قال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الأزهر الشريف يقوم بدور بارز في المواجهة الفكرية للجماعات التي تمارس العنف والقتل وتهدد السلم في المجتمعات. وأضاف أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، خاصةً بعدما ازداد خطر تلك الجماعات عندما قام المنظرون لها بالاستدلال بالنصوص الشرعية في غير موضعها فظهر فكر التكفير، وقامت التنظيمات المتطرفة بتطبيق ذلك واستقطاب فئات من الشباب وتجنيدهم عبر المواقع الإلكترونية. وتابع: «تمَّ طرح مفاهيم وقضايا مثل: التكفير، وقضية الحاكمية، وقضية الجاهلية وحتمية الصدام، ومفهوم الجهاد، ومفهوم الخلافة، والدولة الإسلامية، ومفهوم التمكين، ودار الإسلام ودار الحرب، وتعد هذه الأمور من المشتركات بين التنظيمات الإرهابية مثل (داعش) وغيرها من جماعات العنف والتطرف، لأنه لا ينبغي أن نتعامل مع مظاهر العنف ونترك أسبابه، لأن علاج الأسباب مهم للغاية». أضاف الأمين العام خلال ندوة «الإعلام والثقافة» التي عقدت بالجامعة الأمريكية، الخميس، أن الأزهر يبذل جهودًا علمية واضحةً على كافة المستويات العلمية والعملية لتصحيح المفاهيم والرد على الشبهات وبيان سماحة الإسلام في الداخل والخارج من خلال مبعوثي الأزهر إلى الدول العالم والطلاب الوافدين الذين يزيد عددهم على 40 ألف من أكثر من 120 دولة ومن خلال جولات الإمام الأكبر في عدد من دول العالم والحوار بين حكماء الشرق والغرب الذي يترأسه شيخ الأزهر، وما يبذل عبر المرصد العالمي للأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف. وقال «عفيفي» أن الأزهر باحترامه للتعددية المذهبية والفكرية يحظى باحترام العالم والمؤسسات العلمية في مختلف الدول، انطلاقًا من دوره العالمي في نشر التعاليم السمحة للإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف، مشيراً إلى أن الأزهر أيضاً يقوم في هذا الإطار بتنفيذ برامج تدريبية لأعداد كبيرة من الدعاة والخطباء من مختلف أنحاء العالم حيث تمَّ عقد دورات علمية كبيرة للعديد من الدعاة من مختلف أنحاء العالم.
