بدا يوفنتوس مختلفًا بالثوب الأوروبى، ف«السيدة العجوز» بوجهه المشرق أوروبيًا حقق الفوز الثانى على التوالى وتصدر المجموعة الأصعب، في مرحلة المجموعات لدورى أبطال أوروبا، بعد الفوز على إشبيلية «2-0»، في يوفنتوس ستاديوم، الذي شهد أول فوز ل«اليوفي» هذا الموسم على ملعبه في مختلف البطولات، فالفريق الفائز بآخر 4 بطولات دوري في إيطاليا يعاني محليًا بفوز وحيد و3 خسائر وتعادل، وتظهر «السيدة العجوز» محليًا بوجه شاحب تضنيه الشيخوخة، بعكس ما تظهره أوروبيًا في عنفوان شبابها. فريق المدرب ماسيمليانو اليجرى حقق فوزًا سهلًا على حامل لقب آخر بطولتين من الدوري الأوروبي، فريق إشبيلية، الذي بدا عاجزًا أمام رفقاء «بوفون»، الحارس المخضرم وقائد فريق يوفنتوس، الذي حضر إلى المباراة كضيف شرف ولم يتعرض لأى اختبار طوال أحداثها، وهو ما يعكس اكتساح يوفنتوس للملعب. «أليجرى» خير العودة لطريقة «3-5-2» بالتشكيل التالي: ثلاثة مدافعين: جورجيو كيلينى على اليسار و«بونوتشي» في القلب و«بارزالي» في اليمين خمسة لاعبين في وسط الملعب: 3 في القلب، «هيرنانيز» على الدائرة وعلى يمينه سامى خضيرة وعلى يساره بول بوجبا، وعلى الطرف الأيمن «كودرادو» والأيسر «إيفرا». ثنائى في الهجوم: «موراتا» ومن خلفه قليلاً «ديبالا». اختار «أليجري» الاعتماد على إيفرا في اليسار، رغم كونه يدافع أكثر، وهو ما يتعارض مع طريقة «3-5-2»، التي تحتاج لأن يؤدى الجناح بشكل أفضل هجوميًا، بعكس «كوادرادو»، الذي لعب على اليمين حتى يُسهل من تحول الفريق من «3-5-2» إلى «4-3-3»، بزيادة «كودرادو» مع لاعبى الوسط وتحول «بارزالى» كظهير أيمن، مع بقاء «إيفرا» كظهير أيسر، ويتحول الرسم الخططى للفريق للشكل التالى: قدم يوفنتوس أفضل مبارياته هذا الموسم على كافة الأصعدة، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، هي ما يلى: المرونة الخططية من خلال نجاح كل من «بارزالي» و«كودرادو» على أداء الأدوار المزدوجة والتحول من مركز إلى مركز بشكل لا يؤثر بالسلب على الانضباط الخططى للفريق. لاعب الارتكاز المساند Box To Box: بعد رحيل أرتورو فيدال مطلع هذا الموسم للبايرن لم يستطع أي لاعب في فريق يوفنتوس تعويض «فيدال»، حتى عاد «خضيرة» من الإصابة وشارك في هذا المركز وقدم مستوى جيد، خاصة من خلال القيام بدور رأس الحربة الوهمي، الذي يتحول إلى داخل منطقة جزاء الخصم بشكل غير متوقع، ولا يمكن أن نقول بأن «خضيرة» قد استطاع تعويض «فيدال» بشكل كامل، خاصة على الصعيد الدفاعي، ولكنه على الأقل قدم الدور المفقود في خطة أليجري، من خلال تحركات واعية وتتمتع بخبرة أكبر من تلك التي يملكها ستورواو مثلًا. رأس الحربة المتأخر: رحيل «تيفيز» ترك فراغًا كبيرًا في هذا المركز لم يعوضه إلا «ديبالا» بالأمس، فالأرجنتينى الشاب