علمت «المصرى اليوم»، من مصادر مطلعة، أن أزمة نشبت بين اللواء حسن السوهاجى، مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، ووفد المجلس القومى لحقوق الإنسان، أثناء زيارة الوفد لسجن العقرب، بعد رفض «السوهاجى» طلب الوفد بتفقد السجن أولًا، قبل سماع رده على الشكاوى الواردة للمجلس. وقالت المصادر إن مسؤولى السجن أحضروا 3 من السجناء لأعضاء الوفد، وهم: صفوت حجازى وعصام سلطان وحسن القبانى، صحفى، وفور رؤيتهم أعضاء المجلس، سبوهم بألفاظ نابية، ما دعا قيادات السجن إلى عدم الموافقة على تفقد الوفد للسجن، خوفا من وقوع مشادات، إثر تلك الواقعة. فى سياق متصل، شهدت زيارة وفد المجلس القومى لحقوق الإنسان لسجن العقرب، الثلاثاء ، للوقوف على الأوضاع الصحية والمعيشية للسجناء والتأكد من تنفيذ الوعود التى تعهد بها مسؤولو السجن- فى زيارة سابقة لبعثة المجلس- من عدمه، أزمة كبيرة، بعد إعلان راجية عمران، عضو المجلس، منعها من الزيارة، دون باقى أعضاء الوفد الذى رأسه جورج إسحاق. وشنَّت راجية عمران هجوما على المجلس ووزارة الداخلية، وقالت- فى شهادتها التى نشرتها على موقع «فيسبوك»، بعنوان: «صباح النضال والمعافرة عشان كلمة الحق تطلع»- إنها سهرت لفترة متأخرة من الصباح تجمع شكاوى أهالى عدد كبير من المحبوسين والمعتقلين وأوضاعهم، وسلمتها لجورج إسحق، بعد قرار منعها، متمنية أن يتمكن- مع كمال عباس- من توصيل رسالة الأهالى. وأضافت أنه تم منعها من الدخول للسجن، بدعوى عدم ردها على التليفون، الاثنين ، وعدم إدراج اسمها فى الكشوف الخاصة بالزيارة، رغم اتفاقها مع جورج إسحق، رئيس الوفد. وأشارت إلى أن ذلك دفع كمال عباس، عضو الوفد، للاعتراض على منعها والتهديد بعدم إتمام الزيارة. وتابعت: «للأسف كل الوفد دخل، وأنا منذ الصباح منتظرة برة بوابة سجن طرة للسماح لى بالدخول!». وأكدت- فى شهادتها: «السؤال بجد؟ للدرجة دى راجية عمران انتوا خايفين منها؟ مش كفاية آخر زيارة ل(العقرب) لم يتم تبليغى، وكانت فضيحة للنظام.. هل ما اتعلموش من الأخطاء السابقة؟!». واستطردت عضوة المجلس: «للعلم أنا سهرانة لحد الساعة 4 الفجر أجمع شكاوى من أهالى المساجين فى سجن العقرب وصاحية من 7 عشان أكمل تجميع الشكاوى، وقمت بتسليم جميع الشكاوى لجورج إسحاق، ويا رب يقدر يوصل- هو وكمال عباس- رسالة الأهالى وقدر المعاناة داخل سجن العقرب، رغم أن هناك محاولات لتحسين الأوضاع، وخلينا نشوف تحسين الأوضاع حيستمر بعد الزيارة أم لا، وهل التهديدات للمساجين أن الوضع حيرجع للأسوأ لو اتكلموا فى زيارة المجلس حيتم تنفيذه ولا لأ!». وواصلت أن الموافقة جاءت على زيارة السجن، ظهر الثلاثاء، وعندها طلبت أن يدرج اسمها ضمن الأعضاء، مضيفة: «تلقيت ردا بأنه تم تبليغ الأسماء وفيه إجراءات، وان اسمى لم يبلغ، ولن أستطيع الزيارة، وأن فيه زيارة محددة يوم 10 يناير، وأن المجلس حاول الاتصال بى ولم يتمكن». من جانبه، قال عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس، ل«المصرى اليوم»، ردا على نشر «عمران» شهادتها على مواقع التواصل الاجتماعى: «مثل تلك الموضوعات لا تناقش على صفحات فيسبوك، وكان من الأفضل أن تعالج تلك المسألة فى المجلس، وهذا ما سوف أطالب به وسيجرى تنفيذه، للتحقيق ومحاسبة المخطئ». وأضاف شكر: «للمرة الثانية، تضع الداخلية المجلس فى أزمة، بسبب زيارة سجن العقرب، الذى شهد أزمة من قبل، وتحديدا فى شهر أغسطس الماضى». وكشف عن أن ما حدث أنه تلقى اتصالا هاتفيا من جورج اسحاق، رئيس بعثة المجلس، مساء الاثنين ، وأنه أبلغه بعدم وصول رد «الداخلية» على الزيارة، موضحا أنه أكد، ل«إسحاق»، وعد وزير الداخلية والتزامه خلال اللقاء الأخير، الأسبوع الماضى، مع رئيس المجلس، الاستجابة لطلب زيارة السجن ضمن عدد من السجون الأخرى. وتابع شكر أن المجلس انتهى من وضع برنامج لزيارة عدد من السجون فى الفترة المقبلة، واقترحت أسماء عديدة للأعضاء المشاركين فى الزيارة، قائلا: «إن ما لدىَّ من معلومات هو أن المجلس أخطر (الداخلية) بتصاريح للأعضاء، بعد الموافقة على طلب المجلس، وهم: جورج إسحاق، وحافظ أبوسعدة، وناصر أمين، وشاهندة مقلد، وصلاح سلام، ومحمد عبدالقدوس، وأن كلا من أبوسعدة وعبدالقدوس اعتذر عن الزيارة لأسباب خاصة». وقالت المصادر إن الزيارة هدفها الوقوف على مدى تنفيذ «الداخلية» وعودها الخمسة السابقة لبعثة المجلس التى رأسها حافظ أبوسعدة، وضمت فى عضويتها الدكتور صلاح سلام ومحمد عبدالقدوس، فى أغسطس الماضى، وأثارت وقتها أزمة كبيرة، بعد توجيه عدد من أعضاء المجلس انتقادات حادة للمجلس، بدعوى أنهم لم يعلموا عن الزيارة، وأصدروا بيانا صحفيا وقع عليه عدد من الأعضاء وهم: راجية عمران، ومحمد عبدالقدوس، وكمال عباس، وجورج إسحاق الذى تضامن معهم، رغم تواجده خارج البلاد فى ذلك الوقت. وقال محمد فائق، رئيس المجلس، إن المجلس القومى هو مَن حدد موعد الزيارة وليس وزارة الداخلية، وإن الزيارة كانت مفاجأة، وإن البعثة كانت فى طريقها لسجن أبوزعبل، وجاءت موافقة وزارة الداخلية على زيارة سجن العقرب، فقرر أن تكون هذه الزيارة بديلاً لزيارة أبوزعبل، وهو الأمر الذى لم تعترض عليه وزارة الداخلية، خاصة أنهم يعطون أولوية لزيارة هذا السجن منذ فترة طويلة.
