اعتبر السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مقترح الكونجرس الأمريكى بحجب مساعدات لمصر تصل قيمتها إلى 290 مليون دولار، يؤثر سلبًا على أمريكا، أكثر من تأثيره على الدولة المصرية، مؤكدًا أن حجم ما تستورده مصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية بلغ فى عام 2010 فقط 7 مليارات دولار، وإن كان انخفض فى السنوات الأخيرة، إلا أن المعونة الأمريكية لا تساوى شيئًا إذا ما تمت مقارنة الرقم بحجم عمليات الاستيراد. وتساءل بيومى: «هل المساعدات الأمريكية لمصر أكبر فى قيمتها من عمليات الاستيراد»، مؤكدًا أن استفادة أمريكا والاتحاد الأوروبى مما تستورده مصر أكبر بكثير مما يقدمونه لنا، لافتًا إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية، وأنها فى أحسن صورها منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس الأمريكى دونالد ترامب، منصبيهما، والقرار الأخير لا يعدو كونه محاولة للضغط على مصر، ردًا على تجميد عدد من الجمعيات الأهلية فى مصر، وأنه قد يتم التراجع عنه. وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه يجب على مصر فتح قنوات للاتصال بالخارج لتوضيح أمر إغلاق عدد من الجمعيات الأهلية للرأى العام العالمى، خصوصًا أن قرار وقف النشاط يرجع إلى مخالفة هذه الجمعيات القوانين المصرية. من جانبه، أكد السفير رخاء أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن توقيت صدور القرار الأمريكى ليس مناسبًا، ويعتبر مؤشرا على تراجع فى الموقف الأمريكى تجاه مصر. وأوضح أنه كان من المفترض أن يزور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، القاهرة، وتحديدًا بعد انتهاء القمة السعودية، والقمة الخليجية والقمة الإسلامية الأمريكية، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فيما زار ترامب إسرائيل بعد انتهاء القمة مباشرة. وتابع رخاء أنه من الملاحظ أن الرئيس الأمريكى لم يعد يتحدث عن مصر بالشكل الذى كان يبديه عند الحديث عن مشكلات الشرق الأوسط، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتعاون فى مواجهته، ودور مصر فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة، لافتًا إلى أنه من الواضح وجود نوع من الفتور فى العلاقات المصرية الأمريكية هذه الفترة، وأن ما حدث محاولة ضغط قبل إقرار الكونجرس الأمريكى الميزانية الجديدة فى أكتوبر المقبل، وأضاف: «من الواضح أن القرار تضمن خفض المعونات الاقتصادية فقط وليس العسكرية، والمبلغ لا يستدعى أن نعطيه أهمية». وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن العلاقات المصرية الأمريكية أكبر من ال290 مليون دولار التى تم استقطاعها، مشيرًا إلى أنه بالتزامن مع القرار، كانت الزيارة التى قام بها أمس، كبير مستشارى الرئيس الأمريكى، جاريد كوشنير، على رأس وفد للقاهرة لبحث كيفية إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
