انتقدت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، تركيا على عدولها التدريجي عن الديمقراطية وسيادة القانون. وقالت فون دير لاين، في تصريحات لصحيفة «باساور نويه بريسه»، الألمانية الصادرة الأربعاء، إن تركيا متضررة بالطبع من الحرب السورية على حدودها ومهددة بالإرهاب، «لكن هذا ليس سببا للضرب بمبادئ دولة القانون عرض الحائط وتقويض حرية الرأي وإيداع مواطنين ألمان السجون دون أساس قانوني». وذكرت الوزيرة أنه تبين لها أن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنأى بالبلاد عن الاتحاد الأوروبي، وقالت: «هذا تطور في الاتجاه الخاطئ». وفي سياق متصل، ذكرت فون دير لاين أن أنقرة لا تسهل الأمور على الحكومة الألمانية، موضحة أن ألمانيا أبدت الكثير من الصبر تجاه أنقرة، وقالت: «على تركيا أيضا إبداء الاحترام، الذي تطلبه لنفسها، لنا». وفي المقابل، جاء تقييم الوزيرة لسماح أنقرة لنواب من البرلمان الألماني بزيارة الجنود الألمان في قاعدة قونية الجوية التركية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إيجابيا، وقالت: «من الجيد أن الناتو تدخل في المبادرة». ومن المقرر تنفيذ الزيارة إلى القاعدة في الثامن من أيلول/سبتمبر المقبل تحت قيادة نائبة الأمين العام للناتو روز جوتمولر. كانت تركيا أعاقت في منتصف شهر تموز/يوليو الماضي زيارة برلمانيين ألمان لجنود الجيش الألماني في قونية، وبررت ذلك حينها بتوتر العلاقات الثنائية بين البلدين. يشار إلى أن الحكومة الألمانية والبرلمان الألماني «بوندستاج» يصران على حق النواب في زيارة جنود الجيش الألماني بالخارج، حيث يعد الجيش الألماني «جيشا برلمانيا»، لأن البرلمان هو الذي يتخذ القرار بشأن مهام الجيش، وليس الحكومة، وذلك على نحو يختلف مع أغلب الدول الأخرى. وكانت ألمانيا قررت مؤخرا سحب جنودها من قاعدة «إنجرليك»، التركية الجوية، بعدما رفضت أنقرة زيارة نواب من البرلمان الألماني للجنود هناك. وبدأت ألمانيا في نقل جنودها من القاعدة إلى قاعدة أخرى في الأردن. وتشهد العلاقات بين البلدين توترات منذ شهور، زادت حدتها مؤخرا في أعقاب القبض على الناشط الحقوقي الألماني، بيتر شتويتنر، في تركيا. ورفضت محكمة تركية، يوم الجمعة الماضي، طلب فريق دفاع شتويتنر بإخلاء سبيله وسبيل زميله السويدي على غرافي وستة حقوقيين أتراك آخرين من الحبس الاحتياطي. ويواجه النشطاء اتهامات بدعم تنظيم إرهابي. كما يتهم أردوغان النشطاء بأنهم على علاقة بالانقلابيين، واصفا إياهم بأنهم جواسيس ألمان. كما تعتقل تركيا الألمانية التي تعمل مترجمة في وكالة أنباء مناهضة للحكومة التركية، ميسالي تولو كورلو، والمراسل الألماني-التركي لدى صحيفة «فيلت» الألمانية دينيز يوجيل، بتهم تتعلق بدعم الإرهاب وإثارة الفتن.
