تكاد تكون مصر وعلى مدى سنوات طويلة مقصدا جاذبا للفنانين العالميين، وربما تكون أكثر بلد عربى شهد زيارات خاصة من المشاهير، بخلاف تصوير بعضهم أعمالهم بها، لكن فى السنوات الأخيرة زادت حدة المنافسة لتجتذب المغرب والإمارات البساط من تحت أقدام مصر، وما من زيارة لأحد من هؤلاء المشاهير فى مصر- إن تم البحث عن مادة أو صور لها على مواقع السياحة المصرية أو العالمية- سيتم العثور عليها بسهولة. ويأتى اختلاف تعامل الجهات الرسمية فى كل زيارة وترحيبهم بكل ضيف بشكل مختلف فى كل مرة أمر يستحق التوقف والاهتمام، ففى زيارات سابقة لنجمى الغناء إنريكو أوجلاسيوس وخوليو أوجلاسيوس لإحياء حفلين، لم يحظيا بالاهتمام الإعلامى ومن أجهزة الدولة لاستغلال وجودهما فى الدعاية لاستقرار البلاد وتنشيط السياحة بشكل كاف. وسبقتهما زيارة خاصة للممثلة البريطانية كيت ونسليت عام 2012، والتى أحيطت بسرية وتجاهل من أجهزة الدولة، وكان التعتيم الإعلامى سيد الموقف ولم يعلم أحد بوجودها حتى غادرت مصر إلا ما أشيع عن اختطافها فى الأقصر، وهو ما نفته شرطة السياحة وقتها. ومنذ ثورتى 25 يناير و30 يونيو بدأت الخطوات مجددا خلال العامين الأخيرين لتستعيد مصر بريقها فى اجتذاب النجوم العالميين، وكان آخرهم حتى الآن الموسيقى اليونانى يانى والمغنية الروسية نيوشا، اللذان قدما إلى مصر هذا الأسبوع، لتقديم حفلات غنائية عند سفح الأهرامات، وفى مدينة شرم الشيخ، إلا إن زيارة يانى تعد الأكثر جذبا، لشهرته وتاريخه الفنى الكبير، ولمعرفة الجمهور المصرى به، بخلاف نيوشا التى استهدف حفلها السياح الروس. وقبلهما كانت زيارة الممثل الأمريكى مورجان فريمان الذى فوجئ الكثيرون بتواجده على كورنيش النيل لتصوير حلقات وثائقية لقناة ناشيونال جيوجرافيك تحمل اسم The Story Of God، ثم تنقل بين أحياء القاهرة فى شارع المعز ومنطقة الحسين، حيث زار المسجد والمتحف المصرى والأهرمات، ومحافظة الأقصر. واللافت فى زيارته أنها قوبلت بتعتيم إعلامى من قبل وزارة السياحة، حتى فى استقبال النجم السينمائى الكبير لدى وصوله للمطار، أو فى وداعه، وهو ما حاولت وزارة السياحة تداركه فى زيارة الموسيقى يانى الذى قوبل بحفاوة كبيرة وهتف العاملون فى المطار باسمه منذ نزوله من الطائرة وحتى ركوبه السيارة، ووزعت الشوكولاته التى تحمل صورته احتفاء بوصوله، والتقط له طاقم رحلة الطيران التى أقلته صورا تذكارية. وبقدر شعبية أميتاب باتشان منذ السبعينيات وهوس المصريين بأفلامه، فإن زيارات النجم الهندى أميتاب باتشان قبل أشهر حظيت باهتمام رسمى وشعبى كبير، وقد زار باتشان مصر عدة مرات آخرها عندما افتتح مهرجان الهند على ضفاف النيل، وكرم خلاله، برعاية المركز الثقافى الهندى وأجرى عدة حوارات تليفزيونية، لكنها على أرض الواقع كان لا بد ترجمتها إلى لغات أجنبية وعرضها عالميا، بجانب نشر صور ترويجية للزيارة على أشهر الموقع السياحية ومواقع التواصل الاجتماعى، لكن تبقى زيارته الزيارة الأكثر اهتماما من أجهزة الدولة والإعلام، خاصة أنها لم تكن مرتبطة بتصوير عمل فنى، وشهدت تواجد عدد كبير من الفنانين المصريين للترحيب به، ولفتت مقولة باتشان «شربت من نيلها، فلابد أن أعود» اهتمام المتابعين له، فى كل مرة يجدد فيها زيارته لمصر. لكن زيارة الممثل الأمريكى توم هانكس العام الماضى كانت هى الأخرى من نوعية الزيارات السريعة الجادة التى لم تستغل جيدا، حيث صور مشاهد من فيلمه فى مدينة الغردقة والتقطت له صور تذكارية بالجهود الذاتية من العاملين فى الأماكن التى صور بها. وعقب ثورة يناير، شهدت القاهرة زيارة مفاجئة لبعض النجوم منهم نجم أفلام الأكشن فان دام، الذى حظى ببعض الاهتمام، وسجل لقاء تليفزيونيا حصريا لقناة الحياة، والتى رافقته فى كل تحركاته وزيارته، وأيضا الأمريكى شون بين الذى زار ميدان التحرير رمز الثورة المصرية وشارك بالوقوف فى جمعة استرداد الثورة وقتها بدعوة من الفنان المصرى العالمى خالد النبوى، دون التنسيق أو الاهتمام من أجهزة الدولة وقتها، كما حدث مع زيارة الممثل الأمريكى جورج كلونى لمصر، وسبقته قبل ثورة يناير زيارة للمغنية الأمريكية بيونسيه نولز، التى لم تستغل أيضا على المستوى المطلوب، وكان من الممكن إقناع المغنية بتصوير عمل لها بين الآثار المصرية، التى حرصت وقتها على التقاط الصور التذكارية لها فى أحضان الأهرامات والمعابد القديمة. كما كان هناك زيارات سريعة ووفق جدول زمنى لاستقدام النجوم العالميين من قبل مهرجان القاهرة السينمائى تشهدها دوراته المختلفة، وكان منها الأمريكى ريتشارد جير والفرنسية جولييت بينوش، وأيضا مهرجان الأقصر الذى شهد حضور النجم العالمى دانى جلوفر.
