مبارك .... وعلامات الأستفهام !!! أستيقظت من نومى على صوت مبارك فى التلفاز فظننت لوهلة أننى أحلم وشعرت أن ثورتنا كانت حلما مازلنا نسعى اليه ... ولكن بعد أن أفقت من من نومى تيقنت بالفعل أننا قمنا بثورة عظيمه يعترف بها العالم كله الآن، ولكن الأكثر يقينا من ذلك أننى لازلت أسمع صوت مبارك – المتعجرف – فى التلفاز وهو يتحدث بصوت قوى متماسك – لايدل أبدا على ان هذا الشخص مريضا – كما يدعى الكثيرون الآن ... نهضت مسرعة من فراشى فإذا بى ارى صورته التى تثيرنى اشمئزازا ومعها خطاب مسجل له يتحدث به عن ألمه مما يحدث له من اخوانه المصريين ، لم أجد جديدا ولم يستفزنى فهذا هو مبارك الذى اعتدنا عليه – يقتل القتيل ويمشى فى جنازته – ولكن دارت فى رأسى العديد من التساؤلات ... هذا الشخص رهن الاقامه الجبريه وعلى حد علمى أن من يكون فى موضعه لايمكن التسجيل معه أو الظهور فى أى لقاءات صحفيه ، فكيف جاء هذا الخطاب ومن الذى قام بتسجيله وكيف وصل الى شاشة قناة العربيه ، وهل هذه فعلا هى الاقامه الجبريه بالنسبه لمبارك ؟! السؤال الثانى .... من أين أتى مبارك بتلك القوة فى صوته التى تجعله يتحدث وكأنه المجنى عليه ليس الجانى ؟! من أين يستطيع أن يكون قويا هكذا الا اذا كان متيقنا أن هناك من يحميه بالفعل ؟!! مبارك المتهم بقتل المتظاهرين عمدا ، مبارك المتهم بتدمير مصر اقتصاديا وسياسيا ، مبارك الذى والذى والذى .......الخ .. كيف له أن يظهر بتلك القوة فى ذلك الوقت بعينه ؟! هل هناك ثمه ربط بين ماحدث فى التحرير أول أمس وبين خطاب مبارك ؟! هل تيقن مبارك أن هناك من يحمونه بالفعل أم أنها مصادفة غريبه مريبه ؟!! أما السؤال الثالث ... فلما التباطؤ فى محاكمة مبارك حتى الآن ، وهو المتهم الأول فى قضية قتل المتظاهرين ؟!! سأحاول أن أقتنع بمقولة – المتهم برئ حتى تثبت ادانته – ولكن العادلى اعترف أنه المحرض على القتل ، كذلك سيادة الوزير – وزير الداخليه – منصور العيسوى أقر أنه لا يمكن أن يصدر هذا القرار سوى عن شخص واحد وهو مبارك ، فلما التباطؤ فى التحقيق والقبض عليه ؟!! ماذا تنتظرون ياحماة الوطن ؟!! أتنتظرون المزيد من جرائم القتل وترويع الآمنين ؟! أتنتظرون المزيد من الحرائق فى الأماكن الحيويه داخل مصر مع مواصلة القاء اللوم على المتهم الذى لا حيلة له " الماس الكهربائى " ، أتنتظرون المزيد من القنابل – مخلفات الحروب – لا أعلم أى حروب ولكن هم يقولون ذلك وسأحاول ألا أشكك في مدى مصداقية ما يقولون ... ولكن ماذا تنتظرون ؟!! كلنا نعلم بأمر الثورة المضاده ، وكلنا نعلم أن المتربصين بمصر كثيريين ، ولكن كلنا لا نعلم فى صالح من كل ما يحدث الآن ....!!!! لن أقول أننى لا أريد أموال مبارك وأعوانه ، ولن تأخذنى به شفقة أو رحمه ، فأقول أنه رجل كبير أفنى عمره فى الحفاظ على مصر وأمنها ، بل سأقول أنه أفنى عمره فى سرقه مصر وثرواتها ... الآن لا استطيع القاء الكثير من اللوم على مبارك فهو أصبح خارج السلطه وقيد الاقامه الجبريه - كما يقولون – ولكن يجب التنويه على أن شعب مصر يقظ وذكى بالفطره ويعلم جيدا من معه ومن ضده ، فدائما يعترف أنه والجيش يد واحده ولكن ذلك لا يعنى الجيش بأكمله ، دائما مايثق فى سلطة القضاء ولكن ذلك لا يعنى القضاء بأكمله ... فهناك الصالح والطالح فى كل مكان وكلنا يقين من ذلك ، أما أنا الآن فأريد أن أشد على أيدى الصالحين من أبناء مصر للوقوف جنبا الى جنب فى وجه مبارك ... وإن كان بالفعل سيقاضى من يتهمونه بالسرقه واهدار المال العام ... فأنا أوجه له اتهاما واضحا بقتل المتظاهرين عمدا والاضرار بالحياة السياسيه والاقتصاديه فى عهده ولدى حجتى فى كل اتهام ونستطيع ان نسأل من هم خلف القضبان عن تلك الأمور وان كان ذلك غير كاف لادانه ذلك المبارك ، فلنترحم كلنا على مصر وطنا وشعبا ، ونمنح كل الحاقدين شرف التشفى فى كل المصريين ... ولكن اعلم يامبارك أن مصر أقوى مما كنت تظن ، اعلم أن مصر تمرض ولكن لن تموت أبدا ، واعلم أيضا أننا سنراك قريبا جدا خلف القضبان .... ولكن فى تلك اللحظه لن نتشفى فيك لأننا مصريين ، كذلك لأننا لن نهدر وقتنا الثمين على شئ لا ثمن له فلدينا الآن ماهو أهم منك .... يامبارك لدينا مصر . بقلم : مى البياع