شيخ الأزهر من مجلس النواب الإندونيسي: تهميش المرأة نتج عن خلط التقاليد بالدين    لتعزيز التعاون.. وفد الجامعة الصينية يتفقد مركز البحوث الزراعية بمصر    رئيس «تجارية الإسكندرية»: مصر أرض الفرص الواعدة يتجاوز سوقها 100 مليون مستهلك تنامى ل3 مليارات مستهلك (صور)    عقوبات أمريكية على إسرائيليين لتورطهم في أعمال عنف ضد المدنيين بالضفة الغربية    استشهاد طفل فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة ميثلون بجنين    مران الأهلي - محاضرة فنية من كولر تحضيرا لمواجهة بيراميدز    عاجل- موعد تحسن الأحوال الجوية في جميع محافظات مصر (التفاصيل)    «الحَمَل» يحقق «التارجت».. 4 أبراج محظوظة في العمل خلال الفترة المقبلة    بحوزته 100 فرش.. تفاصيل سقوط عاطل لحيازته مخدر الحشيش في العجوزة    المراجعة النهائية فى الأحياء وأهم الأسئلة المتوقعة لطلاب الثانوية العامة.. لايف    البرازيلي رافائيل كلاوس حكماً لموقعة الأرجنتين وكولومبيا بنهائي كوبا أمريكا    بعد قليل.. انطلاق مهرجان العلمين بحفل مدحت صالح مع منى الشاذلي    رئيس هيئة قصور الثقافة يكشف خطة المشاركة بمهرجان العلمين    الاحتلال: فشلنا في الدفاع عن مواطنينا يوم 7 أكتوبر ونتائج التحقيقات بعد أشهر    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: الإعلام المصرى يقوم بدور كبير فى تغطية أحداث غزة    برنامج الحكومة 2024/2027.. تحسين خصائص السكان يقلل زيادة المواليد..إنفوجراف    الشعب الجمهورى: الحكومة عازمة على تنفيذ سياسات إصلاحية شاملة    سيد البدوي يُعلق على واقعة أثار حزب الوفد - (تفاصيل)    انعقاد لجنة اختيار عميد كلية الآداب بجامعة القناة    تعرف على نتيجة تنسيق الشهادات العربية والأجنبية للالتحاق بجامعة الإسماعيلية الأهلية    "مات وهو بيفطر".. حكاية لاعب غير حياة شوبير وسبب وجوده في الأهلي (صور وفيديو)    كمال حسنين: الدولة المصرية تولي اهتماما خاصا بملف الصناعة    منع فيلم كيفن كوستنر من العرض بعد إخفاق جزئه الأول بالسينمات.. تعرف على التفاصيل    أفضل أدعية يوم الجمعة التي تفتح أبواب الأزراق.. اللّهم صُبّ علينا الخير صبًّا صبًّا    دار الافتاء تجيب.. هل ورد في نصوص إسلامية ما ينهى عن تنظيم النسل؟    عويضة عثمان لقناة الناس: الساحر يكفر بالله ليسخر الشيطان    عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: كلنا محتاجين شعار "إن الله معنا" فى كل أمورنا    محافظ أسيوط: القيادة السياسية كلفتني برعاية وتقديم الخدمات والتسهيلات للمواطنين    إصدار 188 ألف قرار علاج على نفقة الدولة خلال 6 أشهر بالدقهلية    في 5 محاور... تعرف على ملف الخدمات الصحية المقدمة للمرأة والطفل ببرنامج الحكومة    محافظ الطائف يلتقي رئيس نادي العنقاء الرياضي    وزير البترول فى حقل ظهر| بدوى: استدامة الإنتاج وزيادته والتغلب على التحديات    خالد الجندى: الشركة المتحدة فعلت أمرًا له أجر عظيم عند الله (فيديو)    يجب مراعاتها.. 5 أسباب محتملة للشعور بالبرد في فصل الصيف    «حفاظًا على مصلحة موكلتي».. محامي شيرين يرفض التعليق على أزمتها الأخيرة    اغلبيه بالعيال.. أمثلة شعبية خاطئة ساعدت على زيادة السكان    محافظ الدقهلية يتفقد الأسواق والحدائق العامة بجولة مفاجئة بالمنصورة    الأهلي يتعاقد مع الدنماركي ستيفان مادسن لتدريب «رجال اليد»    مجموعة السبع تندد بقرار إسرائيل إضفاء الشرعية على 5 مواقع استيطانية بالضفة    شيخ الأزهر لنائب رئيس إندونيسيا: عالمنا الإسلامي يفتقد إلى تنسيق الجهود    محكمة النقض تنظم ورشة عمل حول قانون العمل الجديد    خاص| نائب ليبي بالبرلمان العربي: نحاول أن تكون هناك قوانين عربية موحدة في دولنا    التضامن تدشن مبادرة «أحسن صاحب» لدمج ذوي الإعاقة    "اللي هقوله هيسببلي مشكلة".. ماذا قال شوبير في ظهوره الأخير قبل الرحيل عن أون سبورت؟ (فيديو)    قطاع الحماية المجتمعية ينظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل    الأحد القادم.. جامعة بنها تدشن مبادرة «اتعلم أكتر» بمراكز شباب القليوبية    رئيس مجلس الشيوخ الفرنسى يدعو لحجب الثقة عن أى حكومة تقودها الجبهة الشعبية    ضبط 400 كجم لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنوفية    العثور على جثة شخص داخل مول تحت الإنشاء ب الدقهلية    بالفيديو|مراسل القاهرة الإخبارية: روسيا ستتخذ إجراءات عسكرية ردًا على تصرفات الناتو    تامر عبد الحميد: وفاة أحمد رفعت رسالة لنا جميعا لنتعظ ونبتعد عن الصراعات    حقيقة العرض القطري لضم أحمد قندوسي وموقف الأهلي ورد اللاعب    جولة منتصف الليل.. محافظ القليوبية يفاجئ مستشفى قها التخصصي    سقوط عنصر إجرامي بحوزته 76 كيلو حشيش وشابو بالقاهرة    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العمرانية دون إصابات    شقيق أحمد رفعت: ننتظر محاسبة من تسبب في موت شقيقي    وزيرا الثقافة والاتصالات يبحثان تعزيز التعاون المشترك    جنة عليوة: شهد كانت تقصد إيذائي بنسبة 100%.. ولم أعود لممارسة اللعبة حتى الآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«رحلة التظلمات» للبحث عن «نصف درجة» فى كنترول الثانوية
نشر في المصري اليوم يوم 12 - 08 - 2016

بانقضاء ماراثون الثانوية العامة بإعلان النتيجة فى 23 يوليو الماضى، تبقى فصل قصير لحصاد الدرجات، يمتدّ على مدى 30 يوماً فقط هى المدة المسموحة لتظلُم طُلاب الثانوية العامة على أوراق إجاباتهم، والذى بدأ بإعلان محمد سعد، نائب رئيس عام امتحانات الثانوية العامة، عن فتح باب تظلُمات الطُلاب على نتائج امتحاناتهم فى ال26 من يوليو الماضى.
وبالرغم من ذلك، فإن الطُلاب وذويهم، لا يزالون يترددون على كنترولات الثانوية العامة، لإلقاء نظرة أخيرة على أوراقهم الامتحانيّة، فى رحلة بحث عن درجة هنا، ونصف درجة هناك، مشوبة بأملٍ مُتحفِظ فى الحصول على درجاتهم المستحقّة، فى جولة تصحيح ثانية لأوراق إجاباتهم، هذه المرّة فى حضورهم، وأولياء أمورهم، إلا أن كثيرين منهم يؤكدون أن التظلمات حيلة لجمع الأموال ولا ينصفهم أحد برد حقوقهم.
فى العام الماضى، تظلّم على نتيجة الثانوية العامة ما يزيد على ال60 ألف طالب على نتائجهم، وطالبوا بالكشف على أوراقهم الامتحانية، وتسجيل ملحوظاتهم على أداء المصححين فى المواضع المخصصة لذلك فى استمارات التظلُم، حصل 2493 طالباً منهم على نصف درجة، وحصل 3514 منهم فقط على درجة واحِدة، فيما حصل 396 طالباً على درجة ونصف الدرجة فقط، وحصل 387 طالِباً على درجتين، بينما حصل 101 طُالب على درجتين ونصف الدرجة، و82 آخرون على 3 درجات، ولم يحصل على أكثر من 3 درجات غير 66 طالباً فقط.
أمام مدرسة السنيّة الثانوية، يُنادى بائع نماذج الإجابة على أولياء الأمور والطُلاب الوافدين على الكنترول المركزى فى المدرسة، يشدد البائع على أولياء الأمور أنهم سيحتاجون نماذِج إجاباته، والتى تُعَد مصدَر رزقه على مدى 30 يومًا فى العام هى مُهلة التظلُم، لمطابقتها بكراسات إجابات أبنائهم، يتجاهَل ولى أمر نداء بائع «فَرشَة» نماذج الإجابات، ليعود بعد قليل وقد حدد محتويات حقيبته الشرائية، المُطابقة لعدد استمارات التظلُم على المواد فى حوزته.
«نموذج فيزياء، ولغة عربية»، هكذا يحدد ولى أمر طلباته، ليتنبّه صاحب «فَرشة» نماذج الإجابات إلى أن نماذج إجابات امتحان الفيزياء المصوّرة أوشكت على النفاد، حيث تُعَد مادة الفيزياء أكثر المواد التى يقبل الطُلاب على التظلُم عليها، حسب وزارة التربية والتعليم، قبل أن يُعاجِله زميل مُجاور بإشارة محفوظة، تُفيد بأن رقيب الشُرطة المسؤول عن المنطقة فى الطريق، الأمر الذى يشى بإيذان موعِد إزالة الإشغال عن الطريق، أو الاستعداد للتراضى مع ممثل السُلطة التنفيذية.
