في مباراة فقيرة فنيًا، نجح مانشستر يونايتد بقيادة مدربه فان جال في تخطي ليفربول السيئ بثلاثة أهداف لهدف واحد على ملعب الأول الأولد ترافورد، في قمة الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز. غاب عن ليفربول كل من كوتينيو للإيقاف، هندرسون للإصابة، بينما فقد مانشستر يونايتد جهود الجولدن بوي واين روني بسبب إصابة في الفخذ، وفضل فان جال إشراك مايكل كاريك من البداية على حساب مورجان شنايدرلين الأساسي منذ بداية الموسم، وكانت المفاجأة بمشاركة دي خيا من بداية المباراة بدلًا من روميرو الذي حمله الكثيرون جزءا من مسؤولية الهزيمة أمام سوانزي في الجولة الماضية. سيطر الملل على أحداث اللقاء منذ بدايته لنهايته رغم غزارة الأهداف، التي كانت بمثابة ومضات من الإثارة في مباراة غلب عليها سوء التمرير والعقم الهجومي وقلة الفرص للفريقين، ولم ينجح تاريخ الكراهية المتبادل بين عملاقي إنجلترا في صناعة أي إثارة في الشوط الأول الذي خرج بنتيجة التعادل السلبي. وعلى الرغم من بداية فان جال المباراة بنفس الثغرة التكتيكية المعتادة خلف شفاينشتايجر كارتكاز مائل جهة اليسار التي يتقدم فيها شو وبليند، لكن الأداء البدني والتكتيكي الرائع للألماني المخضرم الذي أنهى سلسلة من العروض المتواضعة، أنقذ الهولندي من محاولات الأيرلندي رودجرز لاستغلال تلك الثغرة، ساعده بالطبع تواضع مستوى البرازيلي فيرمينو الذي لم يلفت أداؤه الانتباه منذ بداية الموسم، ويبدو وكأنه لم يعتد بعد على إيقاع البريمييرليج البدني السريع. اعتمد رودجرز على نفس الطريقة التي لعب بها لقاء الإمارات أمام أرسنال في الجولة الثالثة، ب4-5-1 تتحول ل4-3-3 عند الهجوم، وقضى أغلب المباراة في مناطقه محاولًا استغلال المساحات المتوقعة خلف لاعبي الشياطين المطالبين بالهجوم والفوز على أرضهم وبين جماهيرهم، شارك الإنجليزي الدولي داني إنجز الوافد من بيرنلي كجناح أيسر بدلًا من كوتينيو، لكنه كباقي لاعبي ليفربول قضى أغلب وقته في ثلث ملعب الريدز الدفاعي، ولم يظهر في مناطق الشياطين سوى في لقطة واحدة عندما أضاع إنفرادًا شبه كامل بدي خيا، بينما بدأ فان جال ب4-2-3-1 بمشاركة الإسباني أندر هيريرا كصانع لعب خلف فيلايني الذي استبدل روني المصاب في خط الهجوم، فاستحق أقل تقييم بين لاعبي الفريقين. عنوان المباراة الأبرز كان المفاجآت، تألق شفاينشتايجر دفاعًا وهجومًا، توقيع بنتيكي على هدف ليفربول الوحيد من مقصية خارقة ستتصدر أفضل أهداف البريمييرليج لأسابيع طويلة، وأخيرًا تسجيل الوافد الجديد أنتوني مارسيال لهدف حاسم في توقيت حساس من المباراة كاد ليفربول يعادل فيه النتيجة، بعد مراوغة زئبقية للسلوفاكي سكرتل وتسديدة هادئة واثقة لا تليق بمهاجم شاب في بداية طريقه يرزح تحت ضغط 50 مليون يورو كُلفة انتقاله من موناكو، جعلت الجميع بمن فيهم نجوم الشياطين السابقون ينتظرون فشله ليفتكوا به. وفي ظل تسجيل الأهداف من أخطاء دفاعية فردية أو مهارات استثنائية لمهاجمي الفريقين، لم تكن المباراة التكتيكية محتدمة بين المدربين، فلم يكن هناك ثغرات واضحة في ظل اقتصار اللعب أغلب أوقات المباراة على ثلث ملعب الريدز الدفاعي، وعاب رودجرز مبالغته في التحفظ حتى بدا وكأن فريقه لن يسجل هدفًا ولو إستمرت المباراة لأيام، وكالعادة تكفلت تغييراته غير المجدية بقتل فرص فريقه في المباراة، فنزول إيبي، أوريجي ومورينو لم يضف شيئًا لفريقه في الملعب، بينما على الجهة المقابلة كانت تغييرات الهولندي ممتازة، فخروج ديباي ونزول يانج النشط منح مزيدًا من الفاعلية لهجوم الشياطين، ومن مراوغته الأولى اكتسب الركلة الحرة التي سجل منها بليند هدفه الرائع، بينما جاء نزول شنايدرلين مفيدًا لاستبدال كاريك والمحافظة على الفوز الثمين، وأخيرًا كافأ مارسيال ثقة مدربه وأحرز الهدف الثالث من مجهود فردي يحسب له. افتقدت المباراة سخونتها المعتادة بسبب غياب روني وجيرارد، نعم كانت الكراهية حاضرة كما كان الحال دائمًا، ولكنها لم تكن كافية ليقدم الغريمان مباراة ممتعة، فكانت الأربعة أهداف هي اللقطات الوحيدة الجديرة بالمشاهدة في مباراة مملة تكتيكيًا ومتواضعة فنيًا.
