اختتمت لجنة مجلس النواب أعمالها، أمس، فى أسوان، والتى تم تشكيلها تنفيذاً لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى بقيام لجان برلمانية بزيارة المحافظات الحدودية وضمت اللجنة 22 نائبا، بعد أن عقدت على مدى يومين عدة لقاءات وزيارات لمناطق النوبة ونصر النوبة واستمعت لمشاكل ومطالب المواطنين، والتى تركزت حول ضرورة إنشاء الهيئة العليا لتعمير النوبة وإشهار الجمعيات الزراعية ومشكلة الصرف الصحى، وطالبوا بتخصيص الظهير الصحراوى للقرى وتمليك مساكن النوبيين المتضررين من بناء الخزان، فيما قال أحد النوبيين للجنة: «فاض بنا الكيل». وشهد اللقاء الجماهيرى للجنة مع أبناء النوبة بحضور اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، فى قاعة عروس النيل بمدينة أسوان، مشادات بين شباب النوبة واللواء كمال عامر، رئيس اللجنة، بعد مقاطعة الأخير بعض المتحدثين الذين تطرقوا فى حديثهم إلى رفضهم للاتهامات التى توجه لهم بالتخوين ورفضهم القرار 444 واتهامهم للحكومات المتعاقبة بعدم الجدية والمماطلة فى تنفيذ مطالبهم، وادعاء بعض الجهات فى الدولة بالعمل على عرقلة العودة إلى ضفاف البحيرة. وقاطع رئيس اللجنة، محمد عزمى، رئيس الاتحاد النوبى، خلال كلمته عندما ذكر أن هناك جهات سيادية تمنع عودة النوبيين وأن الأديب النوبى حجاج أدول مفجر قضية النوبة، بقوله: «بلاش الكلام ده»، ما أدى إلى نشوب حالة من الغضب والاعتراض بين الحضور الذين طالبوه بالاستماع إليهم، مؤكدين أنه جاء وأعضاء اللجنة للاستماع إليهم ولمطالبهم ما تسبب فى توقف اللقاء. وتدخل «عامر» مؤكدا لهم أن الدولة لم تتخل عن النوبيين منذ أكثر من 100 عام وأنه ضد التخوين، وأن أبناء النوبة وطنيون وجزء من نسيج المجتمع المصرى المخلصين، وأن 595 نائبا فى البرلمان هم نواب للنوبة وليس أعضاء اللجنة، وأن مطالبهم ستأخذ بعين العناية، ويجب أن يتم التعايش فى إطار ظروف مصر والبلد تخوض تحديات كبيرة أمنية واقتصادية وإرهاب، وأن قوة مصر بشعبها. وطالب ياسين عبدالصبور، نائب النوبة، الحضور بالهدوء وأن يقدموا مطالبهم للجنة أو تركه يتصرف ويتحمل المسؤولية، كما قرر النائب تشكيل لجنة من 10 أفراد من الكبار والشباب للجلوس مع اللجنة. ووجه النائب عمرو أبواليزيد، نائب بولاق وأحد أبناء النوبة، اللوم إلى «عامر» وطالبه بسعة الصدر». وقال صلاح ياسين، أحد أبناء النوبة، إن النوبيين تعرضوا ل 5 هجرات منذ بناء الخزان والسد العالى وهى أكبر الهجرات فى مصر والتى لم تحدث لأى من أبناء الوطن حتى فى وقت الحروب، مشيرا إلى أن النوبيين شرعوا فى بناء الجمعيات الزراعية كنواة للعودة وتم عمل الخرائط والإحداثيات لها لكنها لم تر النور حتى الآن، رافضاً فكرة أن العودة ستكون سبباً فى تلوث النيل لأن النوبيين الأحرص على حماية الني، على حد قوله. وعلى صعيد الزيارة، قال النائب مصطفى بكرى إن الدولة مسؤولة عن تلبية طموحات ومطالب أبنائها فى حدود الإمكانيات المتاحة، فى ظل التحديات التى يواجهها الاقتصاد فى هذه المرحلة الحرجة. وأوضح «بكرى»، فى ختام زيارة لجنة النواب، والتى التقت محافظ أسوان، أن عجز الموازنة 170 مليار جنيه، فى حين أن موارد الدولة لا تتعدى 620 مليار جنيه، والإنفاق العام 243 مليار جنيه، بجانب تسديد أقساط الديون وفوائدها بنحو 450 مليار جنيه، بينما وصل الدعم إلى 230 مليار جنيه، بالإضافة إلى صرف 218 مليار جنيه على الأجور.
