بقلم: ياسر الدرشابي أصبح موضوع السلفيين أَشبه بمسرحية هزلية يُصقف لها فلول النظام في الصباح و يُطبل لها الأعلام في المساء. رأينا في فصولها ما لا علاقة له بالمجتمع المصري و ما لم نر أو نسمع عنه منذ حتي دخول الإسلام مصر. بدايةً من قطع الأذان وهدم الأضرحة إلي الدعوة لعصيان مَدني في قنا و التهديد بمبايعة محافظ سَلفي. ولا شك أن المخرج المحنَك لهذه المسرحية هو الثورة المضادة التي يعمل بعض أعضائها في الخفاء و بعضهم في وسائل الأعلام المختلفة. فما يحدث الأن هو بعينه ما كان يهددنا به مبارك و هو ما كان يُقدمه للغرب كسبب يبرر إستمراره و زريتهُ من بعده في حكم مصر علي حساب الديمقراطية لمنع الخطر الإسلامي عن أمريكا وحلفائها. الثورة المضادة بعناصرها من فلول النظام ومن المنتفعين منه لن تنتهي أو تستسلم بسهولة لأن فشل ثورة 25 يناير هو بالنسبة لهم حياة أو موت. ولذلك سيقومون بكل ما هو فريد وعجيب لإحراج المجلس الأعلي الذي يمنعهم بقوة من إخماد الثورة والذي يقوم علي تنفيذ مطالب الشعب بكل حكمة و بدون تقصير. ولذا كان زرع الوقيعة بين الجيش و الشعب هدفاً أساسياً للثورة المضادة خاصة مع وجود شريحة كبيرة من المجتمع قد تنجرف وراء الشعارات الدينية بدون إدراك ما قد تنطوي عليه هذه الشعارات من أهداف غير مُعلنة. كما إن للثورة المضادة هدف أخر و هو إحداث حالة إستياء شديدة من ثورة 25 يناير حتي ينقسم الشعب علي نفسه ما بين من يؤيد ثورة الشعب ومن يترحم علي أيام المخلوع ويمكن لنا أن نضيف إلي ذلك إن هذه الحركات الطائفية من شأنها تخفيف الحقن الشعبي ضد المخلوع ونظامه الفاسد مما قد يؤدي لإرتفاع أصوات الفلول التي تدعو لعدم إهانة رمز الدولة والتذكير بتسامح الشعب المصري وهو بالتالي ما قد يؤثر علي سَير التحقيقات والمحاكمات بما في صالح العصابة التي كانت تحتل مصر وتنهب ثرواتها و من يطالع صفحات الفيس بوك يستشعر كيف تحاول بعض العناصر توجيه النقاش إلي إتجاه ديني لفض الإنتباه عن أهداف الثورة و تحويله إلي فتنة طائفية حتي أنه منذ يومين طالب أحدهم بأن صفحة "كلنا خالد سعيد" تتبني موضوع كاميليا التي لن لا يعرفها أحد. شكراً لجيشنا العظيم الذي لا ولن يدخر جهداً لحماية الثورة المجيدة و الذي صرح بأنه لن يترك مصر عُرضة لأي فتنة طائفية تحاول الثورة المضادة إشعالها. و كما كانت قرارات المجلس الأعلي في شأن الرؤوس فيجب أن تكون كذلك في شأن الذيول، التي قد تستمر في الحركة حتي تنمو لها رؤوساً جديدة. يجب الأخذ بكل قوة وحسم علي يد كل من يحاول إشعال الفتنة الطائفيةً وإحداث الوقيعة بين طوائف الشعب. اللهم وفق جيشنا العظيم لما فيه خير الشعب و رخاء الوطن .