افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، 34 من المشروعات الخدمية التي قامت بتنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وتفقد الرئيس مشروع الإسكان الاجتماعي بمدينة السادس من أكتوبر والذي يطرح لمحدودي الدخل، كما شهد الافتتاح الرسمي تشغيل محطة المياه الرئيسية للمدينة وعددًا من المشروعات الرياضية على مستوى الجمهورية بالفيديو كونفرانس من بينها مركز المنتخبات الوطنية بالمعادي بعد إعادة تطويره بتكلفة تخطت 150 مليون جنيه فضلاً عن افتتاح العديد من المنشآت الرياضية التي أسستها وزارة الشباب والرياضة على مدى عام ونصف من حمامات سباحة وملاعب بمراكز الشباب والأندية على مستوى المحافظات. وفي مداخلة له تعقيبًا على شرح وزير الإسكان، أكد السيسي ضرورة إيقاف البناء العشوائي في الدولة، قائلاً: «الناس في مصر لازم تعرف حجم التحديات والمطالب وهل ده متاح ولا مش متاح»، معلنًا عن صرف مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لخدمة المشروعات السكنية. وطالب الرئيس الحكومة بشرح تكاليف إنشاء المشروعات الخدمية للمواطنين بهدف التعرف على ما تبذله الدولة من جهد لخدمة المصريين. وتابع: «لا توجد فرصة حقيقية حتى نشرح للمواطن بالأرقام ما يدور لجعله يشعر بالتحسن»، مطالبًا وزير الإسكان بضرورة اطلاع الرأي العام على الإجراءات التي تقوم بها الدولة في مجال مشروعات الإسكان والمياه والصرف الصحي. وأوضح أن الدولة تتكبد 40 مليون جنيه في اليوم لتوفير مياه شرب صحية، مشيرًا إلى ضرورة توعيتهم بقيمة وتكلفة المياه التي تصل إليهم حتى يساهموا في ترشيد الاستهلاك. وأضاف: «أننا نستهدف تطوير 2300 قرية خلال عامين ونصف»، مشددًا على ضرورة معرفة الشعب بكافة التفاصيل والأمور الخاصة بالتمويل. واستطرد قائلاً: «نجيب الفلوس منين، فالمسؤولون السابقون كانوا بيشتغلوا بعيدًا عن الرأي العام، لكن نحن نعمل ويجب أن يعرف الرأي العام ظروف البلد، مش بنضحك على المصريين، يجب أن يتصدى المصريون ويواجهون العشوائيات». وعن أزمة العشوائيات، أكد أنها «لن تهزمنا»، مشيرًا إلى أن على الدولة توفير 500 ألف وحدة سكنية في العام بمساهمة البنوك، مطالبًا وزير الإسكان بتوفير المبالغ اللازمة لكي يتم الانتهاء من تلك المشروعات، مؤكدًا أن ما ينفذ من وحدات سكنية غير كافٍ، قائلاً: «بصراحة ولا حاجة بالنسبة للمطلوب والمطلوب أكثر من ذلك». وقال: «اتفقنا على المصارحة والشفافية والأمانة واللي بنعمله مش كفاية ولن يقضي على البناء العشوائي في الدولة المصرية والتصدي الحقيقي للمعاناة»، مطالبًا الوزير بإضافة 100 ألف وحدة أخرى في الإسكان الاقتصادي وسيتم توجيه مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لصالح هذا المشروع مع مراعاة النمو السكاني بالمحافظات. وأعلن الرئيس النتائج النهائية لتصفيات الدورة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، حيث تأهيل 500 شاب لخوض الدورة الأولى. وأضاف: «إن الدورة الأولى تستمر لمدة 8 أشهر، حيث يخضع الطلاب لعدد من التقييمات خلال الدورة تنتهي بمشروع تخرج يقدم الطلاب من خلاله أفكارًا مبتكرة لحل مشكلات مجتمعية». وشدد على تنوع طبيعة الطلاب المتأهلين للدورة الأولى، حيث تمت مراعاة التمثيل الجغرافي والنوعي، وتم تمثيل محافظات الجمهورية كافة والتخصصات الدراسية المختلفة وكذلك ذوو الاحتياجات الخاصة، لافتًا إلى أن البرنامج يهدف إلى تخريج أكثر من 2500 شاب في العام. وأشار الرئيس إلى أن الشعب المصري له الحق في معرفة ما يدور داخل الدولة، مضيفًا: «حق المصريين علينا يعرفوا إيه اللي موجود في بلدهم بصراحة مفيش عندنا فرصة حقيقة إننا نشرح للناس الأرقام والبيانات عشان الناس تأخذ بالها». وتابع: «الدولة غير قادرة على تقديم الخدمة بهذا الشكل إذا كان هناك حرص على الأجيال القادمة والقيمة التي يتحملها المواطن نظير وصول المياه أقل من ربع التكلفة وحديثي للإعلام والحكومة وهو ضرورة مناقشة المطلوب والمتاح»، مؤكدا أن حجم الإسكان المطلوب سنويًا نحو نصف مليون وحدة سكنية، مضيفًا: «البناء العشوائي في الدولة لا ينتهى ويسابق مشروعات الدولة». وتابع: «200 ألف وحدة سكنية في السنة لا تساوى المطلوب لا نهدر إمكانياتنا ومواردنا وعلى المصريين المشاركة في مواجهة التحديات التي تواجه مصر». وشدد الرئيس على احترامه لأحكام القضاء وسيادة القانون، مضيفًا: «لا نعلق ولا نتدخل»، ومؤكدًا أنه يجب تشكيل وعي حقيقي لبعضنا لبعض، لافتًا إلى ضرورة إيجاد صيغة تفاهم بين الدولة وشباب مصر من خلال القانون. وأوضح الرئيس أن حديثه عن شباب الأولتراس الذي تجمهر، الأسبوع الماضي، تم تضخيمه على عكس الحقيقة، مؤكدًا أنه كان يريد أن يفهمهم الحقيقة، مضيفًا: «لا تدخل في سيادة القانون؛ لأن القانون لن يسمح لنا بالتدخل»، ضاربًا المثل بحكم «كرداسة»، مؤكدًا أنه يجب احترام القانون وأنه سيدافع عن أي مسؤول حال الهجوم عليه في أثناء تنفيذه المشروعات المكلف بها من قبل الدولة. وأضاف: «يجب أن يعلم المواطن أين المشكلة وأننا قادرون على التحدي»، لافتًا إلى أنه طلب من وزير الإسكان بيع الوحدات السكنية لتوفير المبالغ المالية المطلوبة لاستمرار تقديم الخدمة للبسطاء ومحدودي الدخل، قائلاً: «إن التحدي كبير لكننا قادرون على مواجهته والاستمرار في التنمية». حضر فعاليات الافتتاح كل من شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من الوزراء والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والمهندس إبراهيم محلب مستشار الرئيس للمشروعات القومية.
