قال فوسي مافيمبيلا، سفير جنوب أفريقيا بالقاهرة، إن حجم التجارة والاستثمار بين مصر وجنوب أفريقيا لا يرقى إلى عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، ولا يعكس ما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية بين أكبر قوتين اقتصادتين في القارة الأفريقية، مؤكداً أهمية دفع وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. جاء ذلك خلال انعقاد المنتدى الثاني لمجتمع الأعمال «المصري–الجنوب أفريقي»، الذي نظمته جمعية رجال الأعمال المصريين، بالتعاون مع قطاع الاتفاقيات التجارية بوزارة الصناعة والتجارة، بحضور وفد من كبرى الشركات بجنوب أفريقيا. وأعرب «مافيمبيلا» عن أمله في التوصل إلى آليات جديدة للتعاون بين مجتمع الأعمال فى البلدين من خلال التنسيق بين جمعية رجال الأعمال المصريين، وسفارة جنوب أفريقيا بالقاهرة، مؤكدا أهمية أن تتوصل اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة، التي ستعقد خلال أيام بالقاهرة، إلى مجموعة من التوصيات الهامة التي من شأنها دفع وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وقال عادل لمعي، عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين، إن وفد شركات جنوب أفريقيا أبدى رغبته في الاستثمار في مشروعات محور قناة السويس وشرق بورسعيد والسخنة، التي تم استعراضها اليوم بمنتدى الأعمال الثاني. وكشف «لمعي» عن دعوة سفير جنوب أفريقيا بالقاهرة إلى جمعية رجال الأعمال المصريين لزيارة بلاده خلال الفترة المقبلة، لبحث فرص الاستثمار والتجارة وتعزيز التعاون الاقتصادي بين مجتمع الأعمال بالبلدين، مشيرا إلى أن إحياء الطريق البرى الذي يربط بين مدينة الإسكندرية، ومدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، يعزز من حجم التجارة بين مصر وأفريقيا. وقال محمد يوسف، المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين، إن تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر وجنوب أفريقيا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التكامل والتنسيق بين رجال الأعمال في البلدين، وبدعم من حكومة البلدين فى تذليل كافة عقبات التجارة والاستثمار. وأوضح «يوسف» أن منتدى الأعمال الثاني لمجتمع الأعمال «المصري– الجنوب أفريقي» يمثل بداية للتكامل وتوحيد الرؤى نحو تعزيز التجارة والاستثمار المشترك، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على التعاون فى عدد من المجالات، منها قطاعات البترول والغاز والنقل البحري. وأشار إلى أن طريق «الإسكندرية-كيب تاون» سوف يزيد من حجم التجارة بين مصر وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى ما تتمتع به الدولتين من اتفاقيات تجارية مشتركة، مثل اتفاقية دول الكوميسا، والساداك، وكذلك انضمام الدولتين لاتفاقية التكتلات الأفريقية الثلاثة، التي تضم 26 دولة أفريقية من شأنها أن تدفع العلاقات الاقتصادية إلى الأمام. وقال مايكل جمال، مدير عام الاتفاقيات الثنائية، إن حجم التبادل التجاري بين مصر وجنوب أفريقيا يقدر بنحو 210 ملايين دولار، وتقدر حجم الصادرات المصرية بنحو 110 ملايين دولار، بينما تصل قيمة الواردات 97 مليون دولار، مؤكدا أهمية التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة لزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. وأكد أهمية توفير المعلومات اللازمة عن فرص الاستثمار والتجارية، وتوحيد المواصفات القياسية، وتذليل العوائق الجمركية، معلنا عن رغبة الشركات الجنوب أفريقيا في التعاون مع رجال الأعمال المصريين في مختلف القطاعات، وعلى رأسها المجال الزراعي والاستثمار في النقل واللوجيستيات. كما دعا «جمال» المستثمرين من جنوب أفريقيا للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، خاصة في المشروعات العملاقة، مشيرا إلى أن مصر تمثل سوقا كبيرة ومنفذا للتصدير إلى العديد من الدول التي ترتبط معها باتفاقيات تجارية مثل «الكوميسا، وأغادير، والاتحاد الأوروبي» وغيرها.
