الخميس، التحقيق مع سائقي القطارين المتسببين في حادث تصادم قطارين بكوم حمادة، وكذا عامل التحويلة بمكان الحادث، وأكد مصابون للنيابة انفضال نحو عربتان من قطار «الركاب» عنه، ولفتوا إلى أنهم عقب الحادث لم يشعروا بأنفسهم سوى بدخولهم إلى المستشفى، وأشار أحد المصابين إلى أنه قفز من القطار عقب التصادم.
وقالت النيابة إن أوراق التحقيقات تضمنت حتى الآن مصرع 7 أشخاص، وهم: 5 رجال، وسيدتان، إضافة إلى إصابة 39 شخصًا آخرين.
وناظرت النيابة، وفقًا للتحقيقات، بعدد من المستشفيات العامة، جثمانين المتوفّين، وجاء بأسباب الوفاة المبدئية، إصابتهم بكسور في الجمجمة، واليد، والقدم وأنحاء متفرقة من الجسد، ونفت التحقيقات تحويلة أي جثمانين لأشلاء.
واستمعت النيابة لأقوال أهل المتوفّين، وجميعهم قالوا إن الحادث جاء قضاء وقدر، ولم نستطع تحديد المسؤولية الجنائية تقع على من، مطالبين بتسلّم جثمانين ذوويهم فقط دون تشريح بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعي، وهو ما استجابت له النيابة التي لم تصدر قرارًا بهذا الصدد من الأساس، كون أسباب الحادث معروفة للجميع.
ووفقًا للتحقيقات فإن النيابة سوف تستدعي كل من له صله بالحادث أيا أكان موقعه، موضحة أن أجهزة الأمن ألقت بالقبض على سائقي القطارين وعامل التحويلة، أمس الأول، ولم يعرضوا على النيابة لمباشرة التحقيقات سوى اليوم، وبناءً على أقوال ال3 بالتحقيقات وتحريات أجهزة الأمن وشهود العيان والمصابون، ستتّخذ القرار حيالهم، فضلًا عن أنه جارٍ اصطحابهم إلى جهة تابعة لمصلحة الطب الشرعي بالمحافظة لأخذ عينات من دمائهم وتحليلها للتأكد من تعاطيهم مواد مخدرة من عدمه.
وأفادت النيابة بأن التحقيقات مع السائقين تتضمن معرفة تحديد مدى التزامهما بقواعد وأنظمة تشغيل القطارات، وقالت هيئة السكك الحديدية، والتأكد من تعطل قطار الركاب، مما تسبب في تأخره واصطدامه بقطار البضائع، وفقًا لما جاء بإفادة الهيئة عن سبب الحادث.
وانتقلت النيابة إلى مستشفى دمنهور التعليمي، واستمعت لأقوال المصابين، وجاء بها: إن بعضهم كان متوجهًا إلى القاهرة، وحدث تصادم بين قطار المناشى وقطار بضائع كان في طريقه إلى إيتاى البارود، وأن خط المناشى «مفرد» ويوجد به تحويله، مؤكدين انفضال نحو عربتان من القطار «الركاب»، وعقب الحادث لم يشعروا بأنفسهم سوى بدخولهم إلى المستشفى، وأشار أحد المصابين إلى أنه قفز من القطار عقب التصادم.
وأشارت التحقيقات إلى أن الحادث وقع نتيجة انفصال آخر عربتين من قطار الركاب رقم 678 القادم من المناشي بالجيزة متجها إلى إيتاي البارود عن جسد القطار واصطدمتا بقطار بضائع قادم من الخلف علي ذات القضبان، ما أدى إلى حدوث تصادم ضخم مع الجرار الأمامي لقطار البضائع، وانقلاب العربتين وخروجهما عن القضبان.
وحددت النيابة جلسة مطلع الأسبوع المقبل، لحلف لجنة هندسية اليمين القانونية، وبدأ عملها لفحص مدى صلاحية خطوط السكك الحديدية والإشارات الضوئية المنظمة للسير «السما فورات» من الناحية الفنية وفقًا للاشتراطات والمعايير المقرر لتشغيل خطوط السكك الحديدية، فضلًا عن معاينة القطارين وأجهزة التحكم، وجهاز «إيه تي سي» المسؤول عن التحكم في مسيرة القطارين، لتحليل بياناتهما.