ضمن وفد يضم نحو 60 شركة فرنسية كبرى، إضافة إلى وزيري الدفاع جون إيف لودريان، والثقافة والإعلام أودري أزولاي، ورئيس معهد العالم العربي، جاك لانج، يبدأ الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الأحد، زيارته الثانية للقاهرة، في أقل من عامين بعد زيارة أولى خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، في 6 أغسطس 2014. وتأتي صفقات التسليح من بين أبرز أوجه التعاون بين مصر وفرنسا، فخلال العاميين الماضيين وقّعت مصر صفقات سلاح بنحو 6 مليارات يورو. ويرى اللواء محمد على بلال، قائد القوات المصرية السابق في حرب الخليج، أن العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا، تزداد تطورًا، وخاصة بعد أن أشترت مصر لأول مرة في تاريخها العسكري، حاملتي طائرات هيلكوبتر«ميسترال»، إضافة إلى صفقة طائرات الرافال. وقال بلال، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إن حضور وزير الدفاع الفرنسي للقاهرة ضمن وفد الرئيس هولاند، يؤكد عمق العلاقات العسكرية بين البلدين، مشيرًا إلى فرنسا لها مصلحة كبرى في التنسيق مع القاهرة في إطار حربها على الإرهاب في ليبيا. وفي 22 مارس الماضي، ذكرت صحيفة «لا تريبيون»، أنه من المتوقع إبرام مزيد من صفقات التسليح خلال زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة. وحول صفقات السلاح بين البلدين، يتوقع بلال مزيدًا من التعاون بين القاهرة وباريس في إطار التنسيق المشترك في الحرب على الإرهاب. ويرى بلال أن فرنسا لها مصلحة مباشرة في التنسيق مع القاهرة، وكشفت الصحيفة الفرنسية أن مصر تستعد لشراء سفن حربية وقمر صناعي من فرنسا في صفقات تتجاوز قيمتها المليار يورو (1.12 مليار دولار). وأوردت الصحيفة أن الصفقة تضم أربع سفن للبحرية ستشيدها شركة (دي.سي.إن.إس) الفرنسية وبينها فرقاطتان من النوع جويند. وأضافت: «سوف يتم توريد القمر الصناعي العسكري بالاشتراك بين شركة إيرباص سبيس سيستمز- التابعة لمجموعة إيرباص- وشركة تاليس ألينيا المملوكة لكل من مجموعة تاليس الفرنسية لصناعة الأسلحة وفينميكانيكا الإيطالية والتي تغير اسمها قبل فترة إلى ليوناردو. وفي 16 فبراير 2015، وقعت مصر وفرنسا، اتفاقية تقوم بموجبها الأخيرة بتوريد 24 طائرة من طراز «رافال». وتقدر قيمة الصفقة ب5.2 مليارات يورو، سيتم بموجبها بيع 24 طائرة رافال إلى مصر من انتاج شركة داسو للطيران، وسفن حربية متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سي ان اس) بالإضافة إلى قرفاطة فريم-، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية. وفي 10 أكتوبر الماضي، وقعت القاهر وباريس، صفقة حاملتي المروحيات الفرنسية «ميسترال»، ما يجعلها أول دولة في الشرق الأوسط، وإفريقيا، تمتلك حاملات مروحيات، بقيمة تقدر ما بين 750 إلى 700 مليون يورو . ويرى قائد القوات المصرية في حرب الخليج، إن مصر نجحت في تنويع مصادرها في السلاح عن طريق التعاون العسكري مع روسياوفرنسا وتطوير القدرات العكسرية للقوات المسلحة، مشيرًا إلى إن فرنسا تعد أكبر الدول الأوربية المنتجة للأسلحة ولديها تطور تكنولوجي في هذا المجال. وما يعزز مزيد من الصفقات في الزيارة، هو موافقة مجلس النواب المصري، أول مارس الماضي على اتفاقية القرض الموقعة بين وزارة الدفاع وعدد من البنوك الفرنسية. ووافق مجلس على اتفاقية قرض بين وزارة الدفاع ومجموعة من البنوك الفرنسية بضمان وزارة المالية، من خلال بنك أجريكول للشركات والاستثمار، بمبلغ 3375،54 مليون يورو تمثل نسبة 60% من قيمة عدد 4 عقود لتوريد معدات تسليح لجمهورية مصر العربية، قيمتها 5625,9 مليون يورو على أن تقوم وزارة المالية بضمان وزارة الدفاع في هذا القرض. مزيد من الاستثمارات الجانب الاقتصادي، هو الأبرز خلال برنامج الزيارة المرتقبة، بحسب إعلان المتحدث باسم مجلس الوزراء، السفير حسام القاويش. ومن المقرر أن يفتتح هولاند والسيسي، منتدى أعمال مصري- فرنسي، يضم رجال أعمال من البلدين. ويصل حجم التبادل التجاري بين القاهرة وباريس، نحو 2.5 مليار يورو عام 2015، بتراجع نحو 1.14% عن عام 2014، الذي وصل ل 2.61 مليار يورو، بحسب جهاز التمثيل التجاري. وانخفضت قيمة الصادرات المصرية خلال عام 2015، بنحو 54.33 في المائة لتبلغ 472.75 مليون يورو مقابل 1.04 مليار يورو خلال عام 2014، فيما شهدت الواردات المصرية ارتفاعا بنحو 32.9% لتبلغ 2.1 مليار يورو مقابل 1.58 مليار يورو.
