يشغل غشاء البكارة تفكير الرجل الشرقي، خاصة الرجل المقبل على الزواج؛ يفكر بشكله وبشعوره عند لمسه وبكيفية فضّه وبالدماء على الملاية البيضاء، تفكر فيه الفتاة كأعز ما تملك ودليل براءتها من كل اتهام وجه أو لم يوجه لها، تفكر الفتاة بالألم ويتملكها الخوف من وجوده ومن عدم وجوده ومن تمزقه ومن النزيف المنتظر. تاه الشباب والشابات بين الخرافات المنتشرة حول البكارة وضاعت الحقائق العلمية وسط الأساطير. غشاء البكارة ما هو إلا أنسجة تكونت بصورة عشوائية على عمق 2 سم داخل المهبل أثناء المرحلة الجنينية – مجرد أنسجة، والصفة السائدة في جميع الأغشية هي وجود فتحات بين هذا التكوين النسيجي ليسمح بمرور دم الحيض عند البلوغ. عدم وجود فتحات بالغشاء يُسبب احتباس الحيض وقد تموت الفتاة إذا لم يتدخل الطبيب جراحيًا بفض الغشاء أو تمزيق جزء منه لينزل الطمث. في بعض الأوقات تكون هذه الأنسجة مرنة جدًا لدرجة التمدد مع الإيلاج، وهذا النوع معروف باسم الغشاء المطاطي ولا يتمزق إلا بالتدخل الجراحي أو عند الولادة الطبيعية، وفي بعض الأوقات تكون هذه الأنسجة سميكة جدًا لدرجة أن الإيلاج وحده لا يكفي لتمزيقها وتحتاج للتدخل الجراحي. إذا كان غشاؤك من هذا النوع أو ذاك، لن تنزفي عند الإيلاج رغم بكارتك، هذا بالإضافة إلى أن هناك 20% من الفتيات يُولدن من دون هذه الأنسجة، وهذا دليل آخر على أن غشاء البكارة خرافة. كل رجل يظن أن غشاء البكارة هو دليل أكيد على عذرية الفتاة هو ضحية الخرافات المتداولة، والغشاء المطاطي والسميك وغير الموجود هي أكبر مثال، أما بالنسبة للغشاء العادي الموجود لدى أغلب الفتيات، هناك أشكال من الأنسجة يحدث بها تمزق جزئي عند الإيلاج وهذا معناه أن الفتاة ستنزف كلما تمزق جزء جديد من الأنسجة، وهذا دليل آخر على أن وجود غشاء البكارة لا يثبت أن هذه الفتاة لم تمارس الجنس من قبل. تقول الأسطورة إن الرجل يشعر بالغشاء ويعرف إذا كانت الفتاة «بكرًا» أم لا بهذه الطريقة؛ الحقيقة العلمية هي أن الرجل لا يشعر بغشاء البكارة في وجوده أو عدم وجوده، ولكنه يشعر بعضلات جدار المهبل المنقبضة بسبب الخوف أو عدم الاسترخاء، فتبدو له وكأنها حاجز أو عائق يمنع الإيلاج. إذا تم عرض فتاة ما على الطبيب للتأكد من ممارستها الجنس من قبل أو لا، سيعتمد الطبيب على ما يراه من أدلة مثل وجود أثر للإيلاج أو وجود أثر للسائل المنوي أو وجود خدوش خارج المهبل وفي العجان أو وجود احتقان. سيعتمد كذلك على ما يرى داخل المهبل، وفي هذا يختلف الأطباء، كل منهم حسب خبرته وحسب أدواته ووفقًا لرؤيته. إذا عُرضت نفس الفتاة العذراء على أكثر من طبيب لتحديد شكل غشاء البكارة سيقدم كل منهم رأيًا وفقًا لخبرته الشخصية. أما بالنسبة للنزيف، فهذه خرافة أخرى متداولة، الطبيعي في حالة الفتاة التي تمارس الجنس لأول مرة مع شخص تحبه وترغبه وفي وجود الاستثارة وفي حالة الاسترخاء، عندما يتمزق غشاء البكارة تنزف الفتاة بضع قطرات من الدماء وقد تشعر ببعض الحرقان عند التبول بعد أول ممارسة جنسية. الألم الشديد والدماء الغزيرة لا تعني سوى العنف من قبل الرجل في الممارسة وعدم استرخاء الفتاة وعدم وجود الترطيب الكافي، سواء طبيعيًا أو باستخدام المزلقات.
