يتقدم ريال مدريد بخطى ثابتة في مسابقة الدوري الإسباني لكرة القدم، ولكنه في الوقت نفسه يواجه المجهول فيما يتعلق بمبارياته المؤجلة، التي قد يستطيع من خلالها حسم اللقب الغائب منذ سنوات. وتختتم المرحلة الحادية والعشرون من المسابقة الإسبانية منافساتها الإثنين بتربع ريال مدريد على الصدارة، يليه برشلونة في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة ثم إشبيلية ثالثا بفارق ثلاث نقاط. بيد أن هذا الفارق مؤقت، فالفريق الملكي لديه مباراتان مؤجلتان أمام فالنسيا وسيلتا فيجو. وتأجلت المباراة الأولى أمام فالنسيا بداعي مشاركة ريال مدريد في بطولة كأس العالم للأندية، حيث من المقرر أن تقام في 22 فبراير الجاري، فيما تأجلت الثانية، والتي كانت ستلعب الأحد، بسبب بعض المشكلات، التي يعاني منها ملعب سيلتا فيجو، الأمر الذي تسبب في حرج بالغ لرابطة الدوري الأسباني، لعجزها عن توفير مواعيد جديدة لهاتين المباراتين. والآن يتعين على الجميع إيجاد حل لهذه المشكلة، سواء كان سيلتا فيجو أور ريال مدريد أو الاتحاد الإسباني لكرة القدم. وتكمن المعضلة في أن الفريقين يشاركان في بطولات قارية، حيث يخوض ريال مدريد منافسات دوري أبطال أوروبا، فيما ينافس سيلتا فيجو في بطولة الدوري الأوروبي، وهو ما يحول دون وجود توقيت مناسب خلال الفترة المقبلة لإقامة المباراة المؤجلة بينهما في الدوري المحلي. وقالت صحيفة "أ س" الأسبانية: "جدول المباريات مزدحم للغاية، قد تحل المشكلة إذا سقط كلاهما في وقت مبكر في البطولات الأوروبية، ولكن إذا لم يكن هذا ممكنا فإنه لا بديل عن إقامة هذا اللقاء يوم الأربعاء، الذي يقع بين المرحلة قبل الأخيرة والأخيرة، إنه ميعاد غريب كونه يأتي في وقت متأخر من المسابقة، بالإضافة إلى أن العادة جرت أن تقام جميع المباريات في تلك الفترة في وقت واحد". ولن يكون أمراً مستغرباً إذا سعى ريال مدريد بكل قوة لإيجاد حل لعدم تأجيل مباراته أمام سيلتا فيجو لوقت متأخر من المسابقة، بما أن الفوز فيها يضمن تفوقه المبكر على المنافسين على اللقب. ومن ضمن الحلول، التي اقترحت مؤخرا لحل هذه المشكلة، هو إقامة المباراة في مدينة بورتو البرتغالية، التي تبعد 150 كيلومترا عن مدينة سيلتا فيجو. وكان النادي الملكي يرغب في خوض هذه المباراة في موعدها لسببين: أولا حتى لا يضيف مباراة جديدة لمؤجلاته، وثانياً سعيه إلى مواجهة سيلتا فيجو بتشكيلته الاحتياطية، كون الأخير سيخوض غدا مباراة مصيرية في الدور قبل النهائي لبطولة كأس ملك أسبانيا ويسعى للمرور إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه. ومن المتوقع أن تأجيل المباراة لموعد آخر، سيضع ريال مدريد في مواجهة فريق مدججا بكل أسلحته ومعتمدا على تشكيلته الأساسية، التي أطاحت به من دور الثمانية لبطولة الكأس. ويتعلق الوضع الراهن بأن ريال مدريد يستعد لخوض فترة الحسم في بطولة الدوري الإسباني، بالإضافة إلى تثبيت قدميه في مشواره بدوري أبطال أوروبا. ورغم أنه يتربع على الصدارة، إلا أن فارق النقاط الحقيقي مع منافسيه القريبين لا يزال مجهولا. وفي نفس الوقت يتساءل بعض النقاد عن معنى قيام بطولة الدوري الأفضل في العالم، حسبما يدعي منظموها، بتأجيل مباراتين للسبب ذاته: سوء حالة سقف الملعب واحتمالات وقوع إصابات جسدية في حالة سقوطه، حيث تأجلت مباراة ديبورتيفو لا كرونيا أمام ريال بيتيس يوم الجمعة الماضي للسبب ذاته، الأمر الذي يعطي انطباعا سلبيا عن بطولة ترغب في أن تكون مميزة ومثالا يحتذى به من الناحية التنظيمية. ولكي تكتمل الصورة، طالب الافيس تأجيل مباراته في نصف نهائي كأس ملك أسبانيا أمام سيلتا فيجو، بعد تيقنه من أنه سيواجه منافسه في ظروف غير مواتية، بعد أن حصل الأخير على فترة راحة أطول، إثر تأجيل مباراته أمام ريال مدريد في مسابقة الدوري، وهو الأمر، الذي أشار إليه مدرب سيلتا فيجو، الذي قال في وقت سابق إنه سيخوض مباراة فريقه أمام النادي الملكي بتشكيلة احتياطية، استعدادا لموقعة الكأس.
