أكد السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، ضرورة العمل من أجل صياغة موقف عربي موحد من أجل مواجهة تحديات الهجرة واللجوء، خاصة في ظل تفاقم تداعيات أزمة اللاجئين مع التدفقات المتزايدة من النازحين، بسبب عدم الاستقرار أو تحت الضغوط الاقتصادية. وقال «بدر»، إن الملف لم يجد الاهتمام اللازم إلا حينما تأثرت مصالح الدول الكبري بشكل مباشر وأصبح لزاما عليها التحرك لحماية تلك المصالح، ومحاولة إلقاء العبء الأكبر على الدول العربية، مشيرا إلى وجود زخم دولي كبير متزامن مع انعقاد العديد من الاجتماعات الاقليمية والدولية، وإطلاق المبادرات المختلفة التي قد تحمل النوايا الطيبة، إلا أن أغلبها يتسم بالعمومية وغياب التنسيق والرؤية الفعالة. وأكد «بدر»، في كلمة خلال الاجتماع الاستثنائي لعملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة الذي بدأ اعماله اليوم الثلاثاء، بالجامعة العربية، ان مصر تولي الاجتماع أهمية خاصة ليس فقط لأهمية المحاور التي سيتناولها، ولكن لأنه حان الوقت لترسيخ عملية تشاورية مؤسسية بين الدول العربية حول موضوع الهجرة، والتي أصبحت تتصدر الأجندة العالمية في ضوء التصاعد غير المسبوق في موجات الهجرة التي تشهدها المنطقة العربية مؤخرًا. وأعرب عن تطلعه للخروج بموقف عربي موحد تجاه التحديات التي تواجه الأمة العربية، في ضوء التنامي الملحوظ في الاهتمام الدولي بقضايا الهجرة بمختلف أبعادها. وأكد أن مصر معنية بقضية الهجرة حيث تعامل الشعب دائما مع التدفقات البشرية بأشكالها المختلفة، على أنها ظاهرة إيجابية في عملية التفاعل الإنساني والحضاري وانعكاسه في اسهامات الشعب المصري في الحضارة الإنسانية، غير أن المشاهد المنتشرة في من غرق آلاف المهاجرين في البحر المتوسط محاولين الوصول إلى أوروبا ساهمت في ترسيخ مفاهيم سلبية حول الهجرة في الأذهان. وشدد «بدر»، على أن مصر تولي أهمية كبيرة لقضية الهجرة حيث انضمت وصدقت على كافة الاتفاقيات المتعلقة باللجوء والهجرة ومكافحة الاتجار بالبشر، كما أرست تقاليد عريقة للجوء، مشيرا إلى أن مصر تستضيف حاليا أكثر من 5 ملايين زائر من بينهم 500 ألف لاجئ سوري، يتمتعون بكافة الخدمات الصحية والتعليمية، أسوة بالمصريين رغم التحديات الاقتصادية الصعبة.
