عقد رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم، صباح السبت، مؤتمرا صحفيا بحضور قائد الجيش الجديد بالإنابة. وقال رئيس الوزراء إن «الوضع الآن تحت السيطرة»، مؤكداً فشل محاولة انقلابية قادها عدد من ضباط الجيش. إلى نص خطاب رئيس الوزراء التركي: «أيها المواطنون الأحبة شعبي العزيز، في 15 يوليو شاهدنا نقطة سوداء في تاريخ الديمقراطية التركية فقد حاولت العصابة الإرهابية الموازية النيل من ديمقراطية تركيا.. وقد فشوا في ذلك لأن الشعب التركي وقف في وجه المحاولة الانقلابية. نقول للعصابة الإرهابية كفوا أيديكم.. وأحيي كل مواطن نزل الشارع، وحمل العلم.. أحييهم لأنهم قدموا أفضل جواب لهذه العصابة الانقلابية. 15 يوليو هو عيد الديمقرطية في تركيا.. هذه المحاولة الانقلابية أسفرت عن استشهاد عدد من قوات الشرطة والمدنيين، وادعوا بالصبر السلوان للعائلات والشفاء العاجل لكل الذين أصيبوا في معركة الديمقراطية. قواتنا سطرت ملحمة بطولية الليلة البارحة، وأنقذت البلد والشعب من مصيبة كبرى ونشكر الله على ذلك، الذي يبعث على الفرح هو أن المحاولة الانقلابية هذه لم تأمر بها القيادة العسكرية، وإنما هي خطة محدودة بين مجموعة عسكرية مرتبطة بجماعة إرهابية وقد قاموا بعملية إنقلابية فاشلة، وأنا أحيي وأبارك كافة القيادات العسكربة التي وقفت في وجهة المحاولة الانقلابية. ومنذ اللحظات الأولى نزل المواطنون إلى الشوارع بدعوة من الجمعيات الأهلية والإنسانية وأخص بالشكر أولئك الأبطال الذين واجهوا الرصاص بصدورهم العارية.. ورجال الأمن الذين واجههوا الرصاص الحي.. أيها المواطنون الأعزاء إن هذه الحادثة قد أوضحت أن الشعب التركي لن يتنازل عن الديمقرطية، وهو شعب ذو تجربة ديمقراطية عريقة ولا يتنازل عن تلك التجربة الشعبية.. وأثبت الشعب التركي ذلك لكافة أنحاء العالم .. إن المواطنين وقفوا في وجه الانقلابيين الذين اقتحموا الطرقات والمباني والجسور نحن في هذه الفترة العصيبة اتصلت بنا قيادات من عدد من الدول الصديقة، وأكدوا وقوفهم إلى جانبنا ونشكرهم.. إن التنظيم الموازي والذين ينتسبون إلى هذه العصابة سيقفون أمام العدالة، وستسلط عليهم العقوبات التي يستحقونها إن شعبنا في هذه الحادثة قد أثبت وعيه وإرادته الثابتة من أجل عدم عرقلة الديمقراطية والإرادة الشعبية.. ولذلك فإن من حاولوا تنفيذ الانقلاب الفاشل عليهم أن يفهموا جيدا أن لا أحد يستطيع التلاعب بالإرادة الشعبية، ولا أن ينال من إرادة الشعب وحبه للديمقراطية، وإن مواطني تركيا يعودون إلى الحياة الطبيعية، وهذا مؤشر على فضيلة هذا الشعب. لقد اطلقوا النار على الشعب بأموال الشعب وسلاحه وقنابله ودباباته.. هم أحط من أي تنظيم إرهابي، وإن أصدقاءنا يعرفون هذا الأمر وبعض الدول الصديقة عليها أن تفهم موقفنا هذا، وأن ما حدث كلفنا حياة عشرات المدنيين والأمنيين.. هل ستفهم الدول الصديقة معركتنا ضد الإرهاب؟!.. 161 شهيداً في أحداث الأمس، ومعركة الأتراك من أجل الديمقراطية، وقد تم اعتقال اكثر من 1500 عسكري من مختلف الرتب بتهمة التورط في العملية الانلاقبية الفاشلة.. وأؤكد أن الوعي الشعبي وقف في وجه المحاولة الانقلابية، وأن رئيس الجمهورية وكل أعضاء الحكومة والقيادات العسكرية والأمنية أكدوا أن دولتنا وشعبنا متماسكون في وجه كل المحاولات الانقلابية. ولا يوجد مثل ذلك في أي دولة أخرى.. نجحنا في القضاء على المحاولة الانقلابية، ونحمد الله على ذلك، وأشكر الإعلاميين والصحفيين الذين تعاملوا مع العملية الانقلابية بكل وعي وحس وطني، فقد وقفوا إلى جانب الدولة، والإرادة الشعبية وليس إلى جانب الانقلابيين.. وتصرفوا بشكل واع ومهني ومارسوا مهمتهم الإعلامية بشكل وطني، وأشكر الأحزاب المعارضة التي وقفت إلى جانب الدولة ومنظمات المجتمع المدني.. أشكرهم رغم اختلاف توجهاتهم.. إنهم لم يختلفوا معنا في إعلاء الإرادة الشعبية وإرادة الدولة. لقد طوينا الصحفة الأولى ونبدأ مرحلة جديدة نسعى خلالها إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها وإعادة اعتبار تركيا بين الدول العالم بعد أن حاولت تلك المجموعة النيل من اعتبار تركيا في المحافل الدولية. ونحن سنواصل السير في طريقنا بنفس الخطي الثابتة.. أريد أن أشكر كافة المواطنين ونعلم يوم 15 يوليو عيدا للديمقراطية، ويجعل الله فيه خيرا وبركة على بلدنا. ونحيي المواطنين الذين ملأوا الشوارع والميادين وندعوهم إلى الانتشار في جميع الشوارع والساحات الليلة.. ونشكر قادة حزب العدالة والتنمية ونجتمع الساعة الثالثة داخل البرلمان حتى نتناول هذه التطورات بكافة تفاصيلها وشكرا. إن قادتنا العسكريين في وضع جيد والوضع الآن تحت السيطرة.