شعبان السيد أحمد، ولى أمر أتى فى صُحبة ابنته، طالبة الشُعبة العلميّة، الحاصلة على 97% كمجموع كُلى، وبالرغم من أن طبيعة عمله، كمُدرس بوزارة التربية والتعليم، تقتضى أن يكون مُدركا لبُعد احتمالية أن تحصُل ابنته المتفوّقة على أى درجات أُخرى، إلا أنه قرر خوض التجربة.
يرصُد شعبان، الأب والمُدرِس، الإطار شديد التحديد، الذى ينُص عليه القانون، ويسترِد الطالب وفقه درجات فى جولة إعادة التصحيح «القانون بيقول الطالب يحصُل على درجاته فى حالة وجود خطأ بيّن فى التصحيح، أو خطأ فى رصد الدرجات بإغفال تجميع جزئيات مُجاب عنها»، الحالات التى يتمنّى شعبان أن تنطبق على ابنته، التى تُسجِل ملاحظة عابِرة «أكيد وزارة التربية والتعليم مش هتدين مُدرِس بالإهمال فى التصحيح، غير أن أى تظلُم لطالب حاصِل على مجاميع فوق ال90% لا ينظَر له بجديّة»، فى حين يؤكِد والدها أن كل ما يترجّاه من رِحلة التظلُم المُطوّلة والمُكلِفة تِلك، هو نصف فى المائة مُستحقة لابنته، تفتح أمامها مجال كُليات الطب البشرى فى التنسيق، وتُجنِبها الاضطرار للاغتراب، للدراسة فى إحدى كُليات الطب بالأقاليم.
تُشارِكه مها حسين، وليّة أمر لطالب بالشُعبة العلميّة، التوجُس بشأن درجات ابنها الحاصِل على 95% فى مادة الفيزياء، غير أن الفيزياء لم تكُن موضِع تظلُم مها الوحيد، حيث قررت الوالدة التقدُم باستمارات تظلُم عن الفيزياء، واللغة العربيّة، واللغة الإنجليزية، والأحياء، الأمر الذى يترجَم بدوره إلى ميزانيّة مبدأية وقدرها أربعمائة جنيه، هى سِعر رسوم التظلُم المواد الأربعة مجموعين، فضلاً عن ميزانية مُستقِلة أُخرى للمواصَلات من محل سكنهم بالفيوم، إلى الكُنترول المركزى بالقاهِرة، وللمديرية التعليميّة التابِع لها، لسحب استمارة التظلُم، تمهيدًا لتسديد رسوم التظلُم لحساب وزارة التربية والتعليم، بفروع البنك الأهلى المصرى، لدعم وتمويل المشروعات التعليمية.
وعلى النقيض من شعبان ومها، الباحثين لأولادهم عن درجة أو نِصف درجة، من شأنها «تحويل المسار»، على حد تعبير شعبان، لاختيارات أبنائهم التعليميّة، تصطحب أُلفت السيّد، الموظّفة بمحكمة الفيوم، ابنها، إلى القاهِرة، بدافعٍ مُختلِف، حيث تُلزم نتيجة ابنها، الراسب فى 3 مواد، أن يُعيد العام الدراسى كاملاً، التجرِبة التى تُشفِق أُلفت على ابنها منه، وتتمنى ألا تتكرر، بما تحمله من توتُر، وضغط عصبى.
لا يُبالى ماجِد عاطف، ولى أمر طالبة بالشُعبة العلمية، والحاصِلة على 96%، بأى رسوم سيتكبّدها فى مقابِل أن تحصُل ابنته على درجاتها، والتى بالرغم من مجموعها الذى يتعدى حاجز الخمس وتسعين درجة مئوية، لم تلحَق بتنسيق المرحَلة الأولى»مش بندوّر والله على 100 جنيه ترجع ولا غيره، أنا مُمكِن أدفع قدّهم، ومُرتّب الشخص اللى هيصحح المادة، وكل التكاليف المطلوبة بس ماحدّش يقولّى دى وجهة نظر المُصحح، فما يحدث حيلة لجمع الأموال، لكن لا ينصفنا أحد».
قال الدكتور محمد عُمر، مُدير صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليميّة، إن وزارة التعليم، عهدت إلى الصندوق بإدارة عملية التظلُمات ماليًا، منذ 3 أعوام تقريبًا، نظرًا لامتلاك الصندوق نظاماً إدارياً مستقلاً عن الوزارى، ومُحكَماً، قادِراً على إجراءات تحصيل الرسوم بكفاءة، فضلاً عن إدارة عمليّة ردّها للطُلاب، فى حالات صحّة التظلُمات، واستحقاق الطُلاب لدرجات.
لا يستطيع عُمر، تحديد إحصاء واضِح لحصر استمارات تظلُم الثانوية العامة العام الجارى، وتحديد حجم أموال التظلُم التى ستصُب فى «دعم وتمويل المشروعات التعليميّة» إلا أنه يُحدد ميزانيّة العام الماضى بوضوح: «دعمت تظلُمات الثانوية العامة المشروعات التعليمية العام الماضى ب19 مليون جنيه أنفقناهم على «تجديد المدارس»، فيما رددنا لطُلاب مُستحقين درجاتهُم العام الماضى 900 ألف جنيه فقط».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.