تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من كشف غموض حادث مقتل عروس كفر الجزار «تقى»، بعد أيام قليلة من ارتكابها، حيث تبين أن القاتل جار المجني عليها وهو طالب بالثانوي الزراعي وزميله بنفس المدرسة، وأنهما خططا لارتكاب الواقعة منذ فترة بغرض السرقة اعتقاداً منهم بوجود أموال ومصوغات ذهبية خاصة بالعروس قبل الزفاف، وقاما بمراقبة المنزل أكثر من مرة لتحديد كيفية الدخول للشقة، ويوم الحادث استغل المتهمان انشغال أسرة العروس بتجهيز ونقل منقولات الزوجية للعروس إلى منزل الزوج قبل الزفاف، واعتقدا أن الشقة خالية من أي فرد فتوجها إلى الشقة بعد مغادرة أسرة العروس للمنزل وطرقا باب الشقة للتأكد من عدم وجود أحد عدة مرات لكنهما فوجئا بالعروس تفتح لهما باب الشقة وسألت أحدهما «عاوز إيه يا حسان؟» لكنه دفعها بقوة هو وزميله المتهم الآخر وأغلقا باب الشقة، وكتما أنفاسها في البداية لكنها قاومتهما وانهالا عليها بعدة طعنات نافذة بطريقة جنونية. ترك المتهمان المجني عليها غارقة في بركة من الدماء داخل صالة المنزل قرب غرفة نومها وبدآ في البحث عن أي مسروقات ولم يعثرا على مصوغات أو أموال بل وجدا فقط جهازي تليفون محمول ولم يعثرا على أيه مشغولات ذهبية أو مبالغ مالية طائلة واختفيا عن الأنظار في سرية تامة عن طريق السطوح لدرجة أن المتهم الرئيسي حينما فشلت أسرة العروس القتيلة في فتح الباب عقب عودتهم جاء المتهم وساعدهم في فتحه حتى يضلل الجميع، وتواجد مع الأسرة لفترة وجيزة ثم اختفى عن الأنظار حتى ألقي القبض عليهما بعد أن قادت أجهزة المحمول المسروقة أجهزة البحث الجنائي لكشف هوية المتهمين. ألقي القبض على المتهمين واعترفا في محضر الشرطة بارتكابهما الجريمة البشعة بغرض السرقة للإنفاق على المخدرات التي يتعاطانها وأنهما ظنا أن المنزل كان خاليا ولكن المجني عليها فاجأتهما فارتكبا جريمتهما. كانت قرية كفر الجزار بالعاصمة بنها قد فوجئت بأهل العروس القتيلة يكتشفون الجريمة الشنعاء والعثور على جثتها مصابة ب19 طعنة متفرقة قبل زفافها بأسبوع، وتحولت القضية إلى قضية رأي عام داخل القليوبية بعد أن تصدرت مواقع «التواصل الاجتماعي»، والمحطات الإخبارية نتيجة تعاطف الرأي العام مع العروس القتيلة. فور الإبلاغ عن الواقعة، انتقل اللواء أنور سعيد، مدير أمن القليوبية، واللواء علاء سليم، مدير مباحث القليوبية، والعميد محمد الألفي، رئيس المباحث، حيث تم العثور على جثة العروس غارقة في دمائها، ولم يعثر فريق البحث على أي آثار تؤكد أن هناك عملية سطو على المنزل، وهو ما أكد أن الجناة دخلوا وخرجوا دون عنف من باب الشقة وتمت الاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية لرفع البصمات من الشقة وإعداد تقرير مفصل عن الواقعة، وتم تشكيل فريق بحث ضم أكثر من 30 ضابطا من ضباط البحث الجنائي والمباحث لكشف كافة علاقات أسرة العروس وعلاقاتها الشخصية بمعارفها وزملائها، وبعدما تأكد لفريق البحث عدم وجود أي خصومة أو دافع لارتكاب الجريمة، بدأت أنظار أجهزة البحث فحص كل الجيران بالمنطقة، وبدأت الشبهات تحوم حول المتهم الرئيسي «حسان. ص. م»، طالب بالثانوي الزراعي، وزميله «أحمد. ح. ق»، طالب أيضا بالثانوي الزراعي نتيجة اختفائهما من المنطقة خلال فترة البحث، وقادت التليفونات المسروقة رجال البحث الجنائي إلى التأكد من شخصية المتهمين أثناء محاولاتهما بيع أحد الموبايلات، ونجح فريق البحث في محاصرة المتهمين بعد المعلومات التي تم جمعها حولهما. وبمناقشتهما بعد القبض عليهما بما أسفرت عنه نتائج التحريات انهارا واعترفا بجريمتهما وقالا إنهما خططا للجريمة البشعة منذ فترة اعتقادا أن شقيق العروس والذي يعمل في أمريكا يحول للأسرة أموالا طائلة، فقررا دخول الشقة سويا بعد مراقبتها عدة مرات في أعقاب خروج الأسرة لنقل عفش العروس، وقالا في تحقيقات الشرطة إنهما لم يتوقعا وجود العروس، ولكن فوجئا بالمجني عليها، وهو ما أربك حساباتهما. تم ضبط الموبايل الآخر بعد آن أرشد عنه المتهمون بمنطقة ورورة ببنها والسلاح المستخدم في الجريمة البشعة. كان اللواء أنور سعيد، مدير أمن القليوبية، قد تلقى إخطارًا من المقدم محمد درويش، رئيس مباحث مركز بنها، بورود إشارة من مستشفى بنها الجامعى بوصول «تقى. ن»، طالبة في الفرقة الثالثه بكلية الآداب قسم مكتبات، جثة هامدة، إثر عدة طعنات في أنحاء متفرقة بالجسد، وكشفت تقرير مفتش الصحة أن المجنى عليها تعرضت للطعن بالسكين في أماكن متفرقة من البطن والصدر لأكثر من 19 طعنة نافذة، وفارقت الحياة متأثرة بالإصابة.
