يعمل الدكتور شريف فاروق أستاذاً مساعدًا فى قسم استكشاف البترول بمعهد بحوث البترول بالقاهرة، حصل «شريف» على درجة الدكتوراه فى الجيولوجيا من جامعة الأزهر، وعمل فى هيئة المساحة الجيولوجية المصرية لمدة 11 سنة، حيث اكتسب خبرة ميدانية واسعة. ■ ما طبيعة عملك؟ - أعمل جيولوجيا، أدرس التتابعات الطبقية بغرض عمل خريطة كاملة للصخور المصرية. ■ وما التتابعات الطبقية؟ - تكونت التربة والصخور على الأرض عبر ملايين السنين، ولكل طبقة فى الأرض سمات معينة، أقوم بدراستها لاستخلاص نتائج علمية والحصول على بيانات سطحية وتحت سطحية. ■ وكيف يُمكن الاستفادة من ذلك الفرع؟ - دراسة التتابعات الطبقية مفيدة للغاية فى التنقيب عن البترول والمعادن الثمينة، الجيولوجى هو الجندى المجهول فى صناعة التعدين، ودونه؛ لا يمكن أن تنقب الشركات على المعادن والبترول. ■ ما آخر أبحاثك فى ذلك المجال؟ - تناول بحثى الأخير المنشور فى مجلة الجيولوجيا الأفريقية دراسة موسعة لصخور عصر الباليوسين فى مصر والتى تتميز بالانتشار الواسع والتغير فى الصفات الصخرية التى عرفت فى مصر من جنوبها إلى شمالها، تتكون تلك الصخور من أحجار جيرية مع الطفلة والطين الجيرى وقليل من الأحجار الرملية والتى يمكن الاستفادة منها فى كثير من الصناعات التطبيقية. تكونت تلك الصخور فى الفترة الزمنية منذ أكثر من 66 حتى 56 مليون سنة وتحتوى على الكثير من الأحداث الجيولوجية منها على سبيل المثال الحد الفاصل بين الباليوسين والأيوسين والذى من خلاله عرف كل الجيولوجيين فى العالم هذه الصخور فى مصر بعد اختيار القطاع النموذجى فى الأقصر. ■ ما النتائج التى توصلت إليها؟ - عبر اختيار عشرة قطاعات طبقية غطت جميع أجزاء مصر من أسوانوالأقصر والواحات الخارجة والفرافرة ثم جنوب وشمال سيناء، تمكنت من جمع الكثير من العينات فى عدة رحلات جيولوجية، وقمت بدراسة محتواها من الحفريات والسحنات الصخرية الدقيقة ومن ثم تفسير البيانات المجمعة من خلال الدراسات الحقلية والمعملية والمكتبية لتحديد التاريخ الجيولوجى للمنطقة. وقد تم استنتاج الأحداث الترسيبة بتطبيق أحدث النظريات لعلم التتابعات الطبقية والتى يندر تناولها فى أعمال بحثية يقوم بها باحثون مصريون، فضلاً عن الإسهام المباشر لفرع الطبقية التتابعية فى مجالات الأستكشاف والتنقيب الجيولوجى. ■ ما الهدف من تلك الدراسة؟ - فهم أفضل لخريطة مصر الجيولوجية، عبر رسم خرائط ماضيها لتنمية مستقلبها، فدون ذلك الفهم؛ يستحيل القيام بعمليات الاستكشاف والتنقيب الجيولوجى بحثاً عن البترول والخامات المعدنية. ■ وما هى أهم العقبات التى تواجهك أثناء عملك؟ - ضعف الامكانيات وارتباك منظومة البحث العلمى، فلا يوجد مشروع قومى حقيقى يستطيع الدفع بعجلة الأبحاث العلمية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على البيانات. يحتاج علم الجيولوجيا إلى تمويل قوى، غير متوافر فى مصر بطبيعة الحال، وبالتالى، نضطر للجوء إلى مجهودتنا الفردية لعمل الأبحاث، رغم أن ذلك العلم قد يعود بنفع كبير على المجتمع المصرى بأسره، فالجبال المصرية غنية بالمعادن الثمينة، فقط؛ تحتاج لمن يكتشفها ويستخرجها.
