تعليقاً على مقال الأربعاء 6 أبريل، وصلتنى رسائل عديدة من القراء إلى جانب التعليقات على موقع الجريدة الإلكترونى، ولن أعقب على الاختلاف فى الرأى، فهو أمر طبيعى ومحمود ولا يفسد للود قضية، كما يقال، كما لن أعقب على رسائل التخوين والتكفير التى تفسد كل شىء، ما يهمنى التعقيب عليه رسالة المهندس أشرف عمر من الإسكندرية عن عبارة القيادى الإخوانى، عضو لجنة تعديل الدستور: «لو رشح الإخوان كلباً ميتاً فى الانتخابات سوف ينجح»، فالقارئ الكريم وغيره من القراء يتساءلون: هل انتزعت هذه العبارة من سياق.. ولماذا لم أذكر اسم قائلها؟ أما لماذا لم أذكر اسمه، فالسبب أننى أتحدث عن دلالات هذه العبارة، وليس عن شخص قائلها، وقد قرأتها فى حوار الزميل أحمد الخطيب، مع الدكتور إبراهيم الزعفرانى، القيادى السابق فى الإخوان المسلمين، المنشور فى «المصرى اليوم» عدد 3 أبريل، وفى هذا الحوار لم يذكر الدكتور السياق الذى قيلت فيه، وإنما ذكر أن أحداً من الإخوان لم يلم قائلها، أو يُكذب أنها قيلت، وكان الدكتور يتحدث عن الأسباب التى دفعته إلى الاستقالة من الجماعة، وفى رأيى أن العبارة فى ذاتها لها دلالاتها الواضحة، أياً كان السياق، وقد أسعدنى قول الدكتور الزعفرانى فى حواره، إنه لم يعد هناك أى معتقل سياسى من الإخوان، ولكن ما يسعدنى أكثر وكل الشعب المصرى ألا يصبح هناك أى معتقل سياسى من أى تيار. إننى مع حق كل التيارات السياسية فى التعبير عن أفكارها، ولكن هذا لا يعنى بالطبع الاتفاق مع كل الأفكار، فالحرية هى الحق فى الاختلاف، أما الذين يعتبرون الهجوم على من يهدمون الكنائس ويحرقون الأضرحة ويقتلون الأبرياء دعوة إلى الإقصاء، وبالتالى مخالفة للديمقراطية، فالمؤكد أن الهدم والحرق والقتل جرائم يعاقب عليها القانون وليست وجهات نظر يمكن الاختلاف حولها. ذهبت إلى ميدان التحرير أثناء ثورة ال18 يوماً المجيدة، ثلاث أو أربع مرات، كان آخرها يوم النصر بعد أن تخلى رئيس النظام الذى قامت الثورة ضده عن الحكم، وأثناء خروجى من الميدان سمعت شاباً ملتحياً يصرخ: «لا تقولوا انتصرنا إنما النصر من عند الله»، فعدت إليه وسألته أنت إخوانى، فرد: «أعوذ بالله.. أريد قتل كل الإخوان.. أنا سلفى»، ففزعت من رده وقلت له: «إرادة الشعب من إرادة الله، والثورة لم تكن لقتل من يختلف معك، وإنما لنعيش جميعاً فى حرية». وفى «المصرى اليوم» عدد 6 أبريل، نشر أن أستاذاً فى الأزهر، قال إنه سوف يقتل من يهدم الأضرحة من السلفيين، وصيحات القتل هذه تؤكد أن علينا وضع كل الأديان والطوائف الدينية بعيداً عن السياسة، وأن تصبح الدولة هى المحتكر الوحيد للسلاح ولتطبيق القانون حتى لا يتحول الوطن إلى ساحات للقتل. [email protected]