«قلت له مندفعا»: رئيس جمهورية مرة واحدة! بالذمة ده كلام! على آخر الزمن يحكمنا شبح!- «قال وهو ينظر لى نظرة ذات مغزى»: قل لى الأول هو إمتى ما حكمكوش شبح؟- «قلت مصعوقا من المفاجأة»: أنت تقصد أن.. - «قال مقاطعا»: ما تفهمنيش غلط، أنا ما اقصدش إن حكامكم أشباح من جنسنا، لا دول بنى آدمين زيكم، بس اتحولوا لأشباح. «قلت وقد دار رأسى»: أنا مش فاهم حاجة.. أنت فعلا لخبطتنى - «قال فى هدوء»: فى البداية الحاكم بيكون زيكم، واحد منكم، ركب الأتوبيس، أكل فول وطعمية، داخ السبع دوخات فى المصالح الحكومية، شعر باليأس والخوف والغضب، وعرف برضه المتع البسيطة اللى بتخلى حياتكم محتملة، ذاق حلاوة البطيخ الساقع فى ليالى الصيف، اتفرج على مطر الشتاء من ورا شباك، عرف نعمة الفضفضة مع صديق بيرتاح له، اتفرج على فيلم حلو، إنسان زى باقى البشر بس أصبح حاكم. فى الأول بتكون أمنياته طيبة تجاه الناس. الحكام مش ملايكة ولا شياطين، بشر بيتصارع داخلهم الخير والشر والأبيض والأسود. لكن أول ما يمسك السلطة ويحكم خيوطها ويتربع على الكرسى، يبتدى اللى حواليه يقنعوه إن فيه مخاطر أمنية ولابد من الاحتياطات، مش عشانه يا عينى، عشان خاطر مصر!، يقنعوه إنه - بالاستمرار فى الحكم- بيضحى براحته من أجل الشعب، يا مسكين أنت ما بتدوقش طشة الملوخية، ولا تقدر تمشى فى الشارع زى باقى الناس. الله يكون فى عونك يا ريس يا مضحى يا حبيب الشعب - «قلت مقاطعا»: بجد الكلام ده بيحصل؟- «نظر لى فى دهشة وقال لى»: والشبح بيشوف الناس ويسمعهم من غير ما يحسوا بيه ولا لأ؟- «قلت ضاحكا»: طبعا أمال حيبقى شبح إزاى!- «فقال فى عتاب»: طب بتسأل ليه؟ «ثم مستطردا»: مش حاطول عليك، طبعا الكلام اللى بيقولوه هجص وريحة النفاق فايحة منه، لكنه عاوز يصدقه، فيسيطر عليه الهاجس الأمنى، وتبدأ رحلة العزلة عن باقى الشعب ويتحول إلى شبح. «قلت فى ذكاء»: آه فهمت، أنت تقصد المعنى الرمزى - «قال فى جدية»: رمزى ولا عضوى؟ النتيجة واحدة. هو الشبح إيه غير مخلوق غير مرئى!. لما الحاكم ينعزل عن شعبه لا تقدر تشوفه ولا تقابله، يبقى شبح ولا مش شبح؟ «قلت فى تسليم»: يبقى شبح ونص. «قال فى بساطة»: خلاص مادام شبح بشبح يبقى مش أحسن تأخذوا الشبح الأصلى؟- «قلت فى ذكاء»: أكيد الأصلى دايما أحسن من التقليد- «قال فى خطورة»: وفيه حاجة أخطر بكتير من كل اللى قلته. «غدا المفاجأة الرهيبة».