قدم مباراة كبيرة وتحرك كثيرًا وأرهق دفاعات إشبيلية وقدم مع «موراتا» ثنائيًا جيدًا على مستوى الربط الهجومي أو من خلال الضغط المبكر الذي استعاده يوفنتوس في هذه المباراة. تركيبة وسط الملعب: وجد يوفنتوس افضل تركيبة لوسط ملعبه ظهرت هذا الموسم من خلال الثلاثى «هيرنانيز – خضيرة – بوجبا»، خاصة وأن كل منهم يملك القدرة على الدفاع الجيد والمساهمة الهجومية الفعالة، ولولا سوء مستوى «بوجبا» لقدم الفريق أداءًا أفضل، في ظل تألق كبير من «هيرنانيز» و«خضيرة»، قبل أن يخرج لحساب «ساندرو». يوفنتوس أضاع فوزًا تاريخيًا لو أحسن لاعبوه استغلال الفرص التي سنحت لهم، ولولا التسرع في الشوط الأول، وقبل أن ينجح «موراتا» في افتتاح النتيجة برأسية رائعة، مستغلاً كرة عرضية من القائم بأعمال الظهير الأيمن، أندريا بارزالي، كان بإمكان يوفنتوس أن يخرج من الشوط الأول وفي جعبته أكثر من هدفين على الأقل. في الشوط الثاني، لجأ «أليجري» إلى تهدئة اللعب والتحكم الكامل في إيقاعه بكثرة التمريرات وتبادل اللاعبين مراكزهم، وقاموا بتدوير الكرة بسلاسة كبيرة، ولم يتمكن الفريق الضيف من الدخول إلى أجواء المباراة بعد أن ساهم ضغط لاعبو يوفنتوس عليهم في كل أرجاء الملعب في عدم قدرتهم على الخروج بالكرة من مناطقهم والتدرج بها إلى وسط ملعب أصحاب الأرض. أرض «يوفنتوس ستاديوم» لعبت كثيرًا مع أصحابها خلال مباراة إشبيلية، وقدم لاعبو يوفنتوس مباراة كبيرة محت، ولو مؤقتًا، الصورة الشاحبة التي يظهر عليها الفريق محليًا، وأكمل «أليجري» تفوقه أوروبيًا، ً وكان «إيمري»، مدرب إشبليية، هو الضحية الثانية للمدرب الايطالي، بعد التشيلي مانويل بلجريني، مدرب مانشيستر سيتي، الذي تلقى خسارة على ملعبه في الجولة الأولى من «أليجري». أجرى «أليجري» تغيره الأول من خلال الدفع بالبرازيلى أليكس ساندرو، بديلًا للألمانى سامى خضيرة، ليلعب «ساندرو» كجناح أيسر ويتحول «بوجبا» إلى لاعب وسط مساند أيمن بدلًا من «خضيرة»، كما نجح البديل الثانى سيمونى زازا، الذي لعب على حساب «موراتا»، في إحراز الهدف الثانى ل«السيدة العجوز» بعد قتال من «ديبالا» على الكرة حتى وصلت ل«زازا»، الذي انطلق بها من وسط الملعب وتخطى مدافعى إشبيلية بالسرعة القصوى وانفرد بالحارس ووضع الكرة من بين أقدامه مدونًا ثانى أهدافه مع فريقه الجديد، ومانحًا الفريق تقدمًا مريحًا أنهى تمامًا على المباراة، بعد أن نجح «زازا» في كتابة إسمه ضمن هدافى يوفنتوس «أوروبيًا». وقبل النهاية بقليل، أجرى «أليجري» ثالث التغييرات بنزول روجانى بديلًا ل«ديبالا»، قبل أن ينهى الحكم السويدى «إريكسون»، والذي أدار نهائى كأس مصر التي حسمها الزمالك قبل 10 أيام على حساب الأهلي، المباراة معلنًا وصول يوفنتوس للنقطة رقم 6 ً والتي وضعته في صدارة المجموعة منفردًا.
