يتطلب الفوز بالرئاسة الأمريكية جمع أصوات 270 ناخباً كبيراً كحد أدنى، من أصوات المجمع الانتخابى ال538، بما يوازى عدد أعضاء الكونجرس (435 لمجلس النواب، 100 مجلس الشيوخ)، بجانب 3 أصوات لمقاطعة كولومبيا «العاصمة واشنطن»، غير الممثلة فى الكونجرس. وتجرى الانتخابات الأمريكية بطريقة غير مباشرة وفق آليات خاصة على مستوى الولايات، وليس على المستوى الوطنى، ويمكن أن يفوز المرشح بالتصويت الشعبى ولكنه يعد خاسراً إن لم يجمع الأصوات الكافية من المجمع الانتخابى، والمرشح الذى يحصل على غالبية الأصوات فى إحدى الولايات، يحصل على كل أصوات ناخبيها الكبار، باستثناء ولايتى ماين «4 أصوات» ونبراسكا «5 أصوات» حيث يعتمد النظام النسبى. فالفوز فى كاليفورنيا مثلا يضمن 55 ناخبا كبيرا، وفى مونتانا 3 فقط، ويختار هؤلاء الممثلون أو ممن يسمون ب«الناخبين الكبار» الرئيس الأمريكى وفقاً لشروط معينة يحددها المجلس التشريعى لكل ولاية، الذى يتساوى عدد مندوبيها مع عدد ممثليها فى الكونجرس. وينتخب المواطنون الأمريكيون الناخبين الكبار أو ما يطلق عليهم «مندوبى المرشح الرئاسى» بناء على وعودهم بانتخاب مرشح رئاسى معين. وفى حال عدم حصول أى من المرشحين للرئاسة على (نسبة النصف + 1)، تتم إحالة أسماء المرشحين الثلاثة الأوفر حظاً فى تصويت المجمع الانتخابى إلى مجلس النواب للتصويت عليهم. وبواقع صوت واحد لكل ولاية، ولا تشارك العاصمة فى اختيارهم فى تلك الحالة لأنها غير ممثلة فى الكونجرس، وفى حال عدم حصول نائب الرئيس على (نسبة النصف + 1) يحال اختياره إلى مجلس الشيوخ، وإذا لم يستطع مجلس النواب اختيار الرئيس قبل موعد التنصيب وهو 20 يناير، يقوم نائب الرئيس بتصريف شؤون البلاد حتى حسم اختيار الرئيس، وفى حال عدم الاستقرار على اسم نائب الرئيس، توكل مهام الرئيس لرئيس مجلس النواب، لحين حسم منصبى الرئيس ونائبه بالكونجرس. ومنذ 1992، تصوت 18 ولاية تلقائياً للديمقراطيين، وتجمع 242 ناخبا كبيرا، فيما تصوت 13 ولاية للجمهوريين لا تؤمن أكثر من 102 ناخب كبير، كما توجد 6 ولايات أخرى من نصيب الجمهورى ترامب، رغم تقلباتها الماضية. وبالتالى تبقى حوالى 10 ولايات، تعرف بالولايات «المتأرجحة» لم تحسم خيارها، ويركز المرشحان جهودهما عليها لنيل أصواتها. وكلما زاد عدد كبار الناخبين زادت نسبة أصواتها فى المجمع الانتخابى، مثل فلوريدا (29 عضوا) وأوهايو (18) وكارولاينا الشمالية (15)، وتمتلك فلوريدا مفتاح الفوز، ومن دونها سيكون «من الصعب جدا» على ترامب الفوز بالرئاسة.