«جارديان»: سكان «مضايا» السورية يأكلون حيواناتهم الأليفة بسبب الجوع

«مضايا» هي مدينة جبلية سورية، تبعد عدة كيلومترات عن العاصمة، دمشق، ويعيش بها 300000 تحت حصار محكم للقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، منذ يوليو 2015، وأصبح طعام أهالي مضايا هو أوراق الشجر والحشائش، في حين يباع الأرز بالجرام ووصل سعر كيلو الأرز إلى 270 دولارا أي أكثر من 2000 جنيه مصري، فيما اضطر بعض الأهالي إلى ذبح حيواناتهم الأليفة لأكلها.
وقال «لؤي»، وهو عامل بالمدينة، لصحيفة «جارديان» البريطانية، إن «الأهالي يموتون ببطئ، كان لدينا في البيت أزهار مزروعة، جمعناها وأكلنها»، وأضاف: «لقد كنا نقول في الماضي من المستحيل أن يموت أحد من الجوع، ولكننا الآن نرى كل يوم أناسا يموتون بسببه»، ووثق «لؤي» حديثه بصور أرسلها ل«جارديان»، صورها بنفسه لأجساد رجال مسنين هزيلة من ضحايا الحصار، وقام نشطاء آخرون بنشر صور أطفال ضعاف البنية يتنقلون بكراسى متحركة، بسبب الجوع والحصار، وقال إبراهيم عباس، وهو ظابط منشق عن الجيش السوري «لقد فقد كل النساء والرجال والشيوخ الأطفال 15 كيلوجراما من أوزانهم».
وفي ربيع 2015، استولت ميليشيات «جيش الفتح» المعارض للنظام السوري على مناطق في الشمال الغربي السوري، كانت تقع تحت قبضة قوات الأسد، وتحيط بالمدينة جيوب شيعية من قريتي كفريا والفوعة اللتان تواجهان حصارا مماثلا.
وحاصرت قوات الأسد بلدة مضايا والزبداني التي كانت في قبضة المعارضة في إجراء عقابي مستمر منذ 6 أشهر، وخلال وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه بين النظام السوري ومعارضيه، استطاع الطرفان الوصول لاتفاق بنقل الجرحى وتوفير ممر أمن للمساعدات مرة واحدة خلال أكتوبر الماضي.
وبدخول الشتاء على بلده تقع على ارتفاع 13000 متر فوق البحر، أصبح الحصار أشد قسوة، وعلى الرغم من وجود غابات بالمنطقة، الإ أن الأهالي يتعرضون لنيران القناصة بجانب وجود العديد من حقول الألغام، التي فقد فيها عشرات الأطفال أطرافهم في سعيهم للوصول للطعام.
واختتم «لؤي» حديثه قائلا: طلبنا الكثير من المساعدة، لكن لا أحد يسمع لنا، وأطلب من المسؤولين في العالم أن يقولوا لى ماذا ستفعلون إذا كان أطفالكم يموتون من الجوع أمام أعينكم كل يوم؟ ماذا ستفعلون إذا أدار العالم كله ظهره لكم؟. شهدت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في الغوطة الشرقة، مظاهرات تطالب بكسر الحصار الذي تفرضه قوات النظام وميليشيات حزب الله على بلدة «مضايا».
وأعربت وكالات إغاثة دولية عن قلق متنام إزاء مصير الآلاف من المدنيين العالقين في المدن والقرى المحاصرة في سوريا. وأشارت تقارير إلى وفاة العديد من الأشخاص جوعا في بلدة مضايا، وتحدثت عن وضع سيئ للغاية في قريتين محاصرتين من قبل قوات المعارضة شمالي البلاد.