أكثر من عام وفولكس ڤاجن تحاول التعامل بأفضل الطرق مع ما يعرف إعلاميا بفضيحة «ديزلجيت» التى لم تتسبب فقط فى الايطاح بسمعة أكبر صانع سيارات ألمانى بل أيضا فى واحد من أكبر استدعاءات السيارات فى التاريخ والكثير من الأموال التى اضطرت الشركة لدفعها ففى مقابل استعادة أعمالها. عندما اكتشف باحثون أمريكيون أن سيارات فولكس ڤاجن لا تقوم لإصدار نفس المعدل من الانبعاثات فى ظروف القيادة العادية كما تفعل عندما تكون خاضعة للاختبار، فتحت الحكومة الأمريكية النار على الشركة وسرعان ما تلتها الحكومات الأوروبية وعلى رأسها الألمانية وتوالت هجمات قوات الشرطة المحلية والانتربول الدولى على مكاتب فولكس ڤاجن بحثا عن الدلائل والمستندات التى ساعدت بعد ذلك فى الكشف عن الحقيقة. والحقيقة هى أن الصانع الألمانى قام بتثبيت أنظمة الكترونية فى السيارات المزودة بمحركات تعمل بالديزل تقوم تلك الأنظمة بتغيير مستوى العادم الذى تصدره السيارة عندما تكون فى وضع الاختبار. فولكس ڤاجن لا زالت فى خضم تسويات مالية ضخمة مع كل من الحكومة الأمريكية والمستهلكين فى هذا السوق أيضا ولكن على الوجه الآخر من الكرة الأرضية وتحديدا فى موطنها الأوروبى لا تواجه الشركة مثل هذا الضغط.. لعدة أسباب منها أنها على علاقة طيبة مع الحكومات وتمتلك الكثير من الصلاحيات، ومنها أن قواعد حماية المستهلك الأوروبية اكثر تساهلا، وقد يعتقد البعض أن سببا آخر هو أن العميل الأوروبى ليس من الصعب ارضاءه مثل الأمريكى. وقد يكون ذلك حقيقيا فى وقت من الأوقات ولكن ليس اليوم. العملاء الأوروبيون وتحديدا هؤلاء الأكثر تأثيرا باستدعاء السيارات لم يلاقوا تعويضات فولكس ڤاجن بالكثير من الرضاء بعد أن رأوا ما تفعله لإرضاء المستهلك الأمريكى.ليس فقط من باب الغيرة ولكن من باب وعى جديد تفتأ إلى أذهانهم بأن الفساد قد يكون تمكن من السيطرة تماما على الشركة. هنا يبدو دور منظمات حماية المستهلك المستقلة واضحا جدا، فهناك الكثير من المجموعات التى قررت أن تجعل فضيحة فولكس ڤاجن أوسع واكثر انتشارا عن طريق جمع كل ما يمكن من البيانات والمعلومات حول خطط الشركة المسبقة للغش فى المعايير والضغط على الشركة والحكومة لجعل VW تدفع الثمن. ولكن سرعان ما تحول الأمر من غيرة أوروبية تجاه الأمريكان إلى حركة عالمية لمكافحة فساد الشركة،واستعانت المنظمة التى أطلقت على نفسها VW_cheats من موقع تويتر منصة لها لكى تقوم بنشر الوعى حول مدى ذلك الفساد. المنظمة أصبحت الآن تعمل حول العالم. تدعم كتبا وابحاث حول طريقة الغش والخطط المسبقة للوصول إليه، كما تشجع على الدعاية المضادة الشركة وتقوم بطباعة الملصقات التى تكشف عن حقيقة الغش كما تقوم بجمع هؤلاء الذين لحقتهم اضرار بسبب الاستدعاء ونشر تقارير حول معاملة الشركة لكل عميل فى كل سوق مما زاد من احتدام «الغيرة». ليس المنظمة أية اهداف لجمع الأموال ولكنها أصبحت الآن جهاز الحماية الرسمى ضد فولكس ڤاجن، وعلى الرغم من كل تلك الجهود إلى أن الشركة لا تزال «تفضل» إن جاز التعبير تمييز الأمريكان، ليس بإرادتها ولكن بأحكام التسوية التى تخطت 13 مليار دولار حتى الآن. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة