أعلنت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج، عن خطط وجهود الوزارة في ملف الهجرة غير الشرعية، ودعم سبل الهجرة الآمنة وآخر المستجدات التي شهدتها الحملة القومية التي أطلقتها الوزارة مؤخرًا للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية ومواجهة آثارها السلبية. واستعرضت «مكرم»، خلال مأدبة السحور التي نظمتها الوزارة بحضور نخبة من السفراء ونواب البرلمان وقادة الفكر والرأي، استراتيجية الوزارة في القضاء على هذه الظاهرة خلال المرحلة الراهنة والفترة المقبلة. وكشفت السفيرة النقاب عن بعض ملامح مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة»، الذي دعت إليه الوزارة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمقرر عقده خلال الفترة من 2 إلى 3 يوليو المقبل تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو المؤتمر الأول من نوعه الذي يقوم بالكامل على إبراز دور ونجاحات المرأة المصرية في الخارج ومحاوله الاستفادة مما حققته سيدات مصر من الخبيرات اللاتي حققن نجاحات كبيرة في أهم المجالات والتخصصات العلمية والفكرية والأكاديمية والحيوية وتوظيف خبراتهن في وضع حلول قابلة للتطبيق لمشكلات الوطن وقضاياه الملحة، والمستوحى من إعلان الرئيس 2017 عامًا للمرأة المصرية، والمبادرة الوطنية لتمكين المرأة المصرية التي أعلنها الرئيس في احتفالات مصر بالأمهات المثاليات في مارس الماضي. وأكدت أن قوة المرأة المصرية في الخارج لا يستهان بها، فقد استطاعت أن تضع اسم بلدها في المقدمة وترفع رايتها عالية خفاقة، لافتة إلى أنه حتى هذه اللحظة وافقت 25 سيدة مصرية من النماذج المبهرة على المشاركة في المؤتمر والعدد مرشح للزيادة، منهم على سبيل المثال الكابتن منى شندى قائد في سلاح الصواريخ في البحرية الأسترالية وهي أيضًا مستشارة قائد البحرية للشؤون الإسلامية، وعزة على برلمانية مصرية في البرلمان الأسترالي وهي التي دافعت عن مصر في البرلمان الأسترالي بعد أحداث المنيا، وليلي بنس مصرية من أفضل 100 مستشارة مالية بأمريكا. وذكرت أن قضية الهجرة غير الشرعية تأتي على رأس أولويات الوزارة، وهناك خطة استراتيجية طويلة المدى تم وضعها للتصدي لهذه القضية ومحاصرة تداعياتها، من خلال حملة كبرى لنشر التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية خاصة بين الشباب، موضحة أن الوزارة أطلقت حملة قومية كبرى لمكافحة هذه الظاهرة ومواجهة آثارها السلبية التي تهدد المجتمع ومخاطرها على الاقتصاد الوطنى وذلك تحت شعار «قبل ما تهاجر.. فكر وشاور» وتعتمد على جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى لقاءات التوعية المباشرة في القرى الأكثر تصديرًا للهجرة إلى خارج الوطن، وكتيبات التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية وسبل الهجرة الآمنه، فضلاً عن سلسلة من الإعلانات التليفزيونية والبرامج الإذاعية التي تكشف الوجه الخفي لتجار الموت تجار الهجرة غير الشرعية وعلاقتهم بشبكات الإرهاب وتجارة المخدرات والسلاح. وأضافت أن الوزارة تعمل على أرض الواقع وبدأت بالفعل تجنى بعض ثمار جهودها في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية ومن بين ذلك التعاون مع مؤسسة مصر الخير ومنظمات المجتمع المدني من أجل تدريب الشباب الذين حاولوا الهجرة بطرق غير شرعية على مهن معينة يستفيدون منها، يستطيعون من خلالها خدمة بلدهم ويتأكدون أن الأموال التي يدفعونها في الهجرة بطرق غير شرعية يمكن أن يستفيدوا منها بعمل مشروع يفيدهم ويفيد أسرهم ومجتمعهم. وأوضحت أن الوزارة دربت 400 شاب بالفيوم والغربية وتم تكريمهم في حفل كبير ومنحهم شهادات تقدير والأدوات التي يحتاجونها في الأعمال التي تدربوا عليها، مشيرة إلى أن «منهم من يعمل الآن بما يعنى أننا نوفر لهم فرص العمل أيضًا وليس التدريب فقط». ودعت وزيرة الهجرة ثلاثة من الشباب الذين اجتازوا البرامج التدريبية التي نظمتها الوزارة للحد من الهجرة غير الشرعية لعرض تجربتهم على الحضور، حيث أكد أسامة حجازى من الغربية أنه أجاد صيانة الأجهزة المنزلية، قائلاً: «لم يكن هدفي الاستمرار في بلدي وكان حلمي الهروب للخارج، ولكن بعد التدريب الذي نظمته وزارة الهجرة أتقنت مهنة وحصلت على فرصة عمل، وحلمي تأسيس مركز تدريب لصيانة الأجهزة المنزلية في مصر». فيما قال الشاب الثاني إنه قام بمحاولة فاشلة للهجرة غير الشرعية وتعرف على الحملة وتقدم لها وتعلم مجال الطاقة الشمسية ويتمنى أن يعمل لدى إحدى الشركات الكبرى ومواصلة النجاح، بينما أكد الثالث أنه حاول السفر عن طريق مكاتب العمل ولكن فشلت كل محاولاته بسبب طلب هذه المكاتب لأموال كثيرة وعدد سنوات من الخبرة العملية وكان ذلك من المستحيل بالنسبة له ولكنه تعرف على الحملة والتحق بها وتدرب على صيانة أجهزة التبريد والتكييف وهو الآن يعمل بإحدى أكبر شركات التكييف المصرية المشهورة.
