انتهت مباراة الذهاب في الدور ثمن النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا بين يوفنتوس، بطل إيطاليا، وبايرن ميونخ، بطل ألمانيا، بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، على ملعب الأول في إيطاليا. جوارديولا بدأ اللقاء بطريقة لعب 4-1-4-1 على الورق بتواجد نوير أمامه لام وكيميش وألابا وبرنات ثم فيدال ثم تياجو ومولر وكوستا وروبن خلف ليفاندوفيسكي، في مواجهة أليجري بطريقة 4-4-2 بتواجد بوفون أمامه ليشتاينر وبارزالي وبونوتشي وإيفرا ثم ماركيزيو وخضيره وبوجبا وكوادرادو خلف مانذوكيتش وديبالا. على أرض الملعب رسم بيب جوارديولا لوحة فنية رائعة وقدم أداء وسيطرة كبيرة على مجريات اللقاء، لدرجة أن الفريق بالكامل تواجد في منتصف وسط ملعب اليوفي. حينما كان يملك الفريق الكرة أدى فيدال دورًا كبيرًا بين قلبي الدفاع كليبرو، بينما تواجد الثلاثي لام وتياجو وبرنات في وسط الملعب خلف الرباعي روبن ومولر وليفاندوفيسكي وكوستا. الثنائي الظهير كان على الورق فقط، بينما في أرض الملعب تركا الخطوط تمامًا لروبن وكوستا وكانا ينطلقا دائمًا لعمق الملعب. بعد فقد الكرة وفي ظل تقدم الظهير تحتاج لتغطية من جانب لاعبي الوسط خلف الظهيرين، ولكن في ظل تحركات اللاعبين وفق رؤية جوارديولا بات الظهير هو من يغطي نفسه (شاهد برنات بعد فقد الكرة ينطلق لمكانه الأصلي) بينما على الجهة الأخرى يقوم لاعب الارتكاز بالعودة بين قلبي الدفاع وويقوم قلب الدفاع الأيمن بالتحرك كظهير أيمن ويظل الظهير الأيمن في الوسط (شاهد أين تواجد فيدال ولام وكيميش). ابتكارات جوارديولا في المباراة لم تنته بعد، ففي مواجهة لاعب مثل بوجبا كثيرًا ما يتواجد في العمق لا تحتاج إلى ظهير أيمن صريح بل استخدم لام كلاعب وسط يواجه بوجبا في العمق، واترك روبن مع إيفرا على الخط، على الجانب الآخر كوادرادو لاعب سريع ينطلق فقط على الخطوط فيواجهه برنات ومن خلفه ألابا. أما إذا نظرت للأهداف التي أحرزها البايرن ستجد دائمًا البداية من مولر وليفا في التمركز مع إيفرا، وبالتالي يصبح روبن دون رقابة على اليمين فيتم التمرير له، في الأولى أرسل عرضية لكوستا الذي صنعها لمولر، أما في الثانية فأحرز هدفًا ماركة مسجلة باسمه. أما عن هدفي اليوفي فالأول خطأ دفاعي من كيميش، الذي حاول استلام الكرة فوصلت إلى مانذوكيتش والثاني تمرير خاطئ من لام في مناطق دفاع البايرن انتهى بهدف كعقاب قاسي لقائد البافاريين. في النهاية، بيب نجح في تقديم مباراة قوية أمام بطل إيطاليا ووصيف أوروبا الموسم الماضي على ملعبه ووسط جماهيره وخرج بنتيجة إيجابية، ولولا الأخطاء لاكتملت اللوحة الفنية الرائعة التي رسمها الإسباني ولاعبوه.